شيء عن منح مقعد سورية في الجامعة للإئتلاف..
واجتماعه في القاهرة..
عقاب يحيى
في حوار طويل على قناة صفا حول : تسليم مقعد الجامعة العربية للإئتلاف، وعقد اجتماعات هيئته العامة في القاهرة..ومؤتمر القمة القادم في الكويت..
فالمعلوم، ومذ أنشئ الإئتلاف كان القرار واضحاً بأن القاهرة هي المقرّ الرئيس له، وفعلاً تم تأمين مقر للإئتلاف في القاهرة، وما يزال موجودا، وعقدت عديد اجتماعات الهيئة العامة هناك..
ـ يجب القول أن تركيا، وبغض النظر عن مستويات التعاون، والعلاقات السياسية، هي الأقرب للحدود السورية، وفيها عدد كبير من السياسيين واللاجئين، ولذلك كان انعقاد الاجتماعات فيها تبدو أقرب لوقع الحالة السورية، ناهيك عن توفير بعض المبالغ بوجود عدد كبير من أعضاء الإئتلاف مقيمين في تركيا..
ـ غير ان تطوراً درامياً حدث ـ ما شهدته، وتشهده مصر ـ ترك انعكاسه الكبير والمباشر على العلاقات بين الثورة، والإئتلاف من جهة، والوضع المصري من جهة أخرى.. فمنذ البداية اتخذت السلطات المصرية ـ الجديدة ـ إجراءات متلاحقة ضد السوريين المقيمين، خاصة المحسوبين على الاتجاهات الدينية، أو الناشطين، ورحلت بعضهم، وضايقت خروج ودخول حتى المقيمين، وطلبت تأشيرة لمن يريد الدخوا بات أمر تأمينها شبه مستحيل.. بما جمّد تلك العلاقات الطيبة، ودفع قيادة الإئتلاف في أكثر من لقاء لحل هذا المعضل الذي لا دخل للإئتلاف به.. وتلقي عدداً من الوعود الإيجابية بذلك ..
***
مصر هي العمود الفقري للأمة، هذه حالة موضوعية، وهي الدولة الأكبر التي تشاركنا العديد من الآمال والأهداف، ومصر نهضت فيها ثورة عملاقة كان لها تأثيرها القوي في الشارع السوري وثورته، وحين حدث" التغيير" حاول الإئتلاف النأي غن اتخاذ أي موقف معلن، حرصاً على تلك العلاقة من جهة، ومنعاً للتدخل بشأن داخلي، بغض النظر عن المواقف الذاتية لأطرافه وقواه، وهي مواقف مختلفة. والجامعة العربية بيت العرب.. رغم كل ما قد يوجّه إليها من انتقاداتت قاسية، والشعب المصري تربطه بالسوري علاقات مميزة وخاصة، ولا يمكن لقوى الثورة السورية، وبغض النظر عن طبيعة النظام، والتغيّرات التي تحصل، أن تقاطع مصر، أو تبتعد عن شعبها..
ـ الجامعة العربية ومنذ أشهر علقت عضوية نظام الطغمة فيها، ثم اتخذت قراراًَ بطرده، وكان المفروض ـ من يومها ـ أن يسلم المقعد للإئتلاف، باعتباره المعتمد رسمياً كممثل للثورة السورية.. إلا أن اعتبارات متداخلة، تخصّ تركيبة الجامعة، واعتراض وتردد بعض مندوبيها حالت دون ذلك..
ـ الآن، وبعد فشل الخطوات الأولى لمسلسل جنيف على يد نظام الطغمة، وحضور وفد من الإئتلاف فيه، وتقديمه رؤيته للمخارج.. بات لزاماً على الجامعة العربية أن تعتمد ممثل الإئتلاف لملء المقعد الشاغر، وقد تمّ ترشيح الأستاذ هيثم المالح ..ولهذا يقرر الإئتلاف عقد اجتماع هيئته العامة داخل مقر الجامعة العربية بما يحمله ذلك من دلالات ..
***
لقد سرت أقاويل كثيرة لتفسير وتحليل هذه الخطوة، وربطها بصراعات إقليمية بين الأطراف المهتمة بالشأن السوري، وذهب البعض درجة القول : أن الغلاقة بين الإئتلاف ولسلطات التركية تمر بأزمة حادة، ولذلك يفكر بنقل مقره للقاهرة وهناك من عزا الأمر لشدّ سعودي، يبني تحالفات مع مصر والإمارات في مواجهة تركيا وقطر..وبهدف إحكام القبضة على الإئتلاف، والشأن السوري..
في حين أن حماية القرار الوطني السوري، والنأي عن المحاور الإقليمية، والدخول في حيثياتها.. لا بدّ وأن تكون قواعد راسخة في مبادئ وقرارات وسياسات الإئتلاف، وأهمية تدعيم علاقاته الأخوية بجميع الأخوة العرب والأتراك، ومسيس حاجته، وحاجة الثورة لدعمهم جميعاً، ووقوفهم إلى جانب شعبنا في محنته الكارثية..
ـ على هذه القاعدة يمكن أن يكون موقف الإئتلاف في قمة الكويت القادمة، والتي نأمل الارتقاء فيها من الأقوال الداعمة إلى الوقائع، خاصة غلى صعيد تقديم دعم حقيقي للجيش الحر.. يؤدي لتغيير نوعي في ميزان القوى، والابتعاد عن التدخل المباشر في شؤوننا الداخلية، وفي ممارسة الضغوط لجرجرة المعارضة نحو هذا الاتجاه، أو ذاك.. لأن المصلحة السورية بحاجة لمواقف وتأييد، ودعم الجميع، ولأن القرار الوطني جوهرة العمل، واساس الانتصار، وبناء العلاقات المتوازنة..