قراءة في النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية الـ 21
مركز القدس
لم تأتي نتائج الانتخابات الإسرائيلية الاولية حسب الفرز الرسمي على عكس بعض التوقعات المحدودة، والتي اشارت الى تفوق حزب الليكود بزعامة "نتنياهو" المحاط بملفات الفساد، لكنها عبرت عن خارطة سياسية متشظية، على الرغم من انها عززت من مكانة "نتنياهو" وأكّدت تفوّق معسكر اليمين في المشهد السياسي.
إذ تساوى حزب الليكود مع حزب " ازرق - ابيض" حيث حصل كل واحد منهما على 36 مقعداً او من الممكن ان يتقدم الليكود قليلا، لكن في ضوء ذلك فان كتلة اليمين قد حازت على الاكثير، بفارق 10مقاعد عن اليسار، وبالتالي فان هذه النتيجة تمكن نتنياهو من تشكيل الائتلاف الحكومي الخامس.
اذاً فإن جزء من هذه النتائج لا يحمل الجديد بل يعزز التحولات الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات عديدة.
وتشير النتائج ايضاً التي ارتفاع مستوى التوجهات القائمة في المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف،
هذا الارتفاع جاء بالأساس في اعقاب الانجازات التي حققها نتنياهو في بعض القضايا لاسيما على مستوى القدس والجولان، او على مستوى التوغل الدبلوماسي الاسرائيلي في العواصم العربية.
إلا أن تحول الاهم داخل معسكر اليمين، وتنقل المصوتين داخل المعسكر نفسه، هذا يعني بان ناخبي معسكر اليمين لم يخرجوا خارج الدائرة الام و إنما كان التحول في تقييمهم للقيادات اليمينية وأدائها.
من جهة أخرى، جاءت النتائج بمثابة الصاعقة على الاحزاب أحزاب العربية، التي لم تستطع حشد الجمهور العربي ذاته، الذي حاسب تلك الاحزاب المتنافرة على سياستها الباهتة في ظل العنجهية اليمينية المتطرفة.
لكن هذه الأحزاب كلها لم تقدم بديلاً سياسيًا فيما يتعلق القضية الفلسطينية، لذلك عمدت الاحزاب عدا "ميرتس" الى تجنب عدم طرح يخرق حدود الإجماع الإسرائيلي الذي سوف يؤدي بالضرورة لخسارتها أصواتًا.
يمكن القول انه وعلى الرغم من تصدر غزة الدعاية الانتخابية وكون المسألة الامنية المحور الأساسي في الانتخابات الإسرائيلية، وإلا انها لم تحسم نتائج لصالح الجنرلات الامنية في "ازرق -ابيض".
كان من الواضح في هذه الانتخابات مستى شخصنة الحملات الانتخابية، إذ شاهدنا كيف ركزت الأحزاب المتنافسة على شخصية نتنياهو وتصرفاته وإدارته للحكومة، وفساده من جهة، وعلى شخصيات المرشحين المتنافسين واختلافها عن نتنياهو من جهة أخرى، بل إن غالبية الحملات الانتخابية عرضت رؤساء القوائم وتجاهلت بقية المرشحين، وهذا من اعاق تقدم حزب "ازرق -ابيض" لا سيما طرح يأيير لبيد لرئاسة الحكومة بعد غانتس.
خلاصة يمكن القول إن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لم تحمل اي جديد في المشهد السياسي والحزبي ولا في القناعات السياسية لدى المجتمع الإسرائيلي، لكنها عززت نتنياهو وشكلت له درعا مؤقتاً في مواجهة قضايا فساده التي تطارده.
بالاضافة الى انها ارست من سيطرة اليمين على الكنيست والسياسة في "اسرائيل" .
سيحاول نتنياهو تشكيل حكومة متوافقة سياسيًا اكثر من سابقتها متجاوزاً في ذلك بعض الشخصيات والعقبات، ويمنح بعض الاحزاب الصغيرة حقائب وزارية كبيرة ، هذه الحكومة، التي ستقدم اعلان ضم الضفة الغربية وتوسيع في مشارع الاستيطان هدية لناخبها، وتمعن بمزيد من العنصرية تجاه المواطن الفلسطيني في الداخل، لذلك يجب على الاحزاب العربية أن تعمل على طرح مشروع عمل جماعي يكن درعاً حامياً للفلسطينيين في الداخل.
وسوم: العدد 819