من روايتي ( قابيل السوري )
....." يفترقان . ويذهب طعان في غير اتجاه . يقصد سوق الحميدية . بوابة الصالحية . شارع الحمراء . تشحنه دمشق بطاقة عجيبة مغايرة في ارتياد المجهول . والدخول في دوائر غامضة . لاتفضي الا الى التهلكة . لأنها جميعا تنطلق من بؤرة واحدة هي المال . عصب حياتنا المعاصرة . الدماء التي تغلي في شرايين ذوي الضمائر الميتة من جميع شرائح البشر . وفي قلوب الجشعين الذين لايعرفون الى الشبع سبيلا . ينسحب ذلك على مجتمعات بعينها . وعلى حكومات . وعلى ايديولوجيات . وعلى أناس احتكروا الدنيا والاخرة !
يودع طعان دمشق . وتغدو الشام بكل فتنتها خلف ظهره .
ماأقسى ان يدير المرء ظهره لاماكن عشقتها الحياة . والطبيعة . والناس .
عشقها الطير . فسكن بيوتها ومعابدها . ومحال رزقها .
عشقها الورد . فعرش فوق جدرانها . وفي باحات دورها . وفي شرفاتها .
عشقها الجمال . فاختارها أيقونة لعشاقه . ومريديه .
عشقها الحب . فاختارها للملاحم والتغني بالبطولات . والامجاد .
عشقتها الحرية . فاختارتها فضاء شاسعا لكل الحضارات . وكل المعتقدات . وكل الافكار .
عشقها حتى الأعداء . فاختاروها لقعقعة سلاحهم . وصليل سيوفهم . وتناحرهم . وايغالهم بدم الابرياء . وانتهاك الحرمات . وقطع الرؤوس . وجز الرقاب . والاتجار بنسائها واطفالها و ........
( الرواية تحت الطبع ) ..
وسوم: العدد 725