أوردغان في برلين.. يعطي درسا في القيادة...!!
أوردغان في برلين..
يعطي درسا في القيادة...!!
د.م. احمد محيسن ـ برلين
الثلاثاء الموافق 04/03/2014 كانت لنا وقفة مع الزعيم التركي رجب طيب أوردغان أثناء زيارة له في ألمانيا.. وأصر القائد والزعيم التركي على أن يلتقي أكبر عدد ممكن من أبناء شعبه في المدينة...!!
ومنذ يوم الإثنين الموافق 03/03/2014 .. وعند وصوله مكان إقامته.. زحفت الجماهير بالآلاف في استقبال حاشد أمام الفندق في استقبال جماهيري قل نظيره لقائد أو رئيس.. وعند وصوله.. وبمجرد نزوله من العربة التي استقلها.. اتجه على الفور لمصافحة المستقبلين من ابناء شعبه في برلين.. في منظر غير مألوف للقادة الذين يزورون ألمانيا...!!
وهكذا تم استقباله كرئيس وزعيم وقائد لشعبه.. منظر لايمكننا أن نتجاهله أو ننساه.. حيث لم نعتد على هكذا استقبال للقادة والزعماء.. بهذا الصدق من الجماهير تجاهه.. على الأقل استقبال شعبي غير مدفوع الأجر.. أو استقبال مصنوع بقوة العصا والسوط وتحت التهديد.. كما اعتدنا على مشاهدته على مدى السنوات التي انقضت وما زلنا...!!
واليوم كان لقائه بأبنائه وإخوته ومحبيه.. حيث الألوف من البشر من أبناء شعبه في برلين تصطف في طوابير للإستماع ولمشاهدة الزعيم التركي أوردوغان.. وكنا بصحبة من الأطياب المخلصين في المدينة هناك.. وعلم فلسطين يلازمنا وهو يرفرف في سماء أضخم قاعة في برلين.. وقد لبينا نداء ودعوة الإخوة الأتراك في برلين.. مشهد تاريخي وأنت ترى الزعيم القائد.. وشعبه يحتضنه ويلفه بقلب مليئ بالدفئ والمحبة ويحمله على الأكتاف.. مشهد قل نظيره اليوم.. وتذكرنا مشهد استقبال الشهيد القائد ياسر عرفات أبو عمار رحمه الله .. عندما عاد من أمريكا ورفض التوقيع في كامب ديفد كيف حمل على الأكتاف.. كما وتذكرنا عودة جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن.. وقد أقيمت له مراسيم وداع القادة والزعماء في ثلاث قارات.. وأبى جثمانه إلا أن يحلق فوق غزة.. ليودع شعبه الوداع الأخير.. وكانت الضفة المحتلة بانتظار جثمانه الطاهر.. مشهد لا نعتقد أنه سيتكرر لزعيم مثله...!!
شيوخ وشابات وشباب.. رجال ونساء وأطفال.. رأينا الحضور من مختلف الجنسيات.. الكل أتى طواعية رغم عناء الوصول والاصطفاف والزحمة.. وشعرنا ولمسنا كم هو احترام أبناء شعبه له.. وقد ذهل الألمان من هول المشهد غير المعتاد لهم.. وخاصة قوات الأمن التي أمنت المكان.. ذهلت بتدفق البشر إلى القاعة.. حيث عدد الذين ظلوا يراقبون شاشات العرض في الخارج.. يفوق عدد الموجودين داخل القاعة أضعاف مضاعفة...!!
فكم رئيس دولة يزور ألمانيا ولا يدري بقدومه ومغادته أحد.. حتى من أبناء شعبه.. إلا الذين يقابلهم من الإنتهازيين المنتفعين والمصفقين.. وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ...؟!
شاهدناه وسمعناه كيف يتحدث ويخاطب شعبه بثقة عالية.. وكأنه أسد يزئر.. وقوطع أثناء حديثه من الحشود بالتصفيق وقوفا.. وبالهتافات مرارا.. رأينا شخصية قيادية قوية متمكنة ذات حضور.. وشاهدنا صاحب رسالة صادقة يتسم بصفات القائد والزعيم.. يحب شعبه ويصر على أن يلتقي بهم ويوصلهم إلى القمم...!!
وبعد الإنتهاء من خطابه أمام الحشود.. وجد لنا بضعا من الدقائق صافحنا فيها.. وقد صافحنا سائلا باللغة العربية.. وبعد أن شاهد علم فلسطين بأيدينا يرفرف.. من أين في فلسطين.. وأتبعها القول بعد أن أجبنا قائلا نصر من الله وفتح مبين... صدق الله العظيم...؟!
وسلمنا حرمه علم فلسطين.. بعد أن سمعت منه كلمة فلسطين وشاهدت العلم.. وزوجه بعفوية حين قالت: الله الله الله.. فلسطين.. وقدمنا العلم لها هدية.. الذي ضمته ورفعته أمام الحشد...!!
هذه فلسطين ... هي قضية أممية.. هي قضية أحرار الأمة وشرفائها...!!
لم نعتد وليس ومن شيمنا أن نبجل أو نمتدح رئيسأ أو قائدا لشخصه.. ولكن ما شاهدناه من تعبير جماهيري إيجابي للرجل جعلنا تتوقف عند الحدث.. وننقل بأمانة ما شاهدناه ...!!
فقد أراد أن يوصل رسالة كيف تكون القيادة للشعوب والإلتصاق بها...!!
وكيف يكون الإخلاص في الحكم بعدالة إجتماعية ومساواة وحرية.. وكيف يلاحق الفساد ويحارب.. رغم كبر حجمه.. وعظمة من يقف خلفه.. فليس هناك من هم أكبر من الوطن ...!!
أراد أن يرسم صورة.. يعبر من خلالها كيف تصل الشعوب بقياداتها.. معا وسويا إلى بر الإزدهار في كل المجالات.. واستعرض في خضم حديثه الكثير من الإنجازات التي تحققت في تركيا...!!
قال للعالم كيف تصنع الكرامة والشموخ من القائد وشعبه ..!!
وكان استعراضا سياسيا للقدرات.. وهو يقول للدول الكبيرة في عقر دارهم كلاما لا يعجبهم .. انطلاقا من استقلالية القرار الوطني.. لا يجرؤ على قولها إلا قويا متمكنا لا ينتظر رغيف الخبز والفتات من الغرب ليؤمن قوت شعبه.. !!
كان درسا مهما للعديد من القادة في العالم.. كيف يكونوا قادة للقادة.. وليس قادة ورعاة لقطيع من الغنم أو الإبل...!!
شعرنا كيف كانت كلماته تدخل قلوب الناس دون استئذان.. وذلك من خلال تفاعلهم مع كل كلمة نطقها.. كان زعيما حقيقيا لشعبه الذي احتضنه وحمله على الأكتاف وشاهدنا ذلك بأم أعيننا في برلين...!!