اختطاف وتقييد الشبان بالسلاسل وإرسالهم للموت آخر إبداعات الأسد: كونتا كونتي السوري!
لم يكتف نظام القتل واللصوص بسلب ونهب سوريا وإفقار وتجويع وإذلال شعبها وتركيعه وتهجيره إلى المنافي وأقاصي الأرضي البعيدة وجعله واحداً من أفقر شعوب العالم قاطبة وحرمانه من أبسط حقوقه ومتطلبات العيش والرفاهية ومعاملته كعبيد وعناصر سخرة وقطيع في حظيرة خاصة ومملوكة لبني الأسد وتحويله إلى شعب من النازحين واللاجئين والمشردين والجياع الفارين من بلادهم، بل يريد أيضا سلبهم أعز ما لديهم وهم أبناؤهم وسوقهم لخدمة لصوص وحيتان ومافيات البلد وعصابات القتلة بحجة إسرائيل والمقاومة التي لا يتجرؤون على إطلاق «فشكة» بارودة صيد واحدة نحوها، فكل من قُتل من زهرة شباب سوريا مات في حمأة هجوم الطغيان على الشعب الثائر في درعا والسويداء والرقة وحلب، وليس في الجولان، ولأجل الحفاظ على مليارات بشار وسامر فوز ورياض شاليش ورامي مخلوف وبقية عصابات القتل التي تجثم على صدر الشعب السوري الفقير الجائع المعدم الذي لا يجد اليوم لا الغاز ولا الماء ولا الكهرباء ولا الدواء وراتب أكبر موظف سوري (الوزير) لا يصل المئة دولار، أي ثلاثة دولارات في اليوم للوزير وليس للمواطن العادي، وهو معدل غير موجود وغير مدرج على لوائح ومؤشرات الأمم المتحدة لمعايير الفقر والحياة، أي أن منجزات بشار الأسد حرمت السوريين أيضا من شرف تصنيفهم كفقراء وبشر عاديين تساوياً مع بقية شعوب العالم.
ومن رأى السوريين وهم يُجرون بالسلاسل ومحشورين بأقفاص كالبهائم وهم في عز الشباب والعنفوان لن يتذكر فقط رواية «الجذور» لأليكس هيلي والعبد الأفريقي كونتا كونتا وقصته المأساوية ورحلته المضنية مع القهر والذل والعبودية وخدمة طغمة قتل ولصوصية، بل سيدرك كم بات رخيصاً هذا السوري عند بني أسد وشاليش ومخلوف وما يضمره رئيسهم للسوريين، وأن لا مستقبل ولا حياة حرة وكريمة وكرامة وعيش هنيء أبدا للشعب بوجود هؤلاء الموتورين الذين حولوا سوريا إلى سجن كبير ومقبرة موشحة بالسواد وملجأ أيتام ومخيمات للفقر والجوع والتشرد المهجورة الكئيبة البائسة الخاوية على عروشها تصفر وتنعق فيها البوم والغربان إكراماً وخدمة لمشروع ملالي طهران.
كل من قُتل ومات من زهرة شباب سوريا الجريحة مات بمواجهة الشعب الثائر ضد الطغيان الأسدي وفي الداخل في درعا والسويداء والرقة وحلب، ومن أجل مليارات بشار وسامر فوز ورياض شاليش ورامي مخلوف وبقية عصابات القتل الفاشية التي تجثم على صدر الشعب السوري الفقير
ينعم الأسد ويلعب اليوم وطغمته، من شاليش ومخلوف وبقية أفراد العصابة، بمئات مليارات الدولارات، ويسرقون البلد بشكل ممنهج ومنظم، ولا يتركون للشعب حتى الفتات كجرة غاز يطبخ عليها، هذا في حال توفر معه ثمن لقمة العيش، 50 دولاراً يا ناس (25 ألف ليرة) هو متوسط راتب العائلة شهريا يا جمااااعة الخير، يا هووو، يا بشر، يا أوادم، لا تكفي الطفل حليباً وحفاضات، ومع ذلك يريدون أن يسرقوا أبناءنا منا ويزجوهم بالقتال خدمة للنظام الإيراني ليموتوا بالمجان خدمة لبقاء هؤلاء القتلة الذين يبيعون الشعب الشعارات الكاذبة والتضليلية البراقة.
صُدم الرأي العام العالمي والسوري خاصة وصُعقت الأمهات الثكالى المفجوعات بأبنائهن والمحرومات من فلذات أكبادهن وهن يرون زهرة شباب سوريا مكبلين بزرد السلاسل من أجل زعيم يقود عصابة قتل ولصوص تفتك بالسوريين على مدى 50 عاماً، ولم يصدّق كثيرون هذه الصور الصادمة، لكن من يعيش في سوريا ويرى ويتابع مشهداً بات مألوفاً ومحزناً ومؤلماً وموجعاً وطاعناً بكرامة كل سوري، وهي الدوريات المشتركة و«الطيارة» التي توقف السيارات العابرة في مناطق سيطرة الأسد وتفتش بأوراق أي شاب وطلاب الجامعات وجيوبهم، وتنزع ملابسهم بالشوارع و«تفيّشهم»، وتختطفهم على مرأى من الناس جميعاً، وتنزلهم عنوة من الحافلات العامة سيدرك أن لقطة ومشهد السلاسل ليس إلا تفصيلاً بسيطاً في رواية طويلة ومحزنة وقصة طويلة عنوانها تدمير سوريا وقتل شعبها واستمرار مسلسل العبودية والطغيان والاستبداد وكابوس ثقيل اسمه عائلة أبو البراميل الأسدي.
وسوم: العدد 803