ثلاثة أعوام على انتفاضة الشعب السوري
مأساة البداية ومأساة النهاية
محمد هيثم عياش
برلين / تعتبر المصطلحات السياسية بأن الثورة تختلف عن الانتفاضة ، فالثورة تنطلق من فئة سياسية معينة فربما تؤدي انتصار تلك الفئة أو اخماد ثورتها أما الانتفاضة الشعبية فمن المستحيل إطفاءها الا بتدخل من دول معنية بتلك الدولة التي تعيش بانتفاضة شعبية . وقد استطاعت المعارضة السورية جراء جهلها بالمصطلحات السياسية والشغف بالثورة وصف انتفاضة الشعب السوري بثورة حتى اصبح الكثير من يتابع انتفاضة ذلك الشعب لا يرى الا عنوان / ثورة الشعب السوري / . فلو كان ما يجري في سوريا ثورة لاستطاع بشار أسد ونظامه وحليفتهما ايران وروسيا ومعهما الصين وغيرها من دول عربية تنتهج سياسة الذبذبة الانتصار على الشعب السوري .
هذا ما أوضحه استاذ العلوم السياسية في أكاديمية برلين براندينبورج العلمية فيلهلم هاينريش فون هوهشتاوفين / أحد أحفاد القيصر الالماني فريدريش فون هوهشتاوفين ملك بيت المقدس الذي يقال انه كان مسلما / بندوة دعت اليها الاكاديمية يوم الثلاثاء 11 آذار/مارس بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على انتفاضة الشعب السوري . واشار فون هوهنشتاوفين بأن ما يجري بسوريا انتفاضة وليس بثورة بالرغم من انتصارات يحققها نظام سوريا على الارض مقابل انتصارات يحققها ايضا معارضوه اذ ان الحرب سجال . وعزا فون هوهشتاوفين انتفاضة السوريين الى الكبت والاضطهاد والعنصرية التي عانى منها على مدى خمسة عقود لم يهتم المجتمع الدولي سواء الدول الاسلامية والاوروبية وغيرها بماساة ذلك الشعب المعروف بذكائه وغناه فسوريا دولة صناعية وتجارية ساهم حزب البعث والحكومات المتعاقبة منه جعل الشعب السوري فقيرا فاقدا للحرية ذليلا اساء لاخلاق ذلك المجتمع اضافة الى محاباته فئة على فئة من المجتمع السوري واستطاع ان يقنع بعض دول العالم بأن النصارى مضطهدون علما انه لا يوجد دولة اسلامية يعيش فيها نصارى يعيشون بحرية ومساواة مع المسلمين مثل نصارى سوريا مؤكدا ان المجتمع الدولي بتقاعسه مسئولا عن المذابح التي تجري بتلك الدولة فاقت الابادة الشعبية فيها ابادة شعوب رواندا وناميبيا وغيرهما من الدول الافريقية والاسيوية واذا ما استمرت مأساة ذلك الشعب فان التطرف سيكون سائدا فالتطرف لا يأتي الا من قبل خيبة الامل .
الرئيس الالماني السابق هورست كولر وصف بداية انتفاضة الشعب السوري بالمأساة لأنها لم تحظى بادئ أمرها باهتمام دول العالم لولا تركيا التي كانت اول من دعم انتفاضة ذلك الشعب معتبرا نهايتها بماساة ايضا نظرا لما ستسفر عنه من مقتل الالاف وتسوية المدن بالأرض اضافة الى مأساة عودة اللاجئين الى بلادهم وقد فقدوا كل شيء .
وناشد كولر الذي يشرف حاليا على منظمة / ساعد الآن / الانسانية الحكومة الالمانية السعي لدى المجتمع الدولي عدم إغماض أعينهم وصرف أنظارهم الى ما يجري في سوريا وماساة شعبها فقد استطاعت الازمة الاوكرانية صرف اهتمام المجتمع الدولي عن سوريا الى اوكرانيا كما ان الاهتمام بمؤتمر جنيف /2/ وما يليه من مؤتمرات ساهمت الى حد كبير بتراجع الدعم الدولي لانتفاضة الشعب السوري ومأساة اللاجئين مشيرا ان وصول عدد اللاجئين المشردين داخل سوريا الى ما يربو عن الستة مليون نسمة ووصول عددهم بالبلاد المجاورة لبلدهم الى اكثر من ثلاثة مليون شخصا اكثر من نصفهم أطفالا في ربيع أعمارهم ووصول عدد القتلى الى اكثر من 180 الف شخص يعتبر ندا وخزيا في جبين الانسانية ومنظمة الامم المتحدة ومجلس أمنها الدولي واذا لم بتخذ مجلس الامن سياسة عزم وحزم فان التطرف والانتقام من الغرب سيصل الى عقر دارهم .
وطالبت عضوة شئون السياسة الدفاعية بالبرلمان الالماني سابق انجيلكا بيير ، التي كانت وراء أعلان حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر الحرب على صربيا لمجازرها التي ارتكبتها في الكوسوفو عام 1999 ، إنهاء نظام سوريا بالقوة العسكرية اذ ان مؤتمر جنيف / 2/ وما يتبعه من مؤتمر مماثل يحمل رقم 3 و 4/ غير مفيدة فالقتل يستعر وايران وروسيا والصين وكوريا الشمالية اضافة الى ميليشيات شيعية تقوم بدعم النظام السوري وتمارس سياستي الارض المحروقة وافراغها من سكانها لن تكون نهايته الحوار السياسي بل بعمل عسكري شبيه بالعمل العسكري ضد صربيا محذرة من ازدياد ظاهرة التطرف لدى الشباب المسلم جراء عدم تنفيذ المجتمع الدولي اي قرار يتخذه ضد نظام بشار أسد مؤكدة انه لا سلام بمنطقة الشرق الاوسط بوجود ذلك النظام يحكم سوريا منتقدة بالوقت نفسه المعارضة السورية لعدم اتفاق زعماء تلك المعارضة على رأي سديد وسياسة حازمة ضد بشار اسد مشيدة بالشعب الليبي الذي تضامن مع بعضه البعض لاسقاط رئيس نظامهم السابق معمر القذافي وعلى الدول المحبة للشعب السوري السعي لاقناع المعارضة باتفاق مع بعضهم البعض اذ ان الخلاف وراء تأخير انتصار الشعب السوري على الطاغية / الديكتاتور / أسد .
هـ/ع
ملاحظة / القيصر الالماني فريدريش فون هوهنشتاوفين / 1194- 1250 / ولد في صقلية ببيئة اسلامية عربية كان يُطلق عليه القيصر المثقف لالمامه باكثر علوم المعرفة وإجادته العربية اضافة الى لغته الام الالمانية والانجليزية والفرنسية كان على خلاف مع بابا روما جريجور التاسع وخلفه انستانتس الرابع لسبب علاقته الوطيدة مع المسلمين وقد قام العلماء مؤخرا بإخراج جثته لمعرفة ما اذا كان قد قتل مسموما لاعتناقه الاسلام ام كان موته عاديا .
المانيا / مباحثات المانية خليجية
برلين/12/03/14/ أشاد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ومعه سكرتير عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني للصحافيين قبيل المباحثات التي جرت بينهما هذا اليوم الاربعاء 12 آذار/مارس على التعاون البنَّاء بين المانيا ودول منطقة الخليج العربي ومعهما الاتحاد الاوروبي مؤكدان رغبة الاطرف المذكورة تعميق هذه العلاقات التي تعتبر الاسس الرئيسية لاستقرار منطقة الخليج وسلامتها والتعاون لانهاء النزاعات الاقليمية بمنطقة الشرق الاوسط برمته .
واشار شتاينماير انه سيتطرق مع الزياني الى الوضع في سوريا وضرورة إنهاء ماساة شعبها وفتح المجال لمنظمات الاغاثة الانسانية الوصول الى المحاصرين بالمناطق المحاصرة اضافة الى المسألة الايرانية وقضايا امنية واقتصادية تعتبر ذات الاهتمام المشترك بين ودول منطقة الخليج العربي .
وكان الزياني قد وصل برلين في وقت سابق من هذا اليوم الاربعاء .