ماذا يضير الإسلام إذا خلعت الناشطة الفيسبوكية المغربية غطاء رأسها

ماذا يضير الإسلام إذا خلعت الناشطة الفيسبوكية المغربية  غطاء رأسها وانتقلت من التعاطف مع المنتسبين إليه إلى معسكرالمناهضين له ؟؟؟

من المعلوم أن الله عز وجل حسم في أمر التنكر لرسالة السماء العالمية الخاتمة وهي  رسالة الإسلام ،فقال وهو أصدق القائلين : (( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكر للعالمين )).

ومعلوم أن الداخل في دين الإسلام لا ينفع الله عز وجل شيئا ، ولا الخارج منه يضره شيئا كما جاء في الحديث القدسي  : " ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ،ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئا "

فبموجب هذا الحديث القدسي يتساوى الفرد الواحد والبشرية  قاطبة في العجز عن نفع أو ضر خالقهم تبارك وتعالى .

وإنه ليخيل للبعض أحيانا حين يدخلون إلى دين الإسلام أنهم سينفعونه بذلك ، كما يخيل للبعض الآخر حين يتنكرون له أنهم سينالون منه . ومن هذا ما نشر مؤخرا عن إحدى المحسوبات على النضال الفيسبوكي والتي ظهرت في إحدى الفيديوهات المنشورة على  أحد المواقع الإلكترونية، وقد أزالت  غطاء رأسها وكانت من قبل محسوبة على المحجبات ،وأعلنت أنها تخلت عن دفاعها أن حزب العدالة والتنمية المغربي المحسوب على الإسلام ، وانتقلت إلى الضفة العلمانية لأنها أصيبت بخيبة أمل في ذلك الحزب الذي كانت تناضل من أجله .

ويبدو أن هذه المناضلة الفيسبوكية لم تحتجب عن قناعة بما جاء في دين الإسلام، بل كان حجابها مجرد تعاطف مع حزب يدعي أصحابه المرجعية الإسلامية ، فلما خاب ظنها فيه  حسب ما صرحت به تخلت عن زيها الإسلامي .

 ولقد حسم رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم في أمر من يهاجر إلى الله عز وجل أو إلى رسوله عليه السلام في الحديث المشهور الذي يقول فيه : " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته  دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ".

ومعلوم أن الهجرة إلى الله عز وجل ، وإلى رسوله عليه الصلاة والسلام هي الالتزام بدين الإسلام . وبموجب هذا الحديث الشريف يمكن القول أن الناشطة الفيسبوكية التي شاع نضالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،كانت هجرتها لشهرة تريدها ، فكان لها ما أرادت لأنها أكدت ذلك بخلع غطاء رأسها الذي لم يكن التزاما بينها وبين خالقها جل وعلا . وكثيرة هن اللواتي يغطين رؤوسهن ليس استجابة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما لأسباب أخرى لا نريد الخوض فيها ، فإذا زالت تلك الأسباب ظهرن برؤوس مكشوفة ، أو بقيت مغطاة ،ولكنها أغطية شكلية يكشف زيفها ما يصدر عنهن من تصرفات وسلوكات لا تمت لدين الإسلام بصلة .

والناشطة الفيسبوكية واحدة من اللواتي كذّب الواقع زيف حجابهن إذ لو صدقت نيتها يوم احتجبت لما خلعت حجابها لكون حزب محسوب على الإسلام خيّب آمالها ذلك هذا الحزب أو غيره من الأحزاب والجماعات والدول أيضا الذين يدعون المرجعية الإسلامية لا يمكنهم الحديث  باسم هذا الدين ، كما أنه يلزمهم ما يصدر عنهم مما لا يقره، ويتحملون وحدهم المسؤولية عنه وهو منه براء .

ولو كان التزام هذه المناضلة بقيم الإسلام كما كانت تدعي لبقيت على لباسها الإسلامي، ولم تأل جهدا في انتقاد حزب العدالة والتنمية وفضح انحرافه عن مبادىء الإسلام وقيمه إن كان له انحراف كما تزعم .وليس انتقالها إلى ضفة مخالفة لضفة الإسلام تصحيحا لما اعتبرته خطأ حين كانت تناصر حزب العدالة والتنمية بل هو انتقال من خطإ إلى آخر لأنها ستكتشف حتما أن الضفة التي مالت إليها لها أيضا عيوبها وانحرافاتها ، وحسبها أن تخالف  تلك الضفة دين الإسلام ليتأكد انحرافها .

ومن يدري أن هذه المناضلة الفيسبوكية قد وظفت من طرف جهة تريد تصفية الحساب مع حزب  يحسب على التوجه الإسلامي أو تستهدف الإسلام كدين فموّهت على ذلك بتصفية الحساب مع ذلك الحزب ؟ علما بأن الغرب بزعامة الولايات المتحدة قد أعلن الحرب على ما يسميه الإسلام السياسي والذي يقصد به تحديدا وصول الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية إلى الحكم كما هو الشأن بالنسبة لحزب الحربة والعدالة المصري الذي أطيح به عن طريق انقلاب عسكري دموي مكشوف قد تورطت فيه دول غربية وأخرى إقليمية . وما يحدث الآن من مؤامرات ضد حزب العدالة والتنمية التركي يؤكد أن المقصود بحرب الغرب على الإسلام السياسي هو الأحزاب التي تعلن عن توجهها الإسلامي . ولا يختلف وضع باقي الأحزاب ذات نفس التوجه في باقي الأقطار الإسلامية والعربية عن وضع حزب الحرية والعدالة المصري أو وضع حزب العدالة والتنمية التركي . وما أظن أن الناشطة الفيسبوكية قد غاب عنها قصد الغرب ومن يدور في فلكه بالحرب على الإسلام السياسي إن كانت بالفعل مناضلة، ولم تكن  عميلة عاملة لفائدة الغرب أو من  ينحو نحوه قد وظفت لاستهداف الإسلام  عن طريق ركوب النيل من حزب سياسي محسوب عليه أم بالأحرى منتسب له لفائدة خصومه .

وفي الوقت التي أعلنت الناشطة الفيسبوكية براءتها من لباسها الذي يرمز إلى التزامها الإسلامي  باعتبار الظاهر ،لأن السر علمه عند علاّم الغيوب جل وعلا ، فإن أحياء بالعاصمة البرازيلية كانت عبارة عن أوكار لترويج المخدرات وللدعارة والإجرام قد تحول شبابها وشاباتها إلى دعاة  يدعون إلى دين الله عز وجل ، وينشرونه بين أقرانهم عن طريق أنشطة هادفة كما نقلت لنا ذلك وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا.

وإن اللباس الإسلامي الذي أدارت له الناشطة الفيسبوكية عندنا ظهرها قد أقبلت عليه فتيات برازيليات بشغف ولهف شديدين ،لأنهن عرفن ما يعنيه من كرامة وعزة لهن  .

ولئن كفرت مناضلة الفيسبوك  المغربية بزي ارتضاه الله عز وجل للمؤمنات ، فقد وكلّ به  سبحانه فتيات بلاد السامبا وأمثالهن في كل أصقاع المعمور، ولينصرن الله من ينصره .

ولن تبلغ المرأة  في هذا العالم قمة عزتها  وكرامتها إلا إذا ارتدت لباسا اختاره لها الله عز وجل ووصفه في محكم التنزيل ، وأمر بها إماءه المؤمنات غيرة عليهن من عيون الذئاب الكاسرة  الجائعة المتربصة بأجسادهن المصونة في دين الإسلام .

 وإننا لنأسف شديد الأسف لنقلة المناضلة الفيسبوكية من ضفة الهداية الربانية إلى ضفة الغواية البشرية ، وعليها يصدق قول الشاعر :

وأنا أقول جريا على قوله  :

وسوم: العدد 792