حزب الله يدمر لبنان!

عبد الله خليل شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لو فرضنا أن حزبا أو تجمعا في تركيا أو الأردن – مثلا- كوّن[ ميليشسا ] مسلحة وتدخل بها – علنا - في الصراع السوري ! فكيف سيكون الوضع ؟

هل تسمح لهم دولتهم بالدخول إلى سوريا والمشاركة في القتال؟

كيف وهي تمنع دخول بعض الأسلحة ..؟ وفي الحالة الأردنية تحاكم [ محاكم أمن الدولة العسكرية ] كل من يضبط متسللا إلى سوريا ..أوعائدا من القتال هناك!

وهي بصدد اعتماد قانون خاص بمثل تلك الحالات يشدد العقوبات على كل من يشارك في القتال في سوريا – ولو حتى بالإنترنت- وغيره!

 ومع ذلك لا يسلم الأردن من التهديدات السورية ..ومن[ سفاهات ووقاحات] سفيرها النصيري الإرهابي تاجر المخدرات .. الذي تطاول على الأردن أكثر من مرة ..ومع ذلك تسامحت معه ! بالرغم من أن معظم الشعب يطالب بطرده!

.. ومع أن الجميع يحاصرون المجاهدين السوريين .. ويمنعون عنهم الأسلحة الكفيلة بحمايتهم – وشعبهم- من القصف الجوي والصاروخي ومن الدمار والإبادة ! ولا يملك الثوار من ذلك إلا ما يغنمونه من أيدي عدوهم التشبيحي الجحشي النصيري!.. كبعض صواريخ[ رنكوس ..وسام7] التي غنموها من بعض القواعد الجحشية التي سيطروا عليها !

..وما إن سرت إشاعة أن إحدى الدول العربية تريد إمداد الثوار ببعض الصواريخ المضادة للطائرات  والدبابات ..حتى اعترضت عليها روسيا – بوقاحة كوقاحة حليفه االنظام الذي تمده بوسائل القتل ليبيد الشعب السوري – فروسيا شريكة في جرائم الإبادة ..ولا بد أن تشملها أية دعاوى ترفع إلى المحاكم الدولية ضد المجرمين ممارسي كل أنواع الجرائم الدولية !

تماما – كما يستورد النظام الجحشي شبيحة من روافض الخارج من إيران والعراق ولبنان والخليج وتركيا وافغانستان وغيرها – ومع ذلك يحتج ويعربد على ( فزعة ) بعض الشباب لإخوانهم السوريين المظلومين..!

لقد خُدع الكثيرون بحزب الله اللبناني ..وتصوروا أنه لا يعادي إلا اليهود ولا يوجه سلاحه إلا إليهم .. ثم سقط في [ حمأة ومستنقع الطائفية] وسارع لحماية ومساعدة أعتى نظام ظالم في المنطقة وربما في العالم أيضا..

وظل يشارك سرا – وعلى استحياء –في قتل الشعب السوري ..حتى [ نهق الجولاني قائد النصرة ] جهلا وغباءً أو عمالة وخيانة – وهذا هو الأغلب .. وقد يتضح أكثر حينما ينكشف كما انكشف [ قرينه البغدادي ..وعصابته داعش عملاء النظام الجحشى] وأعداء الشعب السوري ..فقد صرح الجولاني – في وقت غير مناسب بأنه يريد هدم ضريح السيدة زينب – كأنه وقطعان متطرفيه الجهلة ..أغير على الدين من كل المسلمين السابقين من عهد الصحابة والتابعين إلى الآن ..ولم يهدموا ما يهدد هو وأمثاله بهدمه !.كما صرح بانتماء عصابته للقاعدة ..مما قلب موازين المعركة لصالح بشار الجحش وشبيحته.. ! بعد أن كانوا في تراجع شديد ..ولم يبق بأيديهم غير [ نحو 12%] من الأرض السورية بعد أن حررها الثوار الأحرار! فارتد إليهم نفسهم وسارع لنجدتهم الروافض بدوافع عقدية .. فكانت مذابح القصير وبانياس وغيرها ...وخسر الثوار كثيرا من الأرواح والأرض!

..,كان كثير من اللبنانيين يستنكرون أن يموت أولادهم لحماية عرش وسرقات آل الأسد وحواشيهم..ويعتبرون معظم القتلى في سوريا [ فطائس = جيفا]!.. ولكن بعد تصريحات الجولاني .. تحول قتالهم إلى قتال عقائدي ليحموا [ أصنامهم] ..وانضم إليهم كثيرون..ولم يعد كثير منهم في لبنان يجرؤ على انتقاد تدخلهم في سوريا ..

كما ألب تصريح [ العميل أو الغبي الجولاني] بتبعيته للقاعدة .. ألّب العالم على الثورة السورية فزادت عداوتهم لهم ودعمهم لمن يقاتلها ..ويتمنى الخلاص منها ! واشترط البعض على الثوار القضاء على المتطرفين أولا ..وبالفعل فبعد [سقوط داعش وانكشافها] كمشوهة للإسلام ومعادية له [ ولو تغطت بشعارات كاذبة!] وطاعنة للثورة من الخلف.. اضطرت الثورة للمحاربة على جبهتين : ضد داعش والشبيحة الجحشيين ..بل وجبهة ثالثة ضد بعض الأكراد الذين ضحك النظام على عقولهم فخانوا وطنهم ودينهم وشعبهم!

لقد خدم [ جولاني النصرة ] النظام المجرم بقدر ما يخدمهم [ بغدادي داعش]!

تعرية الوضع اللبناني!:

لقد اشرنا – أول الكلام إلى دول أخرى .. وضربنا الأمثلة .. لنوضح [ استحالة ] موافقتها ورضاها أن تتدخل قوات شعبية منظمة من بلادها ..في سوريا أو غيرها ...فهذا مبدأ مرفوض – جملة وتفصيلا! فإذا كانت ترفض تدخل أفراد وتعاقبهم بشدة ..فكيف بتدخل عصابات منظمة ؟!

.. ولكنا نرى الحكومة اللبنانية [ ساكتة] على تدخل جزء من رعاياها – بشكل منظم وعلني ومكثف ومسلح – إلى جانب نظام قمعي عميل ..طالما عانت لبنان نفسها من شروره ولصوصيته وخسته وجرائمه!..ولا تحرك ساكنا!!

,.. فإن كانت [ حكومة لبنان ] موافقة على تدخل حزب نصرالله [ الذي يشيرون إليه الآن بحالش – على وزن داعش .. وهو يعني – هنا اختصارا لحزب الشيطان]!!.. هل توافق حكومة لبنان على تدخله .. فتكون شاركت في العدوان على شعب وبلد جار ؟!! .. مما لا يقبله أحد أو مبدأ؟!

.. أم أن حكومة لبنان مغلوبة على أمرها ..ولا تستطيع السيطرة على مواطنيها ورعاياها .. ويبدو ان هذا هو الاحتمال الأغلب .. فبمجرد أن الحكومة الجديدة لم تذكر في بيانها [ اقنوم المقاومة الذي يتستر به حزب حالش] نبحها الروافض وسلحوا عليها .. وبمجرد تعبير رئيس الجمهورية عن رأيه ..ووصفهم بالحالة الخشبية .. هاجموه بشدة وأساءوا إلى مقام الرئاسة .. مما يدل على انهم يعتبرون أنفسهم فوقه ..بل ويعتبرون أنفسهم أنهم هم أسياد لبنان.. بعد أن كانوا مهمشين وليست لهم أية قيمة قبل أن يرفع الفدائيون الفلسطينيون [ خسيستهم ]! ويعلموهم ( المراجل) !!

 وذلك التصرف والتدخل [ الحالشي] في الصراع السوري من وراء[ أو من فوق] الحكومة والدولة اللبنانية..يعني أن وضعها هش ..ومتفلت .. مما يعني أنه أكذوبة كبيرة ..وأن لبنان الجميل عاش على أوهام وتخديرات التعايش وغيرها.. وأنه معرض للتفكك والاندثار ..أو التصارع – حتى حافة الفناء !

..فإن كان النظام اللبناني لا يستطيع منع المشاركين في العدوان ..- وهم من شعبه .. فمعناه أنه فقد السيطرة على شعبه ..ولا يستطيع حكم بلده كما يريد !

 فتلك مصيبة..كبيرة

  وإن كان موافقا على تدخل [ حالش] لإبادة الشعب السوري .. فتلك مصيبة أكبر..تعني المشاركة في العدوان!

وكما قال القائل:

        فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ      وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ !

..وهنا المصيبة هي [ القدرةعلى لجم المعتدي من مواطنيه على جيرانه أو الموافقة على جرائمهم ضد جيرانهم!]

إن تداعيات مشاركة حزب الله في قمع الشعب السوري – وتلويث سلاحه الذي كان يظن أنه ضد الأعداء اليهود فقط-.. لها دلالات وتداعيات خطيرة بدأت [ تفتك] بلبنان.. وقد تتوالى حتى تعم الفوضي ويتمزق لبنان الذي يعاني من [ وضع هش] لا يحتمل هزات عنيفة .. حيث تعصف [ التصرفات الحمقاء غير المحسوبة - ولو كانت بأوامر إيرانية ] تعصف [ بالتعايش المصطنع ] الذي ساد لبنان أحيانا !

.. وهنا تنكشف الحقائق ..وأن[ حالش ] لا يرفع الاعتبارات المذهلبية وشبهها     [ حيث يختلف الإثناعشرية عن النصيرية اختلافا كثيرا .. لكنه تلاقي المصالح والمطامع وليس العقائد في الحقيقة ]!= إضافة إلى الأوامر الفارسية التي لها اعتباراتها الخاصة..نقول أن الحزب لم يرفع المذهبية الضيقة فوق الدين والإنسانية والأخلاق ..فحسب! بل وفوق الأوطان والأقدار كما توهموا وكما صرح [ معلمهم الأكبر الرئيس الإيراني ]! وفوق كل شيء !

 ... وهاهي [ بركات تدخل حالش] في سوريا بدأت تنهال على لبنان من أطرافه الغربية والعليا.. بشكل قذائف وصواريخ وغارات طيران..وغير ذلك [ هدايا المحتل السابق ] وأحيانا المعارضة.. وما ذلك إلا أول        [ الغيث- قطر ..أو الرقص - حنجلة] ..و[ ألله يستر] من التوالي و   [ الجايات] !