ماذا تنتظر حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟!
عندما تسمع استغاثة حبة القمح، وترى الدجاجة تهرول لنصرتها فلتعلم حبة القمح أن نهايتها قد اقتربت...وعندما تهب الذئاب لنصرة قطيع الأغنام فلتعلم الاغنام انه لا يفصلها عن الموت سوى وصول قطيع الإنقاذ، إنه المأزق الذي يعيشه المواطن العربي.. حين يصبح من خلق المشكلة حلال المشاكل، وحين يصبح من خلق المآسي للأمة رمزا للإصلاح وأمل المساكين الوحيد...
1. وجدت المنظمات الدولية كالامم المنتحد ومجلس الامن وصندوق النقد ... لحل مشكلات الامم وتقليل الحروب وتخفيف آثارها،و... ولكن أن تتحول هذه المؤسسات إلى وسائل لتكريس سلطة الدول المتنفذة، وتكريس استعمارها للشعوب وابتزازها وانتقاص سيادتها فهذا يشبه حكم الدجاجة في حبة القمح.
2. السلطات السياسية في الدول (رأس الدولة، والسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية والإعلامية) وجدت لإدارة الدولة، وأعطيت السلطات الواسعة للمتنفذين لخدمة الدولة وتحقيق اهدافها، أما أن تتحول الدولة لخدمة الرئيس والمتنفذين في هذه السلطات، وخدمة مصالحهم الخاصة على حساب الوطن ومصالحه، فهذا يشبه حكم الدجاجة في حبة القمح.
3. وجدت المؤسسات الأمنية في الدول لحفظ أمن الوطن والمواطن، وأما حين تتحول أجهزة الامن إلى حفظ امن من يهدمون الوطن ويهدمون العدالة، وحين تصبح مصدر رعب للشرفاء والمصلحين والمخلصين، فعندها تعلم بان الحكم للدجاجة.
4. أمريكا احتلت العراق لتخليصها من الحكم الدكتاتوري، وتعلقت عيون المساكين بالمحتل لحل مشاكلها، فكان الحل.... هدم الدولة وحل مؤسساتها،ونهب خيراتها، وتدمير حضارتها، وتسليمها لعصابات القتل.... إنه حكم الدجاجة.
5. وحين خرجت امريكا من العراق ظهر تنظيم داعش ؛ فدخلت إيران لحل المشكلة،.. فلم تحل مشاكل العراق ولم تمسح دموع ثكلاها... ولكنها بدلا من ذلك شكلت عصابات طائفية تمارس كل أنواع الإجرام، فعمقت جراح العراق وزادت مصائبه، وادخلته في نفق مظلم.... إنه حكم الدجاجة.
6. وحين يطيح الانقلابيون بالسلطة الشرعية، ...ويقبع القادة والشرفاء في السجون، ومن يحاكمهم هم القتلة انفسهم، ولا يزال المخدوعون والمساكين ينتظرون الفرج ممن خلق المصائب كلها.... إنه زمن الدجاجة.
7. عندما تغرق دولة في الفوضى، ويكاد المارقون يسقطون الدولة، فيهب "فريق الذئاب" لنجدتها؛ لإطفاء الحريق ونصرة المظلومين وإيقاف النزيف... وينتظر الناس الفرج،....لقد أشعل فريق الإطفاء الحرائق في كل مكان، واعتقل الشرفاء، وفرض وصايته على أهل البيت، فقتل الزوج، وانتهك حرمة الزوجة، وأظهر طمعه بالبيت بما فيه،... إنه حكم الدجاجة.
8. حين يستولي المفسدون على السلطة يعيثون في الأرض فسادا، ويحمون الفاسدين ويشرعنون الفساد، ويهدمون أركان العدالة، ويهمشون الشرفاء ويرفعون الوضيعين، وعندما تضج الجماهير من الألم.. يهرول هؤلاء اللصوص لنجدتهم، ويقدمون انفسهم بصفتهم مصلحين، ويرفعون شعارات الإصلاح، .... ولا يزال بعض المساكين ينتظرون الفرج ممن كان سبب المصائب كلها.
أخيرا..... ماذا تنتظر حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة ؟؟؟!!!
وسوم: العدد 802