ليس هذا وقت المزايدة على رئيس الحكومة أو غيره بخصوص التعامل مع أزمة الجائحة
ليس هذا وقت المزايدة على رئيس الحكومة أو غيره بخصوص التعامل مع أزمة الجائحة بغرض حملة انتخابية قبل الأوان والكل منخرط في التصدي لها
بداية وقبل الخوض في موضوع المزايدة على رئيس الحكومة بخصوص تدبير أزمة كورونا كما جاء في مقال للمدعو سعيد لكحل المنشور على صفحة موقع هسبريس تحت عنوان : "ّ أبعدوا العثماني عن تدبير أزمة كورونا " ، وكما جاء في فيديو للمدعو التيجيني ، أود الإشارة كالعادة إلى أنني لست من شيعة رئيس الحكومة، ولا من حزبه ،ولا أنا من مؤيديه، ولا أنا من خصومه أومعارضيه ، وأنه لا انتماء حزبي لي سوى الانتماء إلى الوطن ، ولا يمكن لأحد أن يزعم أنني أتوخى الدفاع عن رئيس الحكومة أو غيره أو أتوخى مواجهة خصومه السياسيين ، وإنما الدافع تحرير هذا المقال هو واجب وطني وأخلاقي رأيت أنه لا بد منه استنكارا للمزايدة سواء على رئيس الحكومة أو غيره من المواطنين بخصوص التعامل مع أزمة الجائحة، لأن الجميع يبذل قصارى جهوده ولا يدخرها من أجل أن ينتصر وطننا الغالي عليها .
فبأي حق يسمح الواحد لنفسه مهما كان أن يشكك في جهود غيره بخصوص التعامل مع هذه الأزمة المباغتة والتي حلت بنا على حين غرة ، وقد كانت مباغتة لكل دول المعمور ،وأذهلت القوي والضعيف منها ، وصيرتها في حيرة من أمرها ؟ ألا يعد التشكيك في جهود الغير تشكيكا في وطنيته ؟ ومن ذا الذي يجرؤ على الزعم أنه يفوق غيره من المواطنين وطنية أوأنه يفوقهم حبا لهذا الوطن ؟ ألسنا سواسية كأسنان المشط في حب هذا الوطن ؟
وهل الذي طالب بإبعاد رئيس الحكومة عن تدبير أزمة كورونا يستطيع أن يحل محله أو يسد مسده ؟ وبأي وجه حق يطالب بذلك خارج إطار القانون ، وهو رئيس حكومة معين من طرف جلالة الملك و بموجب ما أفرزته صناديق الاقتراع في تجربة ديمقراطية منصوص عليها في دستور صوت عليه الشعب ؟
أليس هذه الجائحة قد أربكت كل الساسة في العالم ، الشيء الذي جعل الناس يندهشون أمام ما يصدر عنهم من تصريحات وقرارات لا يوافق أولها آخرها ؟ أليس غير رئيس حكومتنا قد سبقه غيره من ساسة دول أخرى التصريح في بداية الجائحة بأن اقتناء الكمامات ليس ضروريا بالنسبة للجميع ، ثم تمّ العدول عن ذلك إلى إلزام الجميع باستعمالها لأن الجهات الطبية المختصة أوصت بذلك للمزيد من الحيطة والحذر من انتشار الوباء على نطاق واسع ؟
ومهما تكن الانتقادات الموجهة إلى رئيس الحكومة ، وهي في الحقيقة انتقادات موجهة إلى كل أعضائها ، فإنه من الواجب الوطني التماس العذر للجميع لأنهم يعملون في ظرف استثنائي تحت ضغط شديد يفرضه الوباء ، ولا يمكن التقليل من جهودهم أو التشكيك فيها ما دام الذين تصدر عنهم هذه الانتقادات ليسوا في عير ولا في بعير كما يقال بل شغلهم الشاغل هو لوك الكلام .
ومن العار أن يتحين هؤلاء الفرصة في مثل هذا الظرف الذي تطبعه التعبئة العامة لدى جميع المغاربة في مواجهتهم مواجهة للوباء من أجل تصفية الحسابات الحزبية ، والدعاية المبكرة لحملات انتخابية قبل الأوان وبغرض تسجيل نقط دعائية على حساب خصومهم .
وكان من المفروض أن يغلق في هذا الظرف باب الخلافات الحزبية حتى يخرج الوطن منتصرا على الفيروس الخبيث الذي صارعدوا شرسا وفي منتهى الخطورة وهو يهدد أرواح كل المواطنين دون تمييز بينهم على أساس حزبي أو إيديولوجي .
ونأمل أن يتوقف هذا الجدل البيزنطي الذي يحلو للبعض الاشتغال به في هذا الظرف لبث الشكوك في نفوس المواطنين عن طريق الإيحاء بأنهم معرضون للخطر بسبب سوء تدبير المسؤولين لأزمة الجائحة عوض الاشتغال بما يرفع من معنوياتهم ، ويبث الأمل والأمن في نفوسهم .
وسوم: العدد 872