لمن يريد النصر، عليه أن يدفع الثمن
لكل شيء في هذه الحياة الدنيا ثمن .. ولا يُعطى أي شيء بالمجان ..
وللحصول على الثمن .. وعلى المال الحلال .. الشرعي .. القانوني ..
عليه أن يعمل ويجد .. ويكدح ويتعب .. ويعرق جسديا .. أو عضليا .. أو فكريا .. أو عقليا ..
ولمن يريد أن يحصل على شهادة تعليمية عالية ..
عليه أن يدرس ويتعلم .. ويجتهد ويبحث .. ويفكر ويسهر الليالي ..
وقد قيل :
من طلب العلا .. سهر الليالي ..
ومن يريد منصبا حكوميا .. أو إداريا أو اجتماعيا عاليا ..
عليه أن يحقق شروط هذا المنصب .. وأن يكون كفؤا .. ومؤهلا وجديرا علميا .. وفكريا وعقليا .. كي بتبوأ هذا المنصب العالي ..
هذا الطريق الطبيعي الشرعي .. القانوني الأخلاقي .. المتوافق مع القانون الرباني .. للحصول على ما سبق ذكره ..
ولكنَ ثمةَ طرقا أخرى .. ملتوية شيطانية .. خبيثة معتدية .. مغتصبة يسلكها اللصوص .. وشذاذ الآفاق .. والأوباش والأوغاد .. والبلطجية .. وبمساعدة شياطين الإنس والجن .. ومرضى القلوب والمارقين .. والآبقين .. والخارجين على القيم الدينية .. والخلقية والإنسانية .. وباستخدام القوة والسلاح .. والجاه والسلطان .. لتحقيق ما يريدون ..
وهنا يحصل الاختلال .. في توازن طبقات المجتمع .. ويتحطم القانون .. وتصبح شرذمة قليلة من الناس .. أو أحيانا وغد من الذئاب المفترسة .. يتحكم في مصير مجتمع كامل .. أو أمة كاملة .. أو أحيانا صبي مجنون .. معتوه .. معاق عقليا وذهنيا .. يسيطر على الناس .. ويسوقهم بالكرباج والحديد والنار .. ويزج كل مفكر حر .. أو عالم نحرير .. في السجون والمعتقلات .. كما هو الحال في سورية .. وفي الجزيرة العربية .. وكل البلدان العربانية .. والاستعرابية !!!
وفي هذا بلاء عظيم .. وامتحان كبير .. واختبار صعب للناس جميعا !!!
فكيف يمكن مجابهة أولئك المارقين .. العتاة المردة ؟!
وكيف الطريق .. لإقصائهم ومحاربتهم .. وإعلان الثورة الغاضبة .. المزلزلة لعروشهم .. كي يتم التغلب عليهم .. وإرجاعهم إلى حظيرتهم وأوكارهم .. التي خرجوا منها ؟؟؟!!!!..
وهذا ما يتطلب حشد الحشود .. وتجميع الطاقات البشرية .. وقوى المجتمع الرافضة والمعارضة .. والمعترضة على تصرفات تلك الحثالة القميئة .. التي سيطرت وهيمنت على الحكم .. في غفلة من الناس وبمؤامرة وكيد .. ومكر تحت جنح الظلام . . من قوى الشر والبغي .. والعدوان الخارجيين والداخليين ..
وبالتالي يتطلب.. دفع أثمان غالية ونفيسة .. لتحقيق ذلك الهدف !!!..
لأن أولئك الأشرار المتحكمين في رقاب العباد .. لن يتخلوا عن مرادهم .. وسيطرتهم ..
ولن يتنازلوا عن عروشهم .. التي غامروا بحياتهم .. للاستحواذ عليها ..
ولن يقبلوا التخلي عن مناصبهم بالمفاوضات .. ولا بواسطة الكلام اللين .. ولا بالنصح والمواعظ الحسنة .. ولا بالترغيب أو الترهيب !!!
لقد جازفوا بحياتهم .. ورهنوها عند الشيطان .. حتى مكنهم من استخدام كل وسائل القوة الشريرة .. للسيطرة على الحكم !!!
فإن تنازلوا عنه لسواد عيون المفاوضين .. خسروا حياتهم المرهونة عند الشيطان !!! ..
لذلك من العبث والبلاهة .. والعته والعتاهة .. والجنون والتفريط بالحقوق ..
أن يتم مناشدة هؤلاء الحكام المجرمين .. ومناصحتهم .. والتسول إليهم .. لإجراء إصلاحات .. أو للتخفيف من غلوهم وبغيهم .. وسيطرتهم .. أو لتذكيرهم بالله الخالق البارئ !!!
فهؤلاء لا يفهمون ولا يعون .. ولا يعقلون !!!
إنهم مربوطون من أعناقهم .. بالسلاسل والأغلال .. من شياطين الإنس والجن .. فليس لديهم حرية الرأي، ولا حرية الحركة، فهم مسجونون مرتهنون .. لا خيار لهم للتنازل عن عروشهم ..
لذلك ..
لا بد .. ولا مفر .. ولا مهرب .. من محاربتهم .. واستئصال شأفتهم .. واقتلاع جذورهم .. بكل وسائل القوة المتاحة والمتوفرة ..
وهذا ما يتطلب دفع أثمان باهظة وغالية .. ونفيسة للانتصار عليهم .. وتحرير الناس من أغلالهم .. ومن العبودية لهم .. لأن الانتصار عليهم ليس سهلا .. ولا هينا ..
إنه يتطلب أنهارا وبحارا من الدماء .. لأن شياطين الإنس والجن .. في الداخل والخارج .. من العلمانيين المارقين .. والمتحررين من الدين الآبقين .. وأصحاب الأفكار الهدامة .. الكارهين والمبغضين لدين الله .. وأصحاب المصالح المادية .. والذين يتبعون الشهوات .. ويعملون على نشرها ..
كلهم وراءهم .. يدعمونهم بكل ما يملكون ..
( وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا ) .. النساء 27 .
إنه لا إسلام ولا إيمان .. لمن لم يحارب هؤلاء الحكام البغاة .. وخاصة في سورية .. وفي جزيرة العرب الذين كشروا عن أنيابهم .. وأعلنوها صريحة دون خجل ولا حياء ..
أنهم متعاونون مع بني إسرائيل .. لتثبيت أقدامهم في أرض فلسطين .. وإلغائها من الخارطة الجغرافية .. وطمس معالمها .. وإعلانها دولة يهودية دينية .. رغم أنف العالمين .. ومحو شعبها من الوجود .. وإبقائه مشردا مشتتا في بقاع الأرض كلها .. وتحويل جزيرة العرب .. إلى أوكار للكفر والزندقة .. والدعارة والعهر الجنسي .. والثقافي والفكري .. وإخراج أهلها من الإسلام .. ومن عبادة الواحد الديان .. إلى عبادة الشيطان .. وبوذا .. والمسيح عيسى بن مريم .. والبقر .. والنار .. وإعادة الجاهلية إليها .. ونشر الإلحاد والعلمانية واللادينية ..
وكذلك تثبيت أقدام الرافضة الملعونين .. أحفاد بن سبأ اليهودي .. في أرض الشام المباركة .. وإخراج أهلها من الإسلام .. إلى دين الخرافات والضلالات .. والأساطير .. وتمكينهم من السيطرة والهمينة .. مع إخوانهم الروس الروم البيزنطيين .. على أرض الشام !!!
لا إسلام ولا إيمان .. لمن يتثاقل إلى الأرض .. ويلتصق بالطين .. ويقعد عن جهادهم بكل طرق الجهاد .. العسكرية في المقدمة ..
ولمن لم يستطع .. فليكن بالمالية .. والفكرية .. والدعوية .. والإعلامية .. والثقافية .. وتحريض الناس على القتال .. وتحريضهم على الإمتثال لمنهج الله .. ونظامه .. والدينونة له .. والخضوع لأحكامه .. والوقوف عند حدوده ..
وتعربف المسلمين .. بأبجديات الاستراتيجيات الحقيقية للنصر .. والتي :
هي ثلاثة عناصر رئيسية وأساسية .. لا يتحقق النصر بدون اجتماعها كلها معا ..
إيمان راسخ وقوي بالله .. واعتقاد جازم وقاطع .. بأن النصر من عنده وحده .. وثقة مطلقة به .. والولاء الخالص له وحده .
معرفة نقاط الضعف والقوة عند الأعداء .. وتركيز الهجوم الساحق الماحق .. على نقاط الضعف .
إعداد القوة المتيسرة المتاحة .. مع عدم تهويل وتضخيم قوة الأعداء .. كيلا يتسرب الوهن والضعف في النفوس .. وعدم استصغار قوة الأعداء .. كيلا يصاب المقاتلون بالغرور .. والإهمال والتساهل والتفريط ..
وأما الذين يعكفون في المساجد .. أو دور العلم .. يكرسون كل وقتهم .. لدراسة أحكام فقهية .. أو أمور فرعية من الدين .. دون أي تفاعل .. أو مشاركة في الجهاد .. ودون براءة ولا استنكار للمنكر الأكبر .. الذي يزاوله الحكام الطغاة .. وهو الحكم بمنهج ونظام وقانون العبيد ..
أو الذين ينشغلون في إعداد خطط تفاوضية .. أو تصالحية مع الحكام البغاة .. أو ترجي الدول الكافرة .. والتسول إليها .. ومناشدتها بالتدخل لإنقاذهم من حكامهم .. متناسين أو متغافلين .. أن هذه الدول الكافرة .. هي من نصبت حكامهم عليهم .. وهي التي تخادعهم .. فتتظاهر بأنها مع الشعوب المظلومة المقهورة .. وفي السر تدعمهم .. بل تأمرهم بالضرب من حديد .. على كل من تسول نفسه الخروج عن طاعتهم ..
هؤلاء هم الميتون القاعدون .. الخاملون المتثاقلون إلى الأرض .. والغارقون في الوحل والطين .. يعيشون مع العناكب والبعوض .. وفي الوقت نفسه .. يريدون النصر بدون ثمن !!!
ويرفعون أيديهم إلى السماء يطلبون النصر .. فأنى يُستجاب لهم ؟؟؟!!!
وسوم: العدد 830