لقد آن الأوان لمنع ممارسة الدجل والشعوذة تحت غطاء الرقية الشرعية
لقد آن الأوان لمنع ممارسة الدجل والشعوذة تحت غطاء الرقية الشرعية ومعاقبة من يتعاطون ذلك لاستغلال وابتزاز ضحاياهم من السذج والمغفلين
لقد كشفت فضيحة الدجال والمشعوذ بمدينة بركان الذي كان يستدرج ضحاياه من الجنس اللطيف بالرقية الشرعية لاغتصابهن وتصويرهن بغرض ابتزازهن عن مدى التخلف الذي مازال ضاربا أطنابه في مجتمعنا . والمؤسف أن معظم ضحايا الدجالين والمشعوذين الذي يتقنعون بأقنعة الرقية الشرعية افتراء وكذبا على الدين من الجنس اللطيف . و معلوم أنه تتساوى في ارتياد أماكن الدجل والشعوذة المثقفات والمتعلمات والحاصلات على شواهد عليا مع الجاهلات والأميات .
ومن أجل التغطية على الإقبال على الدجالين والمشعوذين تزعم الواقعات في شراكهم أن قصدهن هو الرقية الشرعية ،الشيء الذي يوفر غطاء لهؤلاء الدجالين والمشعوذين لاستغلالهن بشتى الطرق بما في ذلك الاستغلال الجنسي ، ثم ابتزازهن بعد ذلك عن طريق تهديدهن بنشر الفيديوهات التي تسجل مشاهد فاضحة لهن معهم .
والملاحظ اليوم أن معظم الذين يمارسون الدجل والشعوذة المقنعين بقناع الرقية الشرعية من الشباب ، وهم عبارة عن ذئاب كاسرة متعطشة لهتك الأعراض باسم الدين افتراء عليه ، الشيء الذي يجعل الساذجات والمغفلات من العازبات والمتزوجات سواء الجاهلات الأميات منهن أو المتعلمات يثقن فيهم، و ربما يكون منهن من يتعمدن اللجوء إليهم رغبة في الفساد .
ومعلوم أنه ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرهيط ، والنبي وليس معه أحد ، حتى رأيت سوادا عظيما ، فقلت هؤلاء أمتي ، فقيل : لا هذا موسى وأمته ، ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرت فإذا سواد عظيم قد سدّ الأفق ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب " فاختلف أصحابه في هؤلاء ، فقال لهم : " هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون " . والشاهد في قوله صلى الله عليه وسلم " لا يسترقون " أي لا يطلبون الرقية ، فهذا الحديث يكفي ليمتنع من يتوكلون على الله عز وجل حق التوكل عن التماس العلاج في الرقية ، ومع ذلك يصرّ كثير من الناس على التماسها ، وفي ذلك نوع من الشرك لأن اعتقاد الشفاء في الخلق سوء أدب مع الخالق سبحانه وتعالى الذي بيده وحده الشفاء والموت والحياة والرزق .
وإذا كان بعض الناس يأخذون بالأسباب طلبا للعلاج دون اتخاذها أربابا أو شركا بالله عز وجل ، ومنها التبرك بالقرآن الكريم يتلى على المرضى تيمنا به دون اتخاذه تمائم ، مع الاعتقاد الراسخ في النفوس بأن الشفاء بيد الله عز وجل وحده دون شريك ، فإن كثير منهم يبتذلون كلامه عز وجل، فيستعملونه في السحر والشعوذة والدجل ، ويجعلونه تمائم ، ويسمون ذلك رقى شرعية بغرض الارتزاق بها ومخادعة السذج والمغفلين لنهب أموالهم بالباطل وأكلها سحتا .
ومما شاع في زماننا هذا ظاهرة إقبال المغفلين والسذج على الدجالين والمشعوذين الذين يتقنعون بأقنعة الرقى الشرعية ، ويتظاهرون بالصلاح ، ويدعون الكرامات ، وهم في الحقيقة إنما يحتالون عليهم ويستغلون غفلتهم وسذاجتهم لابتزازهم .
ولقد بلغ أمر هذا الابتزاز درجة هتك الأعراض ، والتمادي في ذلك عن طريق تسجيل فيديوهات ساقطة تستخدم لتهديد الضحايا للمزيد من استغلالهم أو لابتزازهم ماديا .
وإذا القانون لا يسمح بممارسة التطبيب إلا بعد الحصول على شواهد في الطب والصيدلة ، فإنه لا يوجد مع الأسف الشديد قانون يمنع الدجالين والمشعوذين من ممارسة دجلهم وشعوذتهم حتى أن بعضهم يمارسها نهارا جهارا ، ويعلق على جدار بيته لوحات شبيهة بما يعلقه الأطباء والصيادلة من لوحات مهنية ، ويوزع بطاقات كبطاقاتهم عليها عناوين وأرقام هواتف . ومنهم من يحج إليه من أماكن بعيدة أو يقصد هو إلى أماكن بعيدة ، ومنهم من يضرب مواعيد لمن يزورونه على غرار مواعيد الأطباء .
ومن المؤسف أن يفد على هؤلاء المشعوذين والدجالين المحسوبات على الثقافة والعلم والحاصلات على شواهد عليا ـ يا حسرتاه ـ إما رغبة في الحصول على أزواج أو رغبة في التحكم في رقاب الأزواج وإخضاعهم عن طريق الشعوذة والدجل خوفا من انصرافهم عنهن إلى غيرهن بسبب الفشل في امتلاك قلوبهم بالمعاملة والمعاشرة الحسنة والطاعة وهو ما يغنيهن عن اللجوء إلى الأوهام والخرافات والخزعبلات .
إن فضيحة دجال مدينة بركان التي راجت على أوسع نطاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي كفيلة بحمل المسؤولين على استصدار قانون في منتهى الصرامة لمعاقبة كل من يمارس الدجل والشعوذة والسحر تحت غطاء الرقية الشرعية ، وإدراج ذلك ضمن جريمة المتاجرة بالبشر واستغلاله وابتزازه باسم الدين .
و أخيرا لا بد أن تدان أيضا بتهمة الفساد وتعاقب على ذلك اللواتي يقصدن بمحض إرادتهن هؤلاء المشعوذين والدجالين ، ويسمحن بهتك أعراضهن ، كما تدان أيضا بتهمة المشاركة في انتشار وتشجيع الشعوذة والدجل ، والإساءة إلى الدين.
وعلى كل مواطن غيور على دينه ووطنه ، وعلى أعراض بنات وطنه أن يبلغ عن هؤلاء الدجالين والمشعوذين حيثما وجدوا . وعلى الجميع فضحهم بكل الوسائل الممكنة والمتاحة لاستئصال شأفتهم .
وسوم: العدد 802