الأسير يونس مساعيد ناضل واعتقل وحوكم بالسجن المؤبد وهو في سن ال 17
أحرار:
الأسير يونس مساعيد ناضل واعتقل
وحوكم بالسجن المؤبد وهو في سن ال 17
مؤبدين و50 عاماً... حوكم بها أحد أبطال كتائب القسام وأبناء حركة حماس في الضفة الغربية، والتهمة قتل عدد من جنودهم المغتصبين لأرضنا فلسطين... ومهما اشتد غضبهم فهم لا يملكون سوى الحكم بالسجن المؤبد كأقصى عقوبة للأسير الفلسطيني.. على علم أن هؤلاء الأسرى متيقنين من الفرج القريب لهم وأن سجن المؤبد سيزول.
يتناول مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في التقرير الآتي حكاية الأسير يونس علي محمد مساعيد 39 عاماً، من محافظة طوباس، وهو الابن العاشر في أسرته، لم يتمكن من إنهاء الثانوية العامة لأنه قد اعتقل مبكراً، فكان في سن ال 17.
يروي حكاية الأسير يونس مساعيد والذي اختار منذ نعومة أظافره طريق النضال وطريق الالتحاق بصفوف الجهاد والمجاهدين، شقيقه محمود، والذي قال بأن شقيقه اعتقل بتاريخ: 22/12/2003 عندما كان في الثانوية العامة، وكان اعتقاله والظروف والأوضاع التي تلت اعتقاله عصيبة للغاية.
ويقول محمود لأحرار:" ذهلنا جميعاً عند سماعنا نبأ اعتقال أخي يونس من مدينة رام الله، حيث كان يعمل هناك، وما أذهلنا هو كيف لمحتل أن يعتقل شاباً لا زال في أوائل عمره... لنعلم فيما بعد ونفتخر بما علمناه، إن يونس شارك ونفذ عمليات قتل لجنود اسرائيليين في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، وإن الاحتلال الاسرائيلي وقبيل اعتقاله بأشهر كان قد اعتبره مطلوباً لديه".
"اعتقل يونس ولم نراه... وبقينا لا نراه لأكثر من عام.. فسلطات الاحتلال كانت قد وضعته في مركز التحقيق في عوفر لمدة تجاوزت العام، وكان تحقيقاً مرهقاً ومتعباً ومعذباً له... إلى أن تمكننا وبعد أن انقضى العام من رؤية يونس في المحكمة.... وهناك كان يبدو فيها على غير هيئته.. حيث بدا ضعيفاً وشاحب الوجه وجسمه هزيل وآثار تعذيبه واضحة، لكنه رغم ذلك لم يبخل علينا بابتسامته التي اعتدنا عليها تملؤنا تفاؤلاً صباح مساء".
ويشير محمود إلى أن شقيقه يونس كان يعلم حكمه ويتوقعه، أما العائلة فقد فوجئت بقرار سجنه مؤبدين و50 عاماً، وكان أكثر من تألم وانتابه الحزن وسيطر عليه لأشهر بل إن صح القول حتى الآن... هي والدته الحاجة أم محمد... التي تدعو في كل صباح مساء ليونس ولا تتمنى إلا أمنية لقياها به عن قريب.
أما الأسير يونس، والذي رفض الاحتلال إخراجه ضمن صفقة شاليط وقام بحذف اسمه من القائمة، فقال بأن الحياة لا تتوقف عند سجن أو عزل او زناين... وواصل تعليمه من داخل الأسر وأكمل الثانوية العامة، واستطاع من سجنه وعبر الاستفادة من الأسرى القدامى، أن ينهل المعرفة والعلم التنوع رغم الأسر، فأضاف يونس بذلك مثالاً ونموذجاً رائعاً لصبر الأسرى وتحديهم وخروجهم عن واقعهم، وتحقيق نجاحاتهم من وسط الألم.
من جهة أخرى يقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش أن أم محمد، والدة الأسير مساعيد هي كما كل الأمهات اللواتي تعبن وربين أبناءهن حتى كبروا... وبعدما كبروا أصبحوا في مغبات السجون وبين يدي من لا يخشون أي شيء في الكون... وتلك الأمهات تجرعن ألم الفراق والغياب ولكن.. لم يحنهن المرض ولا سوء الحال عن التوجه لزيارة أبنائهن في السجون في أي وقت من الأوقات..وكلهن أمل بلم شمل من جديد وضمة للابن من جديد تعيد فيها حنانها له وأمومتها وكأنه عاد كالطفل الوليد.. فيا رب حقق تلك الأماني لكل أم أسير ومتعهن بعودتهم وفرج قريب.