خطورة تداول فيديوهات و تغريدات "أفخاي أدرعي" و "ايدي كوهين"
إن خطورة تداول فيديوهات أو تغريدات "أفخاي أدرعي" أو "ايدي كوهين" هو في ضمن خطة بناء الحالة النفسية لدى الجيش الإسرائيلي في العقل الفردي والجمعي العربي، حيث يتسلل بها عبر بث مثل هذه الرسائل المكتوبة أو المصوّرة التي يتداولها الجميع من باب غاية التهكم والضحك أو الاستدلال لتعزيز خصومة سياسية طارئة على المجتمع العربي عموما و الخليجي بشكل خاص.
وفي الحقيقة تمر عملية إعداد الفيديو عبر جهات متخصصة في علم السلوك والتغيير السيكولوجي للمتلقي العربي.
حيث يتم صناعته للقيام بـ: إعادة التقويم، وبناء الأفكار، والتحويل والتحرير المذهبي الفكري، والإقناع الخفي، والتلقين المذهبي، وتغيير الاتجاهات للمتلقي.
كما تحدث بهذا متخصصوا علم تغيير المفاهيم، وما استحدثت له تسمية معاصرة (غسل الأدمغة).
أدرك أنه سيأتي البعض ويقول نحن أكثر وعيا من أن تتأثر مداركنا لمثل هذه الرسائل الموجهة.
فأجيب:
لقد باتت صناعة المحتوى التصويري الوثائقي والسنمائي علما مستقلا به، وتعد لها دراسات متخصصة لدى علماء السلوك والنفس والاجتماع، وهو ما عمد له "جوزيف جوبلز" وزير الإعلام للنازية لحكومة هتلر، وذلك عبر الرسائل الإعلامية الموجهة و المكثفة والتي تتسم في الأساس بإخبار الناس ما يودون سماعه، واستحضار الأكاذيب، لخلق واقع جديد كليًا، مما أحدث مجتمعًا خاضعا للدعاية النازية، وهو العلم الذي أشار له أيضا "هربرت شيللر" في كتابة (المتلاعبون بالعقول) بتفصيلات متخصصة أكثر، وهي لا تقل عما حلله الفرنسي "جوستاف لوبون" في كتابه ( سيكولوجية الجماهير)، والذي اعتمد الجمهور النفسي كوحدة ذهنية موحدة على عكس الجماهير التي تتجمع بطريقة غير مقصودة، وأن الدعاية ذات أساس لا عقلاني لأنها تخاطب القوى الإيمانية.
ولعل البعض لا يعلم عن الوحدة (8200) الصهيونية، وهي وحدة متخصصة في الاستخبارات الإلكترونية، وتعمل بالتوازي مع الدعاية الإسرائيلية الدولية القائمة عليها وزارة الإعلام الإسرائيلية وشبكة جهات الضغط التابعة لها من صحفيين وسياسيين ورجال أعمال في دول العالم. ومهمتها هذه الوحدة 8200:
جمع للمعلومات، ورصد المزاج العام، ورصد للمصادر المتعددة على منصات الإعلام الاجتماعي في [يوتيوب، وفيسبوك، وتويتر، وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى]، والعمل على تحليلها للمعلومات وتطابقها مع بيانات مصادرها الاستخباراتية.
وهو ما شرعت به القيادة الإسرائيلية منذ عام 2004 عبر قرارات مستندة على تقارير متخصصة منه ما أعده خبير استطلاعات الرأي "فرانك لونتز" ، والذي جرى تسريبه في 2009 لإنجاح الدعاية الإسرائيلية وتطوير أساليب ها لاختراق العقل الجمعي العربي.
ومن يدقق جيدا خلال الآونة الأخيرة ما قام به "أفخاي أدرعي" من استثمار المصطلح القرآني والنبوي، في لغة الخطاب، والحالة المستحدثة في محاربة منهج الإمام" محمد بن عبد الوهاب" وشيخ الإسلام "أحمد بن تيمية" وفقه الإمام "أحمد بن حنبل" وتلامذته، فلجأ لاستخدام آراءهم وأفكارهم و اقتباسات مجتزئة من سياقها الحقيقي، وبثها في الدعاية الموجهة حتى يعزز نفسيا للمتلقي حالة الاستدعاء للمنهج المذكور والأسماء المقتبسة من خلال الفيديو.
وهو بهذا يقوم باستخدام انعكاس حالة الاستدعاء النفسي المتحدث أدرعي.. عبر الاستدعاء للمذكورين سابقا، وذلك خدمة للمخطط العام الواضح حاليا للتفرغ لمحاربة السلفية السنية والوهابية في الجزيرة العربية، لرفع الرؤية الليبرالية وتحقيق مشروع شرق أوسط علماني جديد والذي أشار له يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن.
فليس ظاهر الأمر كباطنه، والذين يقومون بالاستسخاف بالحالة الإعلامية الإسرائيلية كمن يتجاهل تسرب الماء في بدن سفينته وهي إشارة صريحة لإبصاره وبصيرته للانتباه من بداية الغرق.
وسوم: العدد 808