لعبة الامم
ملجا العامرية ..وانفجار بيروت...وقنبلة هيروشيما!!!
للصراعات الدولية انعطافات حادة ...تتغير بعدها موازين القوى وربما الخرائط الجغرافية والانظمة السياسية ....الهجوم الامريكي النووي على اليابان قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية كان منعطفا قاسيا دخل العالم بعده تغييرات جيوسياسية عميقة استمرت وما تزال لعقود طويلة.
تفجير ملجا العامرية أثناء حرب الخليج الثانية كان هو المنعطف الذي أقنع صدام حسين بالاستسلام على مضض والقبول بالهزيمة والواقع المفروض من المنتصر.
انفجار بيروت ربما سيكون المنعطف الذي سيترجم على الواقع موازين القوى الإقليمية بالشرق الأوسط وفرض الشروط المذلة من الأقوى على شعوب مغلوب على أمرها ادمنت الهزائم منذ عقود.
زيارة الرئيس الفرنسي ( مندوب القوة العظمى )لانقاض بيروت هي بمثابة تحضير مراسم دفن الدولة اللبنانية بصيغتها الحالية وقرع جرس التفاوض على شروط الاستسلام ورسم خريطة التدمير للمنطقة المحيطة بالدولة العبرية وربما توقيع معاهدة ترامب - نتيناهو بديلا عن شقيقتها سايكس بيكو بعد ان تغيرت موازين القوى العالمية المسيطرة على الشرق الأوسط وتغيرت معها تقسيم الغنائم ومناطق النفوذ.
الايام المقبلة ستشهد ربما تصريحات فجة ولقاءت مفاجئة بين الأعداء الاخوة !! والأخوة الأعداء ويتغير معها خريطة التحالفات وتنقلب العديد من المصطلحات والمفاهيم.
**************************************
إنها لعبة الامم الاشد مكرا... !!
يفتح الغرب ابواب بنوكه للسارقين والفاسدين من علية قومنا....... يغريهم بسرية الحسابات والفوائد المتراكمة...... قبل ان يسرب بعض الارقام الفلكية لثرواتهم فيثير حنق وغضب العامة من شعوبنا لينتهي المطاف بتجميد اموالهم (والتي هي أموال الشعب المنهوبة) ....فيسارع الناس لتهنئة بعضهم البعض نكاية بالسارقين وظلمهم ....لتنتهي الثروات عند .....الشرفاء الذين سرقوا السارقين!! تلك ربما قصة تختصر حكاية أمة سادت العالم لقرون قبل ان تصبح غنيمة يقتسم خيرها اللئام والكرام.
الساذج وحده ربما هو من يعتقد أن من وظف السجان وامده بكل أسباب السيطرة على السجين ...يمكن أن يساعد السجين على استرداد حريته!.
الرئيس اللبناني ميشال عون هو ربيب السياسة الفرنسية بل طفلها المدلل واحد مواطنيها ولعل منظر العماد وهو يلجأ إلى السفارة الفرنسية ببيروت قبل عقود ثلاثة ما زال يدق بالذاكرة ...الرجل نفسه عاد من باريس بعد عقدين من الزمن ليشكل غطاءا سياسيا وشرعية دولية لحزب الله اعانته كثيرا للتمكين والسيطرة على منافذ لبنان ومفاصله الحيوية.
يراهن بعض اللبنانيين على حنان الفرنسيين ونخوتهم ...يسارعون الى البكاء امام الرئيس الفرنسي ومطالبته بالتصدي للطبقة الفاسدة !!ليقف هذا الرجل النشامى ليؤكد لهم انه يحب لبنان وانه اختار الربطة السوداء اثناء زيارته حزنا على ضحايا زلزال بيروت .
لم يخطر على بال أحدهم ان يطالبه ربما ان يكشف فقط عن حسابات الفاسدين ( حسب وصفه) المتراكمة في بلاده قبل ان يغرق لبنان بمزيد من الديون والهوان.
لم يخطر ببال أحدهم ان يسأل ماكرون كيف لزعيم ماروني لبناني مازالت طائفته ترتبط بالحبل السري مع امه الحنون فرنسا منذ عقود ...كيف له أن يكون التؤام السياسي لأبناء الخميني لولا انها ........
لعبة الامم الاكثر خبثا.
ستفاجى أمة غثاء السيل يوما ما ربما بان الخبثاء من اعدائهم لم يتركوا تفصيلا واحدا في كل مجالات حياتهم الا وقد افسدوه بعد ....ان يقنعوهم أنهم هم (اي عامة العرب ) هم الفاسدون !!تماما كما اقنعونا منذ زمن بعيد ......ان لا أحد يريد الحرب سوانا!!وانهم هم الضحايا ونحن المعتدون بل أنهم يتمنون الخير لنا ونحن ندعو عليهم !!وانهم شاركونا ثرواتهم ونحن الانانيون.....ومن لا يصدق فهو.....المتطرف وربما الإرهابي............انه لعبة الامم الاشد مكرا !!
**************************************
سعد الجبري واسرار داعش التي لن ..
تخرج..!!
الرجل اللاجئ بعيدا في كندا ..لم يكن مساعدا لوزير الداخلية السابق كباقي كبار الموظفين ...الجبري كان مكلفا بمحاربة الارهاب و....اشياء اخرى !!كان مقربا من الامير بندر بن سلطان وتم اختياره بعناية لتمويل الجماعات الإرهابية كداعش واخواتها وشد عضدها ...من صندوق سري وضع تحت تصرفه دون حساب او رقابة ...ضابط الاستخبارات السابق يملك في خزانته كل الوثائق التي تثبت دعم القيادة السعودية لمن.... حاربتهم بعدها بشدة وحاربت معهم الاسلام السياسي ودمرت بمعيتهم الثوار المعتدلين و بلادهم...وثائق لو سمحت المحكمة الأمريكية بنشرها لاصبح وضع الرياض ربما شبيها بحال العراق بعد غزو الكويت ..!!من حصار خانق وضائقة مالية ومازق سياسي حاد.
القادة الامريكيون يعشقون الاثارة والتشويق وحشر أعدائهم و...أصدقائهم بالزاوية الضيقة حتى تبتز الجميع تحت عنوان إحقاق الحق وحقوق الإنسان واحترام المبادئ .
قبول دعوى( الرجل المقيم بكندا )بقضية محاولة اغتيال تمت( بعيدا عن امريكا) ...قبولها بواشنطن ربما ستكون العصا التي ستجبر السعوديين على الذهاب سريعا و بلا تردد الى حيث يريد ترامب ووصهره كوشنر ...الى مصافحة نتيناهو واعلان محور جديد يضم السنة المعتدلين جدا و أصدقائهم الإسرائيليين خلال اسابيع قليلة وهذا ربما يفسر الخطوة الإماراتية المفاجئة نحو تل أبيب للتمهيد وتسهيل الخطوة السعودية المنتظرة.
أسرار لن تخرج الى العلن على الاغلب ...ولكن سيتم التهديد بها وتسريب بعض عنوانينها حتى يحقق ترامب غايته..... قبل ان يتم التسوية بين الطرفين برعاية .....من عينهما كلاهما ومن يعتبرهما الطفلان المدللان له هناك.
قضية الجبري تؤكد أن قصة داعش لم تنتهي بهزيمتها الساحقة بعد صعودها الصاروخي المذهل ...ملفات داعش وجبهة النصرة ومن ورائهما ستكون ربما ملفا ساخنا خلال الفترة القادمة ولن ينفع حينها أحدهم ان يقول ان أمرا جاءه من بعيد يحثه على دعمهما....تماما كما لم ينفع صدام حسين تذكير العالم بالضوء الأخضر الذي اعطته اياه السفيرة الأمريكية ببغداد حينها لغزو الكويت.
وسوم: العدد 890