في الذكرى الثالثة للثورة .. الانتصار هو القرار
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي من جماعة الإخوان المسلمين
في الذكرى الثالثة للثورة .. الانتصار هو القرار
لم يكن منتصف آذار _وفي مثل هذا اليوم_ قبل ثلاث سنوات حين صدحت حناجر السوريين معلنة انتهاء حكم العشيرة والعائلة .. يوما عاديا في حياة الشعب السوري .. حينها .. صدر قرار السوريين مجتمعين .. بأن سورية لن يحكمها إلا أبناؤها المخلصون .. وبأن الطغمة الحاكمة منذ نصف قرن لا مكان لها ومحل على أرضها الطاهرة العفيفة ..
مجتمعين .. حيث تجاوبت مدن سورية مع أريافها .. ورددت صحراؤها ما أعلنه ساحلها .. واحتضنت جبالها وهضابها في شمالها الفسيح .. أطفال حورانها لما اختطت أناملهم الغضة ذلك الحكم البات بإنهاء الأسد وعصابته على جدران مدارسها ..
عاش السوريون بين نقيضين عصيين على الفهم .. إجرام الأسد وحلفائه الذي فاق كل حد .. في مقابل تواطؤ صارخ من قبل جميع الأطراف على الصعيد الدولي .. وكأن القانون الدولي وجميع المعاهدات الإنسانية سلبت قدرتها على الفعل في مواجهة آلة الموت التي صنعها وأعملها الأسد في حق الأبرياء والمدنيين ..
غير أن ثبات السوريين وصمودهم كان جواب الشعب على الأسد والمتواطئين من خارج البلاد وعلى المستوى الدولي برمته ..
ثلاث سنوات من الذبح والسفك والقتل والاغتصاب والتدمير والتشريد بشراكة ناطقة من حلفاء الأسد الإقليميين والدوليين، وبدور صامت من أطراف دولية أخرى عاجزة عن الفعل ومتعللة بأوهام الإرهاب والخوف من الإسلاميين .. كل ذلك لم يثن السوريين عن مواصلة ثورتهم .. بذات المبادئ التي خرجوا من أجلها .. إسقاط النظام بكامل أركانه ومقومات وجوده .. وعلى رأسها قواته العسكرية ومليشياته المسلحة وسائر أجهزته الأمنية المخابراتية المجرمة ..
لم يتعظ هذا المجتمع الدولي المتواطئ من كل ما كاله له نظام الأسد عقب فشل مفاوضات جنيف2 بجولتيها .. ليضاعف الأسد هذه الإهانة بدعوته للانتخابات الرئاسية متحديا الشعب المنكوب والغرب العاجز .. معتمدا على عجز جديد مني به الغرب لصالح روسيا في أوكرانيا .. هنا فرض الأسد قانونه الذي لا يتيح لأحد أن يرشح نفسه بلْه أن ينافسه في الانتخابات القادمة .. ليفرض نفسه مجددا جزارا لعقد جديد .. وليظل العالم أجمع يراقب فنه واستعراضه لمواهبه في القتل والتدمير ..
إننا وإذا نستعرض بهذه الومضات هذا التاريخ الدامي لثلاث سنوات مضين من عمر الشعب السوري .. فإننا نؤكد أن إصرار السوريين على مطالبهم هو حادينا إلى النصر .. وهو قريب بعون الله .. وبتضحيات شعبنا العظيم .. وبوحدته على الصعيدين السياسي والعسكري ..
قال تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأُولئك هم الفاسقون".
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
15/3/2014