هوامش على جدران الانقلاب ! 26
أ.د. حلمي محمد القاعود
التوحيد
قال تعالى :" : قل هو الله أحد ( 1 ) الله الصمد ( 2 ) لم يلد ولم يولد ( 3 ) ولم يكن له كفوا أحد ( 4 ) " ( سورة الإخلاص) .
القائد الرئيس
صار قائد الانقلاب رئيسا بعد أن استقال من العسكرية وأعلن عن انتقاله إلى الزي المدني وعرف الناس أن ماجرى في 3 يولية انقلاب عسكري صريح . سيكون بجواره في الانتخابات المسرحية المزمعة سنّيد ناصري سيلقى إليه بمنصب على قدّ الحال . وقد يستأذن عرّاب الانقلاب ليعود إلى الصحافة مرة أخرى ويكون بجوار الزعيم والقائد الملهم ويثبت أن التاريخ يعيد نفسه . تمت ترقية رئيس أركان الانقلاب إلى رتبة أعلى لتعيينه وزيرا للدفاع . الخوف أن يقوم وزير الدفاع الجديد بما قام به وزير الدفاع الذي صار رئيسا ويعلن خارطة طريق جديدة . أنتم نور عينينا !
الضحك والبكاء
ضحكت في زمن البكاء حتى استلقيت على قفاي حين سمعت من جعلوه رئيسا لمصر وهو يصرح في مؤتمر الأشاوس والنشامى بالكويت أن استمرار الاحتلال الصهيوني وصمة عار والمساس بالقدس نتائجه كارثية..وأضاف إلى ذلك مطالبته برفع الحصار المفروض على قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في القطاع. هل استأذن صاحبنا قائد الانقلاب قبل أن يصرح بهذا الكلام المضحك ؟ وبكرة تشوفوا مصر !
لماذا ضحكت؟
زفّت هآرتس العبرية نبأ الإتفاق بين الكيان الصهيوني والانقلاب على تكوين سريّة من (المستعربين) وهم من اليهود الشرقيين الذين يشبهون العرب ويتقنون اللغة العربية ومدربون على أعلى مستوى في التجسس وحماية الشخصيات المهمة. وسيقومون بحماية فخامة قائد الانقلاب بعد تنصيبه رئيسا لمصر . عرفتم لماذا ضحكت حين تكلم الرئيس المعين عن الاحتلال الصهيوني وحصار غزة ؟ وبكرة تشوفوا مصر !
النخبة المجرمة
النخبة المجرمة التي تربت على خدمة الاستبداد منذ انقلاب الطاغية الأرحل لم تخجل من تبرير القرار الانقلابي بإعدام 529 مصريا بريئا في المنيا . أصحاب الضمير الحي في العالم استنكروا القرار وأدانوا الانقلاب ولكن النخبة الخائنة وصفته بالرادع والحاسم والتاريخي وهللت له وزعمت أنه سيقضي على الارهاب المزعوم . وتجاهل المجرمون أن زوجة الضابط القتيل أعلنت على الملأ وعبر التلفزيون أن المتهمين لم يقتلوا زوجها وأنها تعرف من قتلوه !آه يا عبيد البيادة !
المشنقة!
مجلة انقلابية وضعت على غلافها صورة للأستاذ الدكتور محمد بديع – واحد من أفضل مائة عالم في مجال تخصصه الدقيق على مستوى العالم – والمشنقة حول عنقه تمهيدا لإعدام الرجل الذي لم يسرق ولم ينهب ولم يزوّر ولم يخن بلاده . المجلة الانقلابية ذاتها نشرت عام 1965 صورا بشعة للشهيد - إن شاء الله - سيد قطب وكان حليق الرأس حافيا في ملابس مزرية ، وشاء الله أن يقتل الصحفي الماركسي الذي نشر صور الشهيد قتلة بشعة، وذلك حين سقطت إحدى القنابل في حرب لبنان على مطابع الجريدة التي كان يعمل بها في بيروت ؛ فلم يجدوا غير أشلاء من جثته التي تناثرت وذابت مع الرصاص !
سيبقى محمد بديع - حيا أو شهيدا - رمزا للطهارة ، والويل للأنجاس من الله والشعوب!
تواضروس فقيها!
تواضروس الانقلابي وطاقم كنيسته على منصة مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ! المؤتمر ضمّ دول العالم الإسلامي عدا علماء قطر وتركيا وإيران ، ونظّمه ضباط المخابرات وأمن الدولة الذين يسيّرون وزارة الأوقاف ويوجّهونها .السؤال : هل تدعو الكنيسة علماء المسلمين لحضور مؤتمراتها التي تخص العقيدة ؟ ثم ما علاقة تواضروس بموضوع التكفير الذي يبحثه المؤتمر . طبعا لن أسأل عن استبعاد علماء مصر الرافضين للانقلاب وبعضهم من هيئة كبار العلماء واستضافة بعض المعمّمين الذين كفّروا نصف الشعب المصري وحلّلوا قتله وسفك دمه وقالوا : اضرب في المليان ، وطوبي لمن قتلهم وقتلوه ! مصر قد الدنيا !
التدخل السريع
قوة التدخل السريع في الحرب ضد ما يسمى الارهاب التي أنشأها الانقلاب تمثل قفزة على الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ، وتؤكد على عسكرة الحكم إلى الأبد ؛ فضلا عن خطورة هذه القوة علي الجيش المصري، وتغيير عقيدته القتالية لمحاربة الشعب وإذلاله وإحراق الوطن . ويزداد الخطر إذا شاركت هذه القوة في تدخلات خارجية .. مصر ليست بحاجة إلى هذه القوة إلا لحماية الحدود من الصهاينة الغزاة ! وبكرة تشوفوا مصر !
سجن العزولي
هل سمعت دكاكين حقوق الإنسان عن سجن اسمه "العزولي" بالإسماعيلية ؟ إنه واحد من أماكن الاحتجاز القسرية التي يستخدمها الانقلاب حاليا في تصفية معارضيه؛ واسم العزولي هو اسم الشهرة لـ"معسكر الجلاء" حيث مقر الجيش الثاني الميداني، ومن المفترض ألا يسجن به مدنيون، ومع ذلك فإنه يمتليء بالمعتقلين، وخاصة من أهل سيناء المظلومين، وأصبح فيه مؤخرا قسم للنساء . ما يجري في هذا السجن تقشعر له الأبدان . ولكن دكاكين حقوق الإنسان لم تسمع به فيما يبدو ، ولذا لن يزوره دكان واحد . مصر قدّ الدنيا !
تنظيم طليعي
عقدت حركة "الدفاع عن الجمهورية"، بقيادة المحامية تهاني الجبالي، والتنسيق مع وزارة الشباب دورات تدريبية للشباب في المدن الشبابية، حضرها700 شاب من محافظات كفر الشيخ والإسكندرية ومطروح والشرقية تمهيدًا لعقد مؤتمر عام للشباب على مستوى الجمهورية. وتتضمن الدورات بالإضافة للوعي السياسي، أبعاد المرحلة التي تمر بها مصر ومهام المرحلة الانتقالية، والتدريب على مهارات إدارات الحملات الانتقالية، والعمل الجماهيري وإدارة الحملات الإعلامية ومواجهة الحملات الإعلامية المضادة. حركة "الدفاع عن الجمهورية" تستهدف تدريب 500ألف شاب على مستوى الجمهورية تمهيدًا لعقد مؤتمر عام لهم في ختام الدورات باعتبارهم نواة لتنظيم صفوف الشباب والمشاركة الإيجابية في الحياة السياسية والثقافية. تنظيم طليعي جديد على طريقة عبد الناصر . ويا ما تشوفوا في مصر!
