قصة للأولاد وللكبار

عجوز شامي

( واحد و عشرون ) ولد إجتمعوا في مكان عام , فقام كبير القوم و أعطى لكل ولد لعبة خاصة به , ثم نصحهم أن يلعبوا مع بعضهم بهذه الألعاب و لا يتخانقوا فيما بينهم , و إلا فسوف يستردها منهم ,أو أنه سوف يخرجهم من الملعب إذا لم يتقيدوا بأصول اللعب , كما أن عليهم أن يحافظوا على هذه الألعاب لأنها ستكون ألعاب أولادهم من بعدهم , وهو كفيل أن يفض أي اشتباك قد يحصل فيما بينهم .

فتمسك كل ولد بلعبته الخاصة ولم يسمح لأي ولد آخر أن يأخذ لعبته كما أنه لم يعر لعبته لأي ولد آخر , و هكذا ساد الوئام بين الأولاد , لأن كل ولد أخذ نصيبه وفرح به وتمسك به أيما تمسك .

 ودارت الأيام و ما زالت تدور وتدور , و هم جميعاً بأحلى سرور , فمنهم من وضع لعبته في خزانة مقفلة , و منهم من أحرقها , و منهم من نسيها , و منهم من أعطاها لابنه بعد أن فقدت بعض الأذرع أو حتى الجذع , ومنهم من نسي أن عنده لعبة عليه أن يحافظ عليها , فاشترى له كبير القوم لعبة جديدة بدلاً عنها , و منهم من باعها بسعر جيد , مع ملابسها وجميع حاشيتها , و منهم من دهسها برجله لأنه مل منها , و هو الآن يبحث عن هذا الكبير لتهيئة لعبة جديدة تليق بمقام ملك أو وزير وليس بمكانة طفل صغير , على أن تكون محفوظة ضد الخدش أو التزوير .

وهكذا أنهى لكم هذا التقرير , و أنا أكتب لم من جانب نهر كبير , له جلبة عظيمة ولمياهه خرير , وهذا التقرير يصلح قصة لطيفة , نقرأها لأطفالنا قرب نبع الفيجة , بعد أن نكون قد تناولنا معهم كمية من البوشار و العوجه , أما أنتم أيها الكبار فنصيحتي لكم أن تتفرجوا على تمثيلية ظريفة قبل النوم في الغرفة المكيفة , لتستيقظوا غداً بأحسن نشاط , و لتلحقوا الدوام قبل أن يصرفكم المدير نهاية العام , بحجة تخريب المال العام , أو بسبب النوم أثناء الدوام , وهذا لا يليق بمن همته عالية على الدوام .

 و في الختام نصلي ونسلم على خير الأنام , سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام .

هل وصلت الرسالة وفهمتم مضمونها ؟