عذرا أيها السوريون في لبنان فأنتم لستم الأرمن!

ما أشد التشابه بين النزوحين وما أعجب التناقض بين الموقفين...

تعرض الأرمن مطلع القرن العشرين لما سمي وقتها بالإبادة الجماعية، طبعا لم يستخدم ضدهم الكيماوي ولا البراميل كما هو حال الشعب السوري اليوم.

نزح قسم من الأرمن (النصارى) إلى لبنان، تماما كما نزح السوريون إليه.

حكومة لبنان العتيدة احتضنت الأرمن ولم يضق صدرها بهم، لم نسمع ضدهم أي خطاب عنصري ممجوج كالذي يصبحنا ويمسينا به ساسة هذا البلد ضد السوريين اليوم، مع أن الإبادة هي الإبادة والنزوح هو النزوح.

الأرمن اليوم صار لهم نواب ووزراء بل كتلة نيابية (هاغوب بقرادونيان)، صار لهم أحزاب (الطاشناق)، الجامعة الأرمنية الوحيدة في الشرق الأوسط (هايغازيان) هي في بيروت، بل وصل الأمر أن غدت نشرات الأخبار تبث بلغتهم!!!

لم تحملهم الحكومة وزر تدهور الاقتصاد، لم (يلطم) الرؤساء و(يردحون) أمام دول العالم: *لبنان لم يعد يحتمل التواجد الأرمني...!*

لم يتم التضييق على العمال منهم وفرض القوانين لترحيلهم وإشعارهم بالذل والدونية.

*أما أهل الشام المسلمون فهم أبناء الجارية!!*

الأرمن لا ينتمون في ثقافتهم وهويتهم وتاريخهم إلى تاريخ لبنان ولا حضارته، بل على العكس تجدهم شديدي الحرص على الحفاظ على هويتهم التي لا تمت إلى لبنان بصلة.

في المقابل لا تكاد تجد عائلة لبنانية إلا ولها أهل وأقارب في الشام والعكس صحيح، فهم يشاركوننا في التاريخ والهوية والطينة والعجينة.

حتى إنك لتجد عائلات لبنانية أصيلة تحمل مسمى (الشامي، الحمصي، الطرطوسي، الحلبي...) كما تجد عائلات سورية تسمى (الطرابلسي، البقاعي، البيروتي...)

فلماذا هذا التعصب القبيح؟ 

*القضية أيها الإخوة الكرام ليست النزوح السوري ولا العمالة الأجنبية، إنما هي خوف من التحام المسلم بالمسلم وشد العضد بالعضد.*

ما أبشع العنصرية في بلادي وما أنتن ريحها!!

يا حكام لبنان، يا أيقونة الطائفية ومعدن الزور والبهتان، اسمعوها بالفم الملآن:

*أهل الشام هم أهلنا، دمهم دمنا، وهدمهم هدمنا، ونصرهم نصرنا بإذن الله.*

وكما كان لنا معهم تاريخ واحد، فسيكون بحول الله لنا مستقبل واحد مشرق المحيا طيب الريح، لا نرى فيه وجه باسيل، ولا نسمع فيه عنصرية تياره وجاهلية أنصاره.

#هذابصائرللناس

وسوم: العدد 830