الأسير أشرف السباح من غزة
أصيب بثماني رصاصات وحكم عليه بالسجن 12 عاماً
لم يشفع رصاص الاحتلال الاسرائيلي لحياة شاب جامعي في أول عمره ومشواره.. ولشاب انطلق في بداية حياته، لتستقر تلك الرصاصات التي أطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي في جسده، وتعطل حركته وتعثر دراسته الجامعية، ثم يلقى به في السجون.
إنه الأسير أشرف عبد الغني حسن السباح، من مواليد: 4/9/1981، من حي النصيرات في مدينة غزة، وهو طالب في جامعة الأزهر بغزة في عامه الثالث، وكان يدرس خصص الخدمة الاجتماعية.
وتتحدث عن الأسير السباح والدته الحاجة (أم أشرف)، والتي قالت لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن اعتقال نجلها كان عذاباً وألما ًوحسرة، خاصة بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها.
وتشير أم أشرف، إنه وفي ذلك الحين كان الأمر الأصعب هو اعتقال الاحتلال له فور إصابته بثمانية رصاصات، وكان ذلك بتاريخ: 29/10/2003، وقد برر الاحتلال فيما بعد قيامه بإطلاق الرصاص على أشرف، بأنه دخل منطقة "ممنوع العبور إليها".
وتكمل:" بعد أن نقل أشرف إلى مشافي الاحتلال وكان وضعه الصحي خطير للغاية، حيث تركزت إصابات الرصاص في كلا قدميه، وأجريت له أكثر من عملية جراحية ونزف الكثير من الدماء، وأصيب بتهتك في العظام، وكانت العائلة لا تعلم شيئاً عنه إلا بعد أسبوع من اعتقاله، فعلى الرغم من وضعه الصحي وقيام الجنود باعتقاله وهو جريح ينزف، إلا إن الاحتلال مارس أيضاً حرباً نفسية على العائلة، بالتكتم عن أي معلومات عن أشرف لمدة أسبوع كامل".
وتواصل أم أشرف حديثها لأحرار وتقول:" ابني شارف على الموت في مشافيهم... لقد عذبوه في جراحه، مؤكدة إن ضباط الاحتلال الاسرائيلي كانوا يأتون لأشرف في مشفى الرملة الذي مكث فيه ثلاثة أعوام، ويحققوا معه وهو شبه فاقد للوعي ويسألونه أسئلة كثيرة وهو يئن ويصرخ من شدة الألم، فكانت جراحه لا تزال جديدة.
ويقول مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إن "أشرف يعاني جراء إصابته، وحتى الآن لا يستطيع النهوض على قدميه إلا بمساعدة عكازه الذي لا يفارقه".
كل تلك الأخبار عن وضع أشرف الصحي كانت تتوارد للعائلة من بعيد وعبر المؤسسات الحقوقية ومؤسسات الصليب الأحمر في غزة.. إلى أن تمكنت أم أشرف من زيارته لأول مرة بعد اعتقاله بعامين في مشفى سجن الرملة وهناك شاهدت وضعه الصحي وقالت إن رصاصات الاحتلال قضت على أحلام رسمها أشرف لنفسه ولنا... وإنها بكت لما رأته غير قادر على السير، لكنه كان يبتسم لها ويقول ورغم كل الألم الذي يعانيه:" أنا بخير يا أمي أنا بخير... طمئنيني عنكم وعن إخوتي وأخواتي".
تلك الصورة وذلك المشهد الذي رأت فيه أم أشرف ابنها لأول مرة غير قادر على المسير... يجعلها تبكي بحرارة كلما تذكرته..
وبعد قضاء أشرف ثلاثة أعوام متواصلة في سجن الرملة، قام الاحتلال بنقله لأكثر من سجن وكان آخرها سجن نفحة الصحراوي، وقد حكم الاحتلال عليه بالسجن 12 عاماً، والتهمة كما ذكرت سابقاً دخول منطقة "ممنوعة".
ولم يكتفي الاحتلال الاسرائيلي وكعادته بتعذيب الأسرى نفسياً، فقد تعرض الأسير السباح ووفق ما قالته عائلته لمركز أحرار، للعزل أكثر من مرة في سجني جلبوع وبئر السبع ولفترات مختلفة، على الرغم من وضعه وحالته الصحية، وقد خاض أشرف إضراباً مفتوحاً عن الطعام أكثر من مرة بسبب الظروف الاعتقالية والعزل وعدم إعطائه العلاج اللازم.
وحتى الآن... تؤكد عائلة الأسير أشرف السباح إن ابنها يعاني من آثار تلك الإصابة والتي لم تكن بأي إصابة، وإنما كانت إصابة شلت حركته بشكل أكثر من نصفي وجعلته يستند ويتكئ على عكاز وهو في شبابه، فأشرف الذي كان طالباً جامعياً بقواه.. أصبح الآن أسيراً متنقلاً من سجن لآخر يرافقه عكازه.
وتقول العائلة لأشرف الذي غاب عنه:" اشتقنا إليك يا ثغراً باسماً ويا بلسماً للجروح.. اشتقنا لرؤيتك بيننا وفي كنف العائلة"... فأشقاء أشرف جميعهم ممنوعون من الزيارة ولم يتمكنوا من رؤيته منذ أن اعتقل، ويواصل الاحتلال رفض تصاريحهم بحجج "أمنية".