اختلاف الزوجين حول التسوق

لن يـصعب علينا ملاحظة رجل، يرافق زوجته في السوق، وقد ظهر التبرم واضحاً على وجه

ولن تخفى تعابير القلق على وجه رجل يقف خارج غرفة القياس وهو ينتظر زوجته أن تتخذ قرارها بأسرع وقت ممكن!

علينا، نحن الرجال، أن ندرك أن النساء يجدن متعة كبيرة في التسوق، بل إن الأمر تحوّل إلى هواية لدى بعضهن، حتى إنهن لا يجدن سعادة تفوق سعادتهن وهن يقضين ساعات يتجولن خلالها في الأسواق.

تقول دراسة اجتماعية إن التسوق يحتل رأس قائمة هوايات المرأة، ويتفوق على هواية الخروج إلى المطاعم والحفلات، بينما يحتل التسوق آخر قائمة اهتمامات الرجل.

ويقول الاختصاصي النفسي ( غلين ولسون ): إن الاختلاف في الاهتمام بالتسوق بين الرجل والمرأة كبير جداً، فالرجال يرون أن مهمتهم هي اكتساب المال بينما يرى النساء أن مهمتهن هي إنفاق ذلك المال الذي يكسبه الرجال!

وتحصل النساء على كثير من السعادة من خلال التسوق ؛ بينما يرى الرجل في التسوق عملاً يحسن الانتهاء منه سريعاً.

ولعل الرجل يعذر المرأة في حبها للتسوق إذا تذكر أن ربات البيوت اللواتي يقبعن في المنازل فترات طويلة مع الأطفال يجدن في التسوق فرصة للانطلاق والتحرر قليلاً من الالتزامات المنزليةاليومية.

إن المرأة تشعر بالسعادة حين تشتري ملابس جديدة وأثاثاً جديداً، بينما لا يرى الرجل حاجة إلى تغيير الكنبات حتى تخرج النوابض منها فتصبح غير صالحة للجلوس عليها.

ولا يهتم الرجل بشراء طبق صغير لوضع الصابونة فيه مادام في الإمكان وضعها على حافة المغسلة.

إن معظم الرجال يرون أن الشيء مادام يقوم بمهمته فلا داعي لتغييره وشراء بديل جديد له، بينما يرفع الشراء الروح المعنوية عند المرأة. تقول إحدى النساء: أخرج مرة في الأسبوع على الأقل للتسوق مع صديقاتي، وإذا لم نخرج فإني أشعر ببعض الاكتئاب.

ومن أسباب هذا الاختلاف بين الرجال والنساء في الاهتمام بالتسوق أن الركيزة النفسية للرجل تعتمد على النجاح في العمل والحياة بينما تعتمد ركيزة المرأة على حسن مظهرها وأناقة شكلها ، لذلك تتابع المرأة الموضة والأزياء، وهي تريد أن تثبت لنفسها أولاً ولأسرتها وصديقاتها ثانياً أن مظهرها مازال جميلاً.

ومادام هذا الاختلاف كبيراً بين اهتمام الرجل والمرأة بالتسوق فمن الأنسب لهما معاً أن يدركا ذلك، ومن ثم أن يحرصا على الوصول إلى حل وسط يتنازل فيه كل منهما قليلاً حتى يلتقيا في منتصف الطريق.

على الرجل أن يقدر عشق امرأته للتسوق، ويصبر عليه، ويوافقها فيه، وعلى المرأة أن تخفف من هذا العشق وألا يكون على حساب واجباتها تجاه زوجها وأولادها.