ضريح هارون الرشيد ، هو ضريح مشترك مع علي الرضا في مدينة مشهد في إيران
هو أبو جعفر هارون بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور (149 هـ - 193 هـ)، الخليفة العباسي الخامس. ولد في مدينة الري عام 149 هـ (766) وتوفى في مدينة طوس (مشهد اليوم) عام 193 هـ (809)، وبويع بالخلافة ليلة الجمعة التي توفى فيها أخوه موسى الهادي عام 170 هـ، وكان عمره آنذاك 22 سنة، وأمه الخيزران بنت عطاء..توفى هارون الرشيد غازيا، ولقد وافته المنية بطوس – مدينة مشهد فى إيران اليوم – فى ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة 193هـ، ولهُ خمس وأربعون سنة، ودامت خلافتة 23 سنة.
ذكر العلامة المؤرخ سالم الآلوسي، أن الرئيس أحمد حسن البكر في بداية حكمه، طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد، لأنهُ رمز لبغداد في عصرها الذهبي، وذلك بدعوة وحث من الأستاذ عبد الجبار الجومرد الوزير السابق في عهد عبد الكريم قاسم، ولكن إيران امتنعت، وبالمقابل طلبت استرجاع رفات الشيخ عبد القادر الكيلاني، لأنهُ من مواليد كيلان في إيران، وعندها طلب الرئيس من العلامة المؤرخ مصطفى جواد بيان واستيضاح الأمر، فاجاب مصطفى جواد: أن المصادر التي تذكر أن الشيخ عبد القادر مواليد كيلان إيران، مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها بدون دراسة وتحقيق، اما الأصوب فهو من مواليد قرية تسمى جيلان (العراق) قرب المدائن، ولا صحة في كونه من إيران أو ان جده أسمه جيلان، وهو ما أكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي أقامه اتحاد المؤرخين العرب وكان حاضرا الآلوسي أيضا سنة 1996، وفعلا اخبرت الدولة الإيرانية بذلك ولكن بتدخل من دولة عربية أغلق الموضوع
وكان الإمام علي بن الرضا قد أوصى أن يُدفن بجوار قبر هارون الرشيد، ويقول ابن الأثير فى الكامل في التاريخ عن الإمام الرضا : " وكان موته بمدينة طوس، فصلى المأمون عليه، ودفنه عند قبر أبيه الرشيد " أ.هـ، يقول النوبختي في كتابه -فرق الشيعة- ما يأتي :"ودفن الإمام علي الرضا في قصر حميد بن قحطبة، بجانب قبر الرشيد"، وفي رواية ابن خلكان "توفي الامام علي الرضا بمدينة طوس وصلى عليهِ المأمون ودفنه ملاصق قبر أبيه هارون الرشيد . فهما مضجعان تحت نفس القبة فى نفس الضريح وفى نفس المسجد الموجود الآن بمدينة "مشهد" بإيران...(( فلا يوصى الرجل ان يُدفن بجوار رجل ميت في عرف المسلمين، إلا وكان هذا الميت من الصالحين الاتقياء، وهذا ما فعله الإمام على بن موسى الرضا)) .
إنَّ المكان الذي فيه الضريح والذي كان سابقاً داراً لحميد بن قحطبة الطائي أحد قواد أبي مسلم الخراساني، وعندما توفي هارون الرشيد عام 193هـ دفن في هذا المكان وأقام ولده المأمون على قبره قبة سميّت فيما بعد (القبة الهارونية)... ولما توفي الرضا مسموماً جيء بجثمانه ودفن بالقرب من قبر هارون الرشيد وبقبة واحدة، غير أنَّ هذه القبة دمّرت عام 380هـ على يد الأمير (سبكتكين) تدميراً كاملاً، وبعدها وضع السلطان مسعود بن سبكتكين على القبر المشترك ضريحاً مذهباً وأصبحت المدينة لا تعرف إلاَّ باسم مشهد الرضا والرشيد الى العصر الصفوي حيث غيب أسم الرشيد قسرا لاسباب دينية طائفية،،، ويقول المؤرخ البريطاني : (( أنه آن الآوان لاعادة الاعتبار لقبر الرشيد من خلال مصارحة الجماهير المضللة ان هذا الضريح هو قبر مشترك للرشيد والرضا على حد سواء بعيدا عن التعصب الديني الذي لم يعد لهُ مبرر في عصر التطور العلمي)).
المصدر / ويكيبيديا
وسوم: العدد 788