ليس من حق جهات معارضة أو حاكمة أن تركب إضراب طلبة الطب والصيدلة
ليس من حق جهات معارضة أو حاكمة أن تركب إضراب طلبة الطب والصيدلة للمتاجر به سياسيا أو لاتخاذه ذريعة لتصفية حسابات فيما بينها
مقابل إضراب طلبة الطب والصيدلة ومقاطعتهم لاجتياز الامتحانات ،عمدت كل من وزارة التربية ووزارة الصحة إلى إجراءات زجرية في حق أساتذة في كليات الطب بالبيضاء ومراكش وأكدير اتهموا بالإخلال بواجبهم ، وفي حق آخرين لهم صلة بقطاع الصحة أبناؤهم مضربون ومقاطعون للامتحانات ومصرون على مطالب رفعوها إلى الوزارتين اللتين ترفض تلبيتها ، فضلا عن التلويح بالطرد في حق فئات من الطلبة ، وحرمانهم من إتمام مشوارهم الدراسي .
ولقد طلع علينا بلاغ حكومي يحمل مسؤولية الإضراب والمقاطعة لجهة معارضة محظورة اتهمت بأنها وراء ما حصل .
ومعلوم أنه ليس من حق أية جهة مهما كان وضعها معارضة كانت أو حاكمة أن تركب إضراب طلبة الطب والصيدلة للمتاجرة به سياسيا أو لاتخاذه ذريعة لتصفية الحسابات فيما بينها . ولا بد أن يبقى إضراب هؤلاء الطلبة بعيدا عن الصراعات السياسية ،ومنحصرا في مطالب طلابية بغض الطرف عن خلفياتهم أو خلفيات أولياء أمورهم التي لا تمت بصلة لدراستهم . ولا بد أن يتم التعامل معهم كراشدين لا كقاصرين يفرض عليهم أولياء أمورهم الوصاية ، وتمارس وزارة التربية ووزارة الصحة الضغط على هؤلاء لإرغامهم على فرض العودة عليهم إلى الدراسة والتدريب واجتياز الامتحانات رغما عنهم.
ولا بد أن تبقى شؤون هؤلاء الطلبة بمنآى عن المزايدات السياسية سواء من الجهات المعارضة أو من الجهات الحاكمة . وإذا كانت هذه الجهات تريد تصفية حساباتها، فعليها أن تجد لذلك سبلا أخر غير سبيل إضراب هؤلاء الطلبة .
وليس من المقبول ولا من المعقول أن يحمل الطلبة مسؤولية إخلال أساتذتهم بواجب أو مخالفة لقانون كما صرحت بذلك الوزارتان أو يحمل أولياء أمورهم مسؤولية إضرابهم ومقاطعتهم للامتحانات .
ويحسن بالوزارتين الفصل بين إضراب ومقاطعة الطلبة وبين خلافها مع أساتذتهم أو أولياء أمورهم . ويجدر بهما العودة السريعة إلى الحوار الهادىء والمتزن والموضوعي والهادف والبناء ،والذي يفضي إلى حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب .
وإذا لم يستطع وزير التربية ووزير الصحة إدارة هذا الحوار لنقص خبرة لديهما في التحاور، ففي البلاد ولله الحمد كفاءات عليا تسد مسدهما ،وتتولى ما فشلا في التوصل إليه من توافق وتفاهم .
ومن صالح الوطن وأبنائه أن يتوقف مسلسل التصعيد وشد الحبل ، وفتح ملفات المتابعات والانتقام وتصفية الحسابات .
و أخيرا نأمل أن تغلّب الحكمة ، ويسير الجميع في اتجاه انفراج الأزمة ليعود الطلبة إلى كلياتهم في أقرب وقت ممكن قبل أن يضيع منهم موسم دراسي هم في أمس الحاجة إليه في قطاع حيوي يترقبه الشعب المغربي ، ويعلق عليه آمالا عريضة لأنه يمس أمنه الصحي .
وسوم: العدد 829