هل يلجأون لحرب تحريك جديدة؟!

عبد الله خليل شبيب

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

ما زال كثير من السذج يظنون حرب التحريك سنة 1973 حربا حقيقية .. ويعدون نتائجها نصرا ويفخرون بها ..وأكثرهم سذاجة من ينسبها للإسلام ويعدها نصرا له!

   ولو كانت نصرا لما كانت نتائجها خزيا وعارا ومعاهدات مذلة مع دولة العدوان اليهودي ..أخرجت أكبر وأهم بلد عربي ومواجه من المعركة مع اليهود .. وحًيًّدًتْها ..بل عملت الدولة اليهودية على أن تحول نظام مصر إلى داعم لها حتى ضد الفلسطينيين ومقاومتهم ..كما في عهد مبارك ..وما يفعله الانقلابيون الموساديون حاليا !

  لقد كانت حرب ما يسمونه [ 6-أكتوبر أو 10 – رمضان ] خطة رسمها وأخرجها الثعلب اليهودي الخبيث [ هنري كيسنجر ] ليلين         [ رؤوس الإرهابيين المتطرفين اليهود] المحتلين الذين رأو أن تمًلُّكًهم للقوة وتفوقهم على كل جيرانهم بها ..  يجعلهم غير مضطرين إلى أن يقدموا أية تنازلات ..حتى وإن اعتبرناها نحن- أصحاب الحق- تفريطاَ  وخيانة وخزيا !

فاليهود يريدون – أو اعتادوا – على أن يأخذوا ولا يعطوا- خصوصا إذا كانوا يملكون نصيبا من القوة أوالتفوق- ( أم لهم نصيب من الملك ؟! فإذن..لا يؤتون الناس نقيرا)!

فكان ما كان – من حرب [سُمِح] فيها [بانتصار شكلي باطنه هزيمة مرة] للجانب العربي لتقنع الشعوب – وتحس بأنها انتصرت ولو مرة واحدة !-.. ولتكف عن نقد الأنظمة التي أكسبها ذلك [ الانتصارالموهوم]مزيدا من القوة في مسيرتها وسياساتها الفاسدة والمشبوهة ! وفي نفس الوقت أيقظت اليهود السكارى بنشوة التفوق والسيطرة واللعب في المنطقة – من وراء أستار [ وجدُر!]- وليًّنت رؤوس متطرفيهم العفنة- ليجبًروا على الجلوس على طاولات المفاوضات ويأخذوا ويعطوا ..إلخ

..وفي المفاوضات الحالية – بين الفلسطينيين واليهود المحتلين – واضح تماما أن نتائجها فشل تام100% ! ... لأن اليهود [ مدججون باللاءات] ! [لا] للقدس –ولو الشرقية المحتلة سنة 67 ..والتي هي عربية بالقرارات الدولية وكل إجراءات اليهود فيها باطلة ومخالفة للقانون الدولي ..ولذا يجب محوها ..وتدفيعهم أثمان كل البيوت التي هدموها للسكان العرب ..وأثمان كل جرائمهم من قتل واعتقال وتخريب ..وتدمير وإساءات وتعنت..إلخ .. هذا عدا عن جرائمهم السابقة والمستمرة في عموم فلسطين منذ النكبة وقبلها مما لا يحصيه عد ..!

..وكذلك [ لا] كبيرة لعودة أي لاجيء ..إلى المحتل سنة 48 ..والذي يعدونه [ إسرائيل]..والجق والعدل أنه ما لم يعد هؤلاء اللاجئون .. فأي حل باطل ومرفوض ..ويحمل [ جينات فساده وتفجيره ] في داخله ..مهما وأيا كان الموقعون عليه!.. ولذا فاليهود يصدرون التعليمات والأوامر بتعسير أوضاع الفلسطينيين ويحرشون كلابهم[ الإعلاميين وغير الإعلاميين ] لينبحوا – بشراسة وبذاءة على الفلسطينيين كما يحصل في اكثر من بلد عربي – كإعلام مصر ولبنان وبعض [ الجراء] هنا وهناك !

وهي نفس التعليمات التي شتتت اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والعراق ..ومنعت عودتهم ..وهي التي تحاول إبعادهم عن حدود الدولة اليهودية إلى أقصي الأرض في أستراليا وكندا ...إلخ.. ظنا من الفاعلين والآمرين أنهم سينسون وطنهم فلسطين ..ويكفون عن المطالبة بالعودة إليه !!..,كذلك حشرهم في [ جيتوات ] في بادية الشام وصحراء الأزرق والأردن الشرقية في ظروف خاصة كفيلة بإلهائهم أو تدجينهم ولجمهم !

وكذلك [لا] يهودية للحدود والأغوار ..ولاءات أخرى لكل ما يمت إلى قيام دولة بصلة .. فيريدون كيانا مسخا يحرسهم ويخدمهم مؤقتا ..- حتى إذا ما استغنوا عن خدماته [ ركلوه ] خارجا ..وغالبا إلى الشرق ..

ليعلم بعض [النابحين] أن نباحهم يجب أن يكون على [الراكلين] لا على المركولين!!

.. وهكذا فقد أصبحت كل الطرق مسدودة أمام أي حل أو دولة فلسطينية ..ومعلوم أن المتطرفين اليهود وعلى رأسهم[ النتن وليبرمان] يصرون على التحكم وفرض رأيهم ورفض أي حل فيه [ مساس بما يسمونه أرض إسرائيل] !    ..

ولقد [ لج ] الصهاينة المتشددون في تعنتهم..كيف لا وهم يرون  إفسادهم ناجحا في تشكيل عالم عربي متصارع دامٍ ...,وجيوشه تتهاوى إلى الحضيض .. جيشا بعد جيش –حيث تحولت رسالتها ومهمتها        [ وعقيدتها ] إلى محاربة الشعوب التي هي في الأصل مكلفة بحمايتها كما نرى – عيانا – في سوريا والعراق ومصر..إلخ!!! وكما يرى اليهود عملاءهم لهم اليد العليا .. ويقتلون الناس بالجملة وبوحشية ..ولا يمنعهم أحد أو شيء !!

..ولكن [الوسيط المكوكي – كيري الأمريكي] لم يُعشِ بصره ما أعشى أبصارهم..واضطر أن يطلق بعض [التحذيرات ] حسبما يرى من بعيد ..وينذرهم بخطر تشددهم ..- في الوقت الذي ارتفعت فيه وتائر المقاطعات لهم في اوروبا خاصة – ولوعلى ما يتعلق بالمستوطنات في أراض يعتبرونها محتلة ..ولذا هي باطلة حسب القانون الدولي ولا يجوز التعامل معها..مما يعني أن المقاطعة ستزداد في حال تعنت اليهود وكونهم سببا لفشل ما يسمى بعملية السلام !..عدا عن الأخطار المستقبلية ..والعنف الذي تشكله الانسدادات واليأس والقهر المستمر ..

..وبدلا من أن يستيقظ [ متطرفو اليهود ] من كلمات كيري وتحذيراته .. شنواعليه حملات أخرى ,..لأنهم لم يكفواعن سبابه ..وهو يسعى – رائحا غاديا [ كالمكوك ..أو مثل بـيـ...ـات المغربل] كما في التعبير العامي.. وكل ذلك لمصلحتهم..- وإن كانت مشروعاته وأفكاره ضارة بالقضية والعدالة – مثل ما يسمى بالمبادرة العربية كذلك ولكنهم يرفضون كل شيء!!

..وأمام هذا الانسداد والتعنت .. قد تجد السياسة الأمريكية [ والصهيونية العليا البروتوكولية العالمية ] نفسها مضطرة [ لإيقاظ] متطرفي الليكود الصهيوني وشركائهم.. بهزة عنيفة تتمثل في [ حرب تحريك] أخرى !! ليقبلوا ببعض ما يعدونه [ تنازلات]! كما فعل بهم من قبل فاضطروا لعقد معاهدات [ تحجم] الحلم اليهودي [ من الفرات إلى النيل]..واضطروا ليتنازلوا عن[ إسرائيل الشرقية ] ! ولومؤقتا!!