مسيرة 19 أفريل 2019
صليت صلاة الجمعة بمسجد سيّدنا عمر بن الخطاب المحاذي للقنطرة المطلّة على السّكة الحديدية رفقة شمس الدين أصغر الأبناء. وما لفت انتباهي أنّ إمام المسجد يملك صوتا حسنا ويقرأ على الطريقة الجزائرية البسيطة المتقنة لمخارج الحروف والمريحة للسّمع. اتّجهنا بعدها للمشاركة في المسيرة فكانت هذه الملاحظات:
1. اشتريت لابني علم جزائري وهي تجارة راجت بشكل كبير عقب أحداث الجزائر وكانت من قبل خاصّة بإنجازات الفريق الوطني لكرة القدم، وقد زيّنت الأعلام الوطنية كلّ المسيرات وزادتها بهاء وجمالا.
2. كانت مسيرة 19 أفريل 2019 من أضعف المسيرات التي شهدتها منذ مظاهرات 1 مارس 2019، والسّبب عدم الاتّفاق حول مكان سير المسيرة. البعض اتّجه إلى ساحة المتحف، والبعض لساحة البريد، والبعض لساحة التضامن، والبعض واصل السير عبر الشارعين الكبيرين كما كانت المسيرات من قبل، فتفرّق الجمع وحدثت فوضى في الاتّجاه والسّير وأضعف بشكل ملحوظ قوّة المسيرة التي كانت من قبل.
3. أعتقد أنّ الأسبوع القادم سيتم تدارك الضعف وتعود المسيرة لطبيعتها أي المرور عبر الشارعين الكبيرين كما كان من قبل في المسيرات الماضية أو إيجاد حلّ نهائي يرضي الجميع، والمهم ضمان استمرارية المسيرات وبنفس المستوى الحضاري من سلم ونظافة وآداب ولا يهم بعدها المكان.
4. كانت "ساحة التضامن" من الاماكن التي توجّهت إليها حيث اتّجه قسم من المسيرة تجاهها وأقاموا فيها وقتا معيّنا يهتفون بالتّغيير . وممّا يجب ذكره والتأكيد عليه من جديد وقد ذكرته للزّملاء الذين كانوا بجواري:
5. من مظاهر عظمة الاتحاد السوفيتي سابقا و روسيا حاليا السّاحة الحمراء التي يزورها الملايين من السّواح عبر العالم، ويقام فيها أضخم عرض عسكري كلّ سنة بأداء في غاية المتعة والإتقان والاحترافية البالغة.
6. السؤال المطروح: أين السّاحة المخصّصة لمثل هذه المسيرات؟ لأنّه لايعقل لدولة كالجزائر وهي أكبر دولة في إفريقية من حيث المساحة لا تملك مساحة ضخمة تصلح للاستعراضات كما هو الشأن لدولة صغيرة فقيرة ككوريا الشمالية التي تملك مساحة تعرض عبرها آخر وأعظم الاستعراضات العسكرية والتي أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية للتفاوض معها وفي منطقة حيادية.
7. المطلوب إذن فتح ملفات السّاحات الكبرى المخصّصة للتجمعات والمسيرات ولماذا تقلّصت حتّى أمست لاتستوعب أعدادا صغيرة من المارّة ناهيك عن التجمعات والمسيرات المختلفة، وهذا وجه آخر من أوجه الفساد الذي مازال ينخر الجزائر.
8. بعد الانتهاء من المشاركة في المسيرة اتّجهت إلى مقهى الزبوج حيث التقيت بمجموعة من الأساتذة الجامعيين والثانويين، وممّا تمّ طرحه: لماذا المؤسّسة العسكرية لاتعتقل الذين تقول عنهم أنّهم فاسدين وعصابة؟
9. أجبت وما زلت: المؤسّسة العسكرية ليست أمّك ترضعك كلّما طلبتها، وهي فعلا حامية للوطن وداعمة للشعب الجزائري. وتعمل الآن بحيث لاتتدخل في تفاصيل المشهد السياسي، وتلبي مطالب الشارع بعد كلّ مسيرة بالقدر الذي يحقن الدماء ويحافظ على مؤسّسات الدولة الذي تعمل في نطاقها وضمنها. ويكفي مؤسّسة الجيش فخرا أنّها تعهدت أن لاتسيل قطرة دم واحدة ووفّت بعهدها وكانت وما زالت أفضل ضامن لحقن الدماء وحماية الأملاك والأعراض، مايستدعي الآن الوقوف لجانبها مادامت لاتتدخل في الشأن السياسي العام وتحافظ بقوّة واحترافية على الدم الجزائري وماله وعرضه وممتلكاته.
وسوم: العدد 821