فوز السورية شام سفر بالمركز الأول في مسابقة مدارس اسطنبول للخطاب باللغة الانكليزية
كنت فخورة جداً وسعيدة أيضاًعندما سمعت بفوز السورية شام سفر بالمركز الأول في مسابقة مدارس اسطنبول للخطاب باللغة الانكليزية.وبحثت عن نص الخطاب فوجدته لأول مرة أبكي واتمنى لو أنها لم تكتب عن هذه المرارة ولم تفز ، ولم تعيش هذه المشاعر وتكتب عنها كلمات ما تعتصر الروح وتدمي القلب.
نص الرسالة الحرفي:
"هل تخيلت يوماً ماذا يعني أن تكون لاجئاً ؟؟:
أريد من الجميع في هذه الغرفة أن يغلقوا أعينهم وأن يتخيلوا معي ما سأقوله:
"أنت نائم في بيتك، لأن الوقت متأخر، ولأنه عليك أن تذهب في اليوم التالي إلى عملك أو مدرستك، متخيلاً في تلك اللحظة بأنك في أكثر الأماكن أماناً في العالم، حيث لا أحد يستطيع إيذاءك، طالما أن والدك في المنزل، أو لأن أمك كانت قد أوصدت الباب جيداً قبل النوم.
فجأةً تستفيق على أصوات الرصاص والقذائف، غير قادر على التفريق بينها، وبماذا سيفيدك تمييز تلك الأصوات عن بعضها، فأنت الآن هارب إلى أبعد ما يمكنك، تنظر خلفك كل عشر ثوانٍ لتتفقد أحد أفراد عائلتك؛ هل هو على قيد الحياة أم لا"
افتحوا عيونكم!
هل تخيلتم بأن تلك كانت قصتي!؟ هل تستطيعون ان تخمنوا من أنا الآن؟
أنا الشخص الذي كان نائماً في بيته يوماً ما، واستقيظ في اليوم التالي ليجد نفسه في اللامكان!
أذكر أنني بكيت عندما تجاوزنا الحدود، أدركت عندها بأنني لست الطفلة ذات ال 11 عاماً بعد الآن، لأنك لا تعود طفلاً في اللحظة التي تهجر فيها منزلك وعائلتك وألعابك!
أنا واحدة من ملايين المهجرين في كل أنحاء الأرض! أنا وبكل بساطة إحدى مشاكل هذا العالم! وإذا كان هناك واحداً وثلاثين مليون طفل لاجئ فأنا الرقم واحداً وثلاثين مليوناً وواحد! أليس هكذا يرانا العالم؟
نحن المآسي في نشرات الأخبار!
نحن السبب في زيادة الازدحام وأزمات المرور!
نحن نساهم في زعزعة الاقتصاد!
ونشكل تهديداً لسلامة البلدان التي نلجأ إليها!
هذا ما يقوله الناس على شاشات التلفزيون.
بينما نحن في الحقيقة؛ عائلة تبحث عن مأوى، أو طالب مدرسة لا يستطيع أن يكمل تعليمه، لأنه لا يمتلك هوية أو أوراقاً ثبوتية!
أو أشخاصاً يسعون جاهدين للتأكيد على إنسانيتهم.
بشرٌ يشتاقون إلى أسرّتهم ومكتباتهم وجداتهم ورائحة قهوتهن في الصباح الباكر.
أنا مثلاً، أشتاقُ إلى أولاد أعمامي وأخوالي، الذين خلتهم يوماً أصدقاء الأبد.
أحدهم توفي منذ فترة ليست ببعيدة، وكم تمنيت لو أنني تمكنت من السفر لوداعه، ولكنني لم أستطع لأنني لا أملك جواز سفر!
في أحايين كثيرة تتبادر الأسئلة إلى ذهني، والصور صور نسخة أخرى مني، ليست لاجئة، وإنما مراهقة عادية، تخوض حياة تشبه حيوات الآخرين، وكم أتمنى تكراراً لو أنني أعيش حياة مملة مع عائلة ليس فيها مفقود أو غائب! لكنني اليوم مراهقة في السابعة عشرة من عمرها، دون أدنى إحساس بأنني فعلاً كذلك، لأنني حتى ولو ظننت بأنني تركت الحرب خلفي فهي أي الحرب لم تتركني!
خلال الأسبوع الفائت سمعت وبشكل شبه يومي تعليقات تطال منشأي من صديق أو غريب! في إحدى المرات التي كنت قد دعوت فيها أصدقائي إلى مطعم سوري قال أحدهم بأنه لا يريد أن يسمح لشيء مقرف كأكلنا بأن يدخل إلى معدته!
آخر توجه إلي أنا وأصدقائي وتمنى بصوت عالٍ لو أننا متنا هناك في سوريا ولم نأت إلى بلده!
وفي وقت سابق أخبرني صديق لي بأن الحي الذي يسكن فيه مزدحم بالسوريين وبأنه يتمنى لو كانت لديه القدرة على دهسهم جميعاً بسيارته.
أذكر حينها بأنني ذهبت إلى البيت باكية لأنني لا أريد شفقة أو مساعدة وإنما أنا بحاجة إلى التفهم والتقبل بما لا يتعدى حدود وجودي الضئيل.
تخبرني معالجتي النفسية كل مرة أذهب بها لعندها بأنه علي تجنب التفكير بالقصص الحزينة! وبأنه من الأفضل لي أن أقرأ كتاباً كل أسبوع، لكي أنسى! ولا تنفك تبكي معي وتنصحني بأخذ دوائي بانتظام كل جلسة. أعلم تماماً بأنه لم يعد باستطاعتها مساعدتي أو إصلاحي!
لأنها لم تدرك بعد بأنني (إيلان) ذاك الصبي الذي وجدوه جثة على الشاطئ! وبأنني الصبية المكسيكية الصغيرة المحتجزة داخل زنزانة في (تكساس) وبأنني الطفل (حمزة) مردياً برصاصة أثناء صلاته في أحد مساجد نيوزيلندة.
أخبرتني جدتي ذات يوم بأن الأطفال عندما يموتون فإنهم يصعدون إلى الجنة!
هل تعتقدون بأننا نصعد إليها لاجئين أيضاً؟؟"
وسوم: العدد 818