هل يفعلها ترامب ويُلحق نصر اللات بسليماني
من هو مجرم الحرب قاسم سليماني؟
ولد مجرم الحرب قاسم سليماني في مدينة قم جنوب شرقي إيران في عام 1955، من أسرة فلاحية، وكان يعمل كعامل بناء، ولم يكمل تعليمه سوى لمرحلة الشهادة الثانوية فقط. ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الانقلاب الذي قاده الخميني على حكم الشاه الإيراني، تحت شعار "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979، وبعدها التحق بفيلق حرس "الثورة الإسلامية" أوائل عام 1980، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وانضم إلى ساحة المعركة بصفته قائد شركة عسكرية، وتمت ترقيته ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود، وبعدها انضم مجرم الحرب سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب ضد ملالي إيران "الخميني"، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998 وفي عام 2011 تم ترقيته إلى رتبة لواء.
ويمثل فيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية، ولا يمر وقت طويل لمشاهد التلفزيون الإيراني إلا ويرى صورة مجرم الحرب قاسم سليماني تطل عليه من الشاشة.
فقد برز قائد فيلق القدس، الذي كان يعيش خلف ستار من السرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق النجومية في إيران.
وأصبح الرجل، الذي لم يكن يتعرف عليه معظم الإيرانيين في الشارع حتى وقت قريب، مادة رئيسية لأفلام وثائقية ونشرات أخبار وحتى أغاني موسيقى البوب.
وتداول الناشطون في إيران على نطاق واسع فيديو لمليشيات شيعية في العراق يظهر جنودا وهم يرسمون صورا لمجرم الحرب قاسم سليماني على الجدران، ويؤدون التحية العسكرية له، مصحوبة بموسيقى حماسية في خلفية المقطع.
ودائما ما تنفي إيران نشر قوات برية في سورية والعراق، لكنها تقيم بين حين وآخر جنازات جماهيرية لقوات أمن و"مستشارين عسكريين" قتلوا في البلدين.
لهذه الأسباب صنفت أمريكا قاسم سليماني بالإرهابي
صنفت الولايات المتحدة الأمريكية مجرم الحرب قاسم سليماني على أنه إرهابي وداعم للإرهاب ولا يحق لأي مواطن أمريكي التعامل الاقتصادي معه، وأدرج اسم سليماني في القرار الأممي رقم 1747 وفي قائمة الأشخاص المفروض عليهم الحصار، وفي 18 مايو/أيار 2011، فرضت الولايات المتحدة عليه العقوبات مرة أخرى مع مجرم الحرب بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين في النظام السوري بسبب تورطه في تقديم دعم مادي لذلك النظام.
وكان رد مجرم الحرب قاسم سليماني على نعت ترامب له بالإرهابي رداً قاسيا جداً؛ وأكبر من حجمه وحجم ملالي إيران والولي الفقيه معاً، فقد حذّر سليماني الولايات المتحدة من الدخول في حرب مع إيران، وقال موجها خطابه للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقول: "قد تبدأ أنت الحرب لكننا سننهيها"، وأضاف "إن البحر الأحمر لم يعد آمنا بوجود القوات الأميركية فيه"، وقال "البحر الأحمر كان بحرا آمنا، حولتموه إلى بحر غير آمن، الرياض كانت مدينة آمنة الآن تسقط فيها القذائف"، وقال "واجبي كعسكري يحتم علي الرد على تهديدات ترامب، وعليه أن يعي أنه إذا كان يريد استخدام لغة التهديد فعليه أن يوجه كلامه لي وليس للرئيس روحاني"، كما وجه مجرم الحرب سليماني وعيده مباشرة إلى ترامب بالقول: "أنا ندكم وقوات القدس هي ندكم وليس إيران كدولة، ليس هناك ليلة ننام فيها ولا نفكر بكم".
ونعت سليماني ترامب بالمقامر، مؤكدا أنه "في اللحظة التي أنت فيها عاجز عن التفكير نحن قريبون منك لدرجة لا يمكنك تصورها".
وبالفعل كان مجرم الحرب سليماني قريباً جداً من مرمى طائرات ترامب؛ لدرجة أنه لم يلحظها وهي ترسل صواريخها لتجعل منه ومن مرافقيه أثراً بعد عين.
مجرم الحرب قاسم سليماني "رجل إيران الأخطر"
يعد مجرم الحرب قاسم سليماني المسؤول الأول عن العمليات العسكرية السرية خارج الحدود الإيرانية، ومنذ نهاية التسعينيات، استطاع سليماني خلال ثلاثة عقود من بناء دائرة التأثير الشيعية التي كان مركزها طهران، وامتدت إلى العراق، وسورية، ولبنان، وشرق المتوسط، واليمن.
وحول ذلك تقول مجلة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن سليماني عندما تولى قيادة فيلق القدس كان يعمل على إعادة تشكيل الشرق الأوسط لصالح إيران، فمن اغتيال الأعداء إلى تسليح الحلفاء، كان مجرم الحرب قاسم سليماني يعمل كوسيط أحيانا وكقوة عسكرية أحيانًا أخرى، ولأكثر من عقد كان عمله توجيه الشبكات الشيعية المسلحة داخل العراق، وبناء قوة ميليشيا حزب اللات في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن.
دور مجرم الحرب قاسم سليماني في مواجهة الثورة السورية
منذ بداية الثورة السورية عام ٢٠١١، بدأ مجرم الحرب قاسم سليماني يسافر بشكل دوري إلى دمشق، وقد كان "يدير المعركة بنفسه" بحسب تقارير استخباراتية أمريكية. وبحسب مسؤولين أمريكيين، فقد كان سليماني يدير معركة بقاء الأسد من دمشق، محاطاً بقادة متعددي الجنسيات الذين يديرون الحرب، بينهم قادة ميليشيا أسد، وميليشيا حزب اللات اللبناني، وممثلون عن الميليشيات الشيعية في العراق، يتبعهم آلاف المقاتلين الشيعة، الذين استطاعوا مع الدعم الروسي السيطرة على معظم المدن والمحافظات السورية التي كانت بيد الجيش الوطني الحر لسنوات.
ومن أهم ما ارتكبه مجرم الحرب قاسم سليماني ضد الثورة السورية هو استخدام نفوذه على العراق للسماح باستخدام الأجواء العراقية في نقل ما يحتاجه الأسد من جنود وعتاد إلى سورية من إيران عبر العراق طوال ثماني سنوات من محاولة النظام السوري المتوحش القضاء على الانتفاضة الشعبية التي طالبت بالحرية والسلم الأهلي والعدالة الاجتماعية. أما بالنسبة لمجرم الحرب سليماني، فقد كان سقوط الأسد يعني القضاء على مشروع التوسع الذي قاده سليماني لخمسة عشر سنة في قيادته لفيلق القدس.
وفي كلمة لمجرم الحرب سليماني أمام مجلس الخبراء الإيراني عام ٢٠١٣، فقد قال: "سورية هي خط الدفاع الأول للمقاومة، وهذه حقيقة لا تقبل الشك".
دور مجرم الحرب قاسم سليماني في العراق
أما عن دور مجرم الحرب قاسم سليماني في العراق فقد أثبتت الوثائق التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن دور سليماني في العراق أكبر من ترتيب التحالفات ما بين القوى السياسية، فقد كان شغله الخفي هو بناء شبكة جواسيس وعملاء زرعها في المؤسسات السياسية والاقتصادية وحتى الدينية المهمة في العراق.
وكشفت الوثائق الاستخباراتية السرية أن سليماني كان له الدور الأساسي في تعزيز نفوذ طهران داخل العراق.
وتضم الوثائق مئات التقارير والمراسلات التي كتبت خلال عامي 2014-2015 من قبل ضباط في الاستخبارات والأمن في إيران (M.O.I.S.)، وآخرون يعملون في الميدان في العراق.
وتقدم الوثائق لمحة من داخل النظام الإيراني عن كيفية فرض الهيمنة بشكل تدريجي على العراق بعد احتلاله عام 2003، مشيرة إلى أن إيران تفوقت على الولايات المتحدة في بسط نفوذها داخل العراق، ففي الوقت الذي كانت تتصارع فيه واشنطن مع الفصائل المختلفة التي أبت الإذعان للمعتدي الأمريكي، عملت طهران على تثبيت أذرعها ونفوذها لتفرض تحديات جديدة في داخل البلاد.
وكأي عمل جاسوسي، أظهرت الوثائق أن الاجتماعات لطالما كان يتم تنسيقها داخل أزقة مظلمة أو مراكز تجارية أو خلال رحلات صيد وحتى خلال حفلات عيد الميلاد.
وآخر الأدوار التي لعبها سليماني قبل مقتله هو مواجهة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام العراقي، إذ زار سليماني بغداد عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة منه لقمع التظاهرات وإخمادها، وحماية أذرع طهران في البلاد.
وكان معهد «واشنطن» لدراسات الشرق الأدنى أورد معلومات تشير إلى أن مجموعة من الميليشيات العراقية وقادة الأمن العراقيين وضباطا في الحرس الثوري الإيراني شكلوا خلية أزمة في بغداد بقيادة سليماني في ٣ من تشرين الأول الماضي مهمتها قمع التظاهرات.
ولمجرم الحرب قاسم سليماني جرائم فظيعة في المنطقة لا يتسع المقام إلى ذكرها بدءاً من العراق عقب دخول القوات الأمريكية، حيث ساهم بشكل كبير بتصفية كوادر السنة عبر تشكيل فيلق بدر وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، ومرورا بسورية إلى لبنان ودعم ميليشيا حزب اللات التي تغولت على الدولة هناك وانتهاء باليمن ودعم جماعة الحوثي ضد حكومتها الشرعية.
دور مجرم الحرب قاسم سليماني في اليمن
في 28 آذار 2015 وبعد يومين من إطلاق عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية وصل مجرم الحرب قاسم سليماني إلى صنعاء في إطار مهمة حربية كلفه بها خامنئي لإدارة معارك مليشيا الحوثي ضد المملكة العربية السعودية والتحالف العربي وفق ما نقلته مصادر إخبارية عن بي بي سي في خبر عاجل على قناتها، فإن إيران لم تنتظر أكثر من 48 ساعة للرد على تدخل السعودية والعربية في اليمن، وأنها بعثت بمجرم الحرب قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إلى صنعاء لتنظيم هجوم حوثي مضاد على الهجمات السعودية.
وأكد التقرير أن مجرم الحرب سليماني "وصل إلى صنعاء الجمعة 27 مارس 2015، ليفتح ثالث جبهة عسكرية في الشرق الأوسط تشارك فيها إيران بعد العراق وسورية، حيث يقود المعارك ضد المعارضة السورية المسلحة في سورية.
ووفق التقرير فإن إرسال "سليماني" لليمن يشير، إلى عدم استعداد طهران للتخلي عن إنجازاتها المشتركة مع الحوثيين، وعناصر الجيش اليمني الموالين لها، بالسيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك الأجزاء الساحلية اليمنية على البحر الأحمر.
وخلال العقد الأخير، ظهر إلى السطح الدعم الإيراني المتنوّع لميليشياتهم في اليمن، وتولّى مجرم الحرب سليماني الإشراف على تدريب عناصرها، داخلياً من خلال إرسال الخبراء إلى اليمن، وخارجيا من خلال ابتعاثهم إلى إيران ومناطق أخرى تخضع للسيطرة والنفوذ الإيراني، كما أشرف مجرم الحرب سليماني على تزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة الحديثة وتقنيات متقدمة ساعدتها في تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة والألغام والمتفجّرات.
إلى جانب ذلك عمل مجرم الحرب سليماني على مساعدة المليشيات الحوثية في إعداد الخطط العسكرية والعمليات الإرهابية المختلفة، سواء داخل الأراضي اليمنية أو خارجها، كما أشرف-عبر مبعوثه في اليمن-على عمليات الاغتيالات وخطوات الانقلاب ولاحقاً استهداف المنشآت الحيوية السعودية واستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب.
ونجحت مليشيات الحوثي في ابتعاث العشرات من أتباعها لتلقّي التدريبات على استخدام الصواريخ والطائرات "بدون طيار" و"الألغام الذكية" والزوارق "المسيّرة" بإشراف مباشر من مجرم الحرب سليماني؛ الذي كان يولي الحوثيين أهميّة خاصّة، بحسب تصريحات سابقة قالها إسماعيل قاآني الذي (تم تعيينه خلفاً لسليماني)، والذي قال إن "جماعة أنصار الله-الحوثيين-التي تدافع عن اليمن تدربت تحت العلم الإيراني".
واكد قاآني: إن "كل الذين يقفون معنا اليوم هم في الواقع جاءوا للوقوف تحت العلم الإيراني، وهذه تعد نقطة قوتنا الإقليمية الفاعلة والحقيقية في منطقة الشرق الأوسط، التي يفتقدها أعداؤنا"، ولم ينكر مجرم الحرب سليماني في كلمة ألقاها مطلع تشرين الأول 2016، بمناسبة مرور عام على مقتل القيادي بالحرس الثوري العميد حسين همداني ارتباط مليشيا الحوثي به وارتباطه بها بقوله: "إن حركة وثقافة الإمام الحسين، أصبح لها فروع عديدة، منها جماعة "أنصار الله" الحوثية، في اليمن، والحشد الشعبي في العراق".
وأضاف: "هذه الثقافة والحركة، كان لها بالأمس فرع وحيد في إيران، والآن لها أفرع كثيرة حيث تأثر اليوم أنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق بالإمام الحسين"، حسب ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية. وهو ما يؤكد وفق مراقبين أن مجرم الحرب سليماني كان يمثل المراقب المباشر على ذراع إيران في اليمن والعراق.
نصر الله يتوعد أمريكا وترامب
توعد الأمين العام لحزب اللات اللبناني حسن نصر اللات يوم أمس الأحد 5/1/2020 في خطاب تأبيني للنافق قاسم سليماني ووكيله في العراق أبو مهدي المهندس قائلاً: "إن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني يمثل "بداية مرحلة جديدة" في تاريخ الشرق الأوسط، متوعدا الجيش الأميركي بدفع الثمن".
وفي إشارة إلى اليوم الذي قتل فيه سليماني، قال نصر اللات إنه "تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة.. هو بداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد، ليس لإيران أو العراق وإنما للمنطقة كلها".
كما دعا الأمين العام لحزب اللات الشعب العراقي إلى طرد كل الجنود الأميركيين من العراق، وقال: "أيها الشعب العراقي الأبي، أضعف الإيمان بالرد على جريمة قتل قاسم سليماني هو إخراج القوات الأميركية من العراق وتحرير العراق من الاحتلال الجديد"، ورأي نصر اللات هذا يتعارض مع رأي الشعب العراقي الذي يعتبر إيران دولة محتلة للعراق، وكانت أهم شعارات الانتفاضة ولا تزال، بعيداً عن مقتل سليماني والمهندس الذي لا يعنيهم، تصدح بها حناجر المتظاهرين "إيران بره بره وبغداد حره حره".
وأضاف نصر اللات أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته "لا يعرفان ماذا فعلا"، مضيفاً "عندما تبدأ نعوش الجنود الأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة أفقياً وقد جاؤوا عموديا سيدرك ترامب أنه خسر المنطقة والانتخابات".
وقال نصر اللات إن "الجيش الأميركي سيدفع ثمن اغتيال سليماني"، وتابع "عندما يخرج الأميركيون من المنطقة سيخرج الصهاينة منها، وقد لا نحتاج إلى معركة معهم"، وقال "لن يكون الثمن قتل قادة في الجيش الأمريكي ولا حتى ترامب نفسه لأنهم لا يساوون نعال قاسم سليماني أو أبو المهدي المهندس".
حسن نصر اللات يحقر ترامب ويتوعده كما توعده سليماني من قبل، فهل يرد ترامب على وعيد نصر اللات كما رد على وعيد سليماني؟! نتمنى أن يفعلها ويريح الشام من هذا العميل الأفاك الذي شارك في ذبح السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين، واستباحت ميليشياته القذرة مدن سورية وشاركت في تدميرها وتهجير ونزوح أهلها.
وسوم: العدد 858