مسيرة المغاربة في الرباط المنددة بصفقة القرن جعلت كل من هرولوا لمباركتها في حالة شرود
مسيرة المغاربة في الرباط المنددة بصفقة القرن جعلت كل من هرولوا لمباركتها في حالة شرود ورفعت سقف ما يلزم الحكومة تجاه القضية الفلسطينية
لقد كانت مسيرة التنديد بما سمي صفقة القرن المشئومة والباطلة أمس الأحد بالعاصمة الرباط في منتهى الروعة ، ذلك أن القضية الفلسطينية التي هي في نفس مستوى اهتمام الشعب المغربي بقضية صحرائه، وحدت كل الفئات الاجتماعية على اختلافها ، وجمعت فرقاء لا يجمعهم إلا أمر في غاية الأهمية والقدسية ،وهو القضية الفلسطينية التي هي أولا واجب ديني مرتبط بمقدسات وأوقاف إسلامية ليست محل مساومة ، وهي بعد ذلك رمز كرامة وعزة المغاربة وكل الأمة العربية والإسلامية .
ولقد جاءت المسيرة ردا على استفزاز وزير الخارجية لمشاعر الأمة المغربية بمباركته صفقة القرن وهي وصمة عار ، وبالمزايدة عليها بقوله أنها ليست أكثر فلسطينية من الفلسطينيين ، وهو يعلم أنها كذلك وزيادة بسبب قدسية القضية ، وأن لها بابا في القدس يحمل اسمها، وهو شرف لها لا يضاهيه شرف .
ولقد جعلت هذه المسيرة الرائعة بكل المقاييس كل من هرولوا لمباركة صفقة القرن الخاسئة سواء المصرح منهم أوالملمح في حالة شرود مخزية ، ورفعت سقف ما يلزم وما يتعين على الحكومة المغربية وغيرها من الحكومات العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية ، كما أنها قطعت مع كل الإشاعات التي روجت على المغرب تمهيدا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك لجس نبض الأمة المغربية بخصوص موقفها الثابت والراسخ من القضية الفلسطينية والذي لا يمكن أن تساوم فيه بحال من الأحوال .
ومعلوم أن الشعب المغربي الأصيل لا يمكن أن يساوم في فلسطين تماما كما أنه لا يمكن أن يساوم في صحرائه أو في أي شبر من وطنه ، وهو الذي لازال يطالب باستمرار بجلاء المحتل الإسباني عن المدينتين الأسيرتين سبتة ومليلية وعن الجزر الجعفرية .
وإن تمسك المغرب بالشرعية يأبى عليه أن يقبل التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل الفاقد للشرعية تاريخيا وبموجب قرارات المحافل الدولية ذات المصداقية . ولن يجدي هذا الكيان نفعا أسلوب وصول رؤساء أمريكيين إلى السلطة بدعم من اللوبي الصهيوني الذي يقايض فوزهم في الانتخابات بتقديم الدعم له من خلال استعمال أسلوب التهديد والابتزاز في العالم العربي والإسلامي وباقي دول العالم لحملها على تأييد كيان محتل فاقد للشرعية .
ومعلوم أن ما بني على باطل يبقى باطلا وإن طال الزمن، ذلك أن وعد بلفور المشئوم كان أول باطل اعتمده الكيان الصهيوني لاحتلال أرض كان فوقها الشعب الفلسطيني منذ آلاف السنيين بشهادة تاريخ لا يمكن أن يطمس أو يزور . وتوالت بعد ذلك الأباطيل التي اعتمدها الكيان الصهيوني السرطاني لتكريس احتلاله لأرض فلسطين وغيرها من أراضي الشام ، وكان آخرها باطل صفقة القرن التي استغل الظرف الذي يمر به الوطن العربي بعد الإجهاز على ثورات الربيع العربي وتغيير مسارها لتصير حروبا أهلية تمولها أنظمة عربية فاسدة مفسدة تطبق ما تمليه عليها الإدارة الأمريكية المتصهينة سباقا مع الزمن لتمكين المحتل الصهيوني من فرصة أمن وسلام عن طريق صفقة مكشوفة ومرفوضة من الشعوب العربية والإسلامية من محيطها إلى خليجها ، ومن طنجة إلى جاكرتا .
ومسيرة الأمس بالرباط التي تعد بحق رباطا فيها تنبيه للبرلمان المغربي ليكون في مستوى طلعات الشعب المغربي ، وليكون مسايرا لمواقفه الثابتة ، وخاضعا لإرادته ، وفي مستوى التفاعل مع مطالبه داخليا وخارجيا.
وعلى وزير الخارجية المغربي أن يقدم من مقر البرلمان في جلسة علنية تنقها وسائل الإعلام اعتذارا للشعبين المغربي والفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية قاطبة على ما صدر منه ، وما فاه به من مزايدة على شعبه الأبي والأصيل والمحافظ على مبادئه وعهوده ، والملتزم بدينه وبشرع خالقه سبحانه وتعالى ، والذي لا يخاف في الله لومة لائم ، ولا لؤم لئيم .
وسوم: العدد 863