العلامة الفقيه محمد بشير الحموي والهالك (حافظ الأسد)

ارسل الهالك (حافظ الأسد) إلى العلامة الفقيه محمد  بشير بن أحمد المراد الحموي برسالة مع محافظ حماه محمد ديب رحال طالبا من الشيخ أن يساير الوضع قليلا ويغض الطرف عن بعض الأمور ، لم يسمح الشيخ له بإكمال حديثه بل انتفض قائلا :

أتريد أن تساومني على ديني ؟ وظيفتكم هذه تحت نعلي ..... والله إنني مستعد أن أتركَ هذه الوظيفة وأنزلَ إلى السوق وأبيعَ البرتقال ولا أساوم على ديني ... فما كان من المحافظ إلا أن أسرع إلى الاعتذار من الشيخ وهو يحلف بالله أنه ما أراد الإساءة إليه.

وفي بداية حكم حافظ الأسد ١٩٧٠م زار مدينة حماة وطلب من الشيخ شخصيا ان يخطب هو الجمعة وحاول معه عبيد حافظ الأسد ماذا يقول أمام الرئيس .. فما خطب الشيخ الا ما اختاره هو بنفسه.... وكانت خطبةً موفقةً بتوفيق إلهي عجيب خالية من المديح الكاذب والنفاق والتملق ، تشع فيها روح الحماسة والتشجيع ، ابتدأها بقوله تعالى :

( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير ...) ومن جملة ما قاله مذكراً به الهالك :

واعلم  أنك ستقف بين يدي الله وحيداً لا خدم ولا حشم ولا جند ولا سلطان.... ويرفع الشيخ صوته ... لمن الملك اليوم ؟؟؟ ... ثم يرد على نفسه بنفس الهمة .......  لله الواحد القهار ..... وكان صداها طيباً في أرجاء سورية كلها ولله الحمد والمنة.

وفي عام،، 1982م طلب منه النظام على لسان احد الضباط  الخروج على التليفزيون من أجل تكفير التيار الاسلامي السني في حماه ومنهم جماعة الإخوان المسلمين وتحميلهم سبب مجزرة حماه التي راح ضحيتها اكثر من 40 الف مسلم سني.... كما طلب منه النظام تبرير قتل هذا العدد وسجن اضعافه وهدم المدينة ... فرفض بكل شموخ ورد عليه قائلا :

لم يبق من العمر ما يستحق البقاء ، فالذي ذهب أكثر بكثير مما بقي.......

وعند كلمة ( بقى....) لم يتركه الضابط يكمل الجملة فاطلق عليه الرصاص فسقط على الارض شهيدا بإذن الله ... ثم امر الضابط الدبابة ان تمر على جسده فما بقى له أثر ولا يعلم له قبر ..... رحمه الله رحمة واسعة.

ارسلوها لعلماء الأمة الأموات ربما يستيقظون من نوم الأموات.

وسوم: العدد 883