مشكلة المياه في المنيخ
البارحة قصدنا زيارة صديق يسكن في المنيخ، عبرنا الجسر وسرنا على ضفاف النهر، ولا أدري هل تصح تسميته بالنهر أم علي أن أغيرتسميته فأنعته بالبحر!
ليس لوسعته، بل لشدة ملوحة مائه! فبعد أن تمت مصادرة مياهه أمسى جدولا يتجاوزه البحر، ففقد تلك الهيبة التي كانت ترهب السابحين،والعذوبة التي عهدناها في مياهه، وصار لا يستطيع شربه إنسان ولا حيوان ولا حتى نبات!
اجتزنا المحرزي الذي كان ظلامه دامسا وكأن ساكنيه في رقد عميق بعد عاصفة هوجاء، أو كأنهم سكت لا رمق يقويهم من شدة العطش، أو منظلم ما، خاصة وأن الظلام والظلم يشتقان من أصل واحد.
طوينا الطريق المنعرج بسيارة أبي المنذر وكان يرافقنا أبو وسام وأبو مها حتى دخلنا قرية المنيخ، اتصلنا بصديقنا أبي محمد، كان ينقل سلحفاةوجدها على عتبة بابه فأعادها إلى النهر بسلة يحملها معه ابنه؛ يا لها من رقة قلب ورحمة!
لم ندخل البيت بعد حتى شكا أبو محمد من ملوحة المياه! وفتح الصنبور، لم أستطع تذوقه، كان الماء وكأنه الملح نفسه.
كنت أظن أن مشكلة الماء انتهت رغم أنه لا يزال لا يصلح للشرب؛ لكن هناك أحياء وقرى منها قرية المنيخ والحفار الشرقي والمعمرة والماردما زالت تعاني من أزمة ملوحة المياه.
يقول أبو محمد إنه يشتري ماء الشرب كل يوم، ولديه فسائل نخيل أوشكت على الموت!
ترى إلى متى يبقى هذا الشعب المضطهد يتحمل الظلم وحياته أمست لا تطاق؟!
وسوم: العدد 791