حول اضطهاد المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من الإخوان المسلمين
حول اضطهاد المسلمين
في جمهورية أفريقيا الوسطى
مرة أخرى يكون المسلمون في بقعة جديدة من عالمنا محلا للظلم والإضطهاد أمام أعين العالم اجمع.
إنهم المسلمون في جمهورية افريقيا الوسطى الذين يدفعون دمائهم وارواحهم ثمنا لصراع القوى الكبرى على النفوذ والثروة في البلاد .
ففي الـ 9 من ديسمبر 2013 وبعد يومين من دخول القوات الفرنسية البلاد، وشروعها في نزع أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي ميليشيات "سيليكا " والتي كانت تمثل شيئا من الحماية للمسلمين في البلاد في مواجهة ميليشيات " مناهضو بالاكا" المسيحية.. بدأت أعمال القتل والتشريد ضد سكان العاصمة "يانغي" من المسلمين.
قامت هذه المليشيات بحرق عدد من المسلمين وقتلهم وبقر بطونهم غربي البلاد، على الحدود مع دولة الكاميرون، وقد وثقت منظمة العفو الدولية وتقارير المنظمات الغربية تلك المجزرة، ومن بينهم قتل إمام لأحد المساجد وبقر بطن زوجته الحامل، كما تم نهب الممتلكات وحرق المنازل، وهذه تقارير سجلتها المنظمات الغربية، ناهيك عن تلك التي لم توثق في شمال البلاد في مدن: "بوار"، و"بربرتي" .
وقد اتهم الجنرال (يايا إسكوت) الذي خدم في الجيش الحكومي إبان حكم الرئيس الأسبق للبلاد فرانسوا بوزيزى – الذي سبق وان استنجد بفرنسا والولايات المتحدة لمساعدة نظامه قائلا أمام حشد من مؤيديه بالميدان الرئيسي في العاصمة " يانجي "- في حديث لوكالة الأناضول الإخبارية: "نطلب من أبناء عمومتنا الفرنسيين والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين كبيرتين أن يساعدونا على دحر المتمردين"، القوات الفرنسية، بأنها "مسؤولة عن التحريض على العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا الوسطى".
وأشار إسكوت إلى أن "المسلمين والمسيحيين كانوا يعيشون في وئام حتى شرع بعض الساسة المحليين -الذين يتم تمويلهم من جانب فرنسا- في تحريض المسيحيين ضد المسلمين".
ويرى العديد من المراقبين أن الاقتتال الطائفي الحالي، بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا الوسطى، تؤججه صراعات سياسية من أجل السلطة والسيطرة على الموارد ، وأن هناك أطراف دولية وإقليمية متورطة في الصراع من أجل مصالحها ولضمان نفوذها في البلد الأفريقي الضعيف الذي يمتلك موارد ضخمة.
وفي مقدمة القوى الدولية تبرز فرنسا، المستعمر القديم لأفريقيا الوسطى والوصي الحالي على البلاد التي صرح وزير دفاعها الفرنسي، جان إيف لودريان، على اهمية التدخل عسكرياً في افريقيا الوسطى معلناً أن: "ضمان الأمن في أفريقيا هو أيضاً ضمان الأمن في فرنسا".
وقد عبر عن هذه الحقيقة (إبراهيم عثمان) - المتحدث باسم الرئيس السابق للبلاد ميشال دجوتوديا – في تصريحات له : "إن المسلمين لا يريدون فرنسا هنا، تجارة الذهب والألماس التي تشكل 80% من حجم اقتصاد البلاد في يد المسلمين، وفرنسا هنا من أجل انتزاع هذه السيطرة والإشراف على آبار البترول واليورانيوم ".
وأضاف: "الصحافة الفرنسية لا تعكس الوجه الحقيقي للمذابح والاحتلال، والنقطة الهامة الثانية هي اعتناق عدد كبير من المسيحيين الإسلام عن طريق التزاوج بين المسلمين والمسيحيين، وتزايد هذه الأعداد تدريجيًّا".
وجماعة الإخوان المسلمين وهي تعبر عن إدانتها الشديدة لكل الممارسات المجحفة بحق مسلمي افريقيا الوسطى ليناشدون:
1 - منظمة الاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي .. لإرسال وفد مشترك للتحقق من مجريات الأحداث، وما صاحبها من هدم ونهب للمساجد، وقتل للأئمة والمصلين، ورفع تقرير للرأي العام الأفريقي والإسلامي والعالمي عن الأحداث.
2 – منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.. لسحب كافة القوات الأجنبية من اراضي جمهورية افريقيا الوسطى وتشكيل بعثة وقوة سلام افريقية تشرف على إطلاق مصالحة وطنية واسعة شاملة مصحوبة بعملية سياسية عادلة لا تستثني أحدا من أبناء البلاد.
3- المنظمات الطوعية والخيرية الإسلامية، للمسارعة في نجدة المظلومين الذين فروا من ديارهم وتقديم العون والمساعدة العاجلة للتخفيف من ويلات هذه المماراسات المجحفة ضدههم...
4- كافة القوات الأجنبية المتواجدة في جمهورية افريقيا الوسطى وفي مقدمتها القوات الفرنسية، لحماية السلم الإجتماعي والتدخل الفوري لضمان الأمن وتقديم الحماية لكافة سكان البلاد دون تفرقة وعدم الإنحيار لأي طرف على حساب الطرف الآخر حتى يتسنى لمنظمة الإتحاد الإفريقي الإشراف على إطلاق العملية السياسية في البلاد.
" ولا تحسبن الله غافلا عمما يعمل الظالمون "
الأخوان المسلمون
15 ربيع ثان 1435 ه – 15 فبراير 2014 م