زوال الديكتاتورية وفرحة الشعوب المقهورة
سقط الرئيس السوداني بعد عقود من الديكتاتورية السياسية والعسكرية . وفرحت شعوب الأرض بزوال هذا الدكتاتور
ولكن علينا أن ننبه اخواننا السودانيين بأن لا يدعوا العسكر يتحكمون بثورتهم وانتصارها لتسرق الثورة من جديد
لان حكم العسكر هو الدكتاتور الحقيقي الذي يقمع الشعوب للتظاهر بالوقوف مع شعبه ثم ما يلبس فينقلب على شعبه من جديد ويعين دكتاتورا آخر اشد قذارة من سالفه و يعيد حكم شعبه تحت إرهاب الدولة المنظم
ولنا مثال على ذلك
عندما أسقط الشعب المصري بثورته المباركة حكم الرئيس مبارك وقف الجيش مع الشعب . وعمت الفرحة كل شعوب الأرض . ولم تدم الفرحة ولا العرس الديموقراطي بعد تسلم الرئيس مرسي رئاسة مصر بانتخابات حرة ونزيهة شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء . لينقلب الجيش على الديموقراطية ويأتي بديكتاتور جديد لا يملك أي مقومات للحكم أو فهم لشؤون الرئاسة وادلؤة الدولة . ولكن ولأنه عميل للشرق والغرب أطلقوا يده بالقتل والاعتقال دون رقيب أو حسيب بل بدعم مطلق من أصحاب القرار العالمي
لقد نجح الغرب بأن يجعل الجيوش في بلادنا مطية الدكتاتورية وسندا لها ضد شعوبها وبلادها وجعل حكومات ظل تسير البلاد من رأسها إلى أساسها وهذا ما رأيناه جليا في ثورات الربيع العربي ( سوريا . مصر . ليبيا . العراق . تونس . واو )
نجاح التجربة التركية في تحجيم دولة العسكر بزعامة اردوغان لم تستطع أن تحجم دور الدولة العميقة في إدارة شؤون الدولة التركية . فقامت بكل ما تستطيعه من أجل الإطاحة بحكم اردوغان الذي اوصل تركيا إلى بر الأمان وجعلها من أوائل الدول الصناعية والاقتصادية والعسكرية . فقاموا الانقلابات . والحروب الاقتصادية وأخيرا التزوير الكبير للانتخابات الأخيرة والتي باتت مكشوفة للعيان كل ذلك لأنهم يريدون حاكما عميلا يبيع نفسه لهم و يأتمر بامر الغرب ويترك بلاده رهينة لقرارات الغرب وصندوق النقد الدولي
على شعوبنا العربية أن لا تثق بحكم العسكر وان لا تترك ثورتها بيد مؤسسة صنعت الدكتاتور السابق وبعد مسرحية الإطاحة بالديكتاتور السابق وجرعتها المخدرة يتم استبداله بديكتاتور اشد قوة وأكثر بطشا .
إلى ثوار السودان والجزائر .. لا تفرحوا بوقوف العسكر إلى جانبكم بل كونوا اشد حذرا منهم . فهم كالحية الفتاكة أن رأت قاتلها هاجمته بكل شراسة ومكر
وقبل أن اختم مقالي أكرر مشاركتي للشعب السوداني الشقيق فرحتي ومباركتي بانتصار ثورته وفرحتنا نحن كسوريين كبيرة وشماتتنا أكبر لأننا نعتبر أن من وضع يده بيد جزار سوريا يستحق اللعنة والهلاك ... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وسوم: العدد 820