السوريون في حاجة لتعلم فن السياسة

م. شاهر أحمد نصر

[email protected]

تشي تصريحات بعض المسؤولين في هيئة التنسيق، والإتلاف، بمقاطعة مؤتمر جنيف أنهم سيكونون من أوائل ضحايا الحل السياسي، إذا تم الوصول إليه، وسيضعون أنفسهم في موقع مناهض لتطلعات ملايين السوريين في البحث عن الحل السياسي، الذي من الضروري ألا يتجاهل محاسبة من تسبب في هدر دم السوريين وفي تدمير البلاد... وقد يسر موقف هؤلاء، وضيق أفقهم الكثيرين، ولسان حالهم يقول: "على نفسها جنت براقش"، وهم لا يدرون أن في ذلك خسارة لسوريا؛ تتجلى في أن بعض المتنطحين لحل مشاكلها عاجزون عن حل قضاياهم الذاتية، وفاقدو الرؤية السليمة للتعامل مع الواقع... هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، كلما ازداد عدد ونوع الضحايا، ازدادت خسارة سوريا، والضحايا لا تقتصر على الأرواح والدماء البشرية، ولا على الأشياء المادية وحدها، بل وتشمل الضحايا السياسية من شخصيات وتنظيمات سياسية، فسوريا في أمس الحاجة للتعددية السياسية من مختلف المشارب الوطنية، وكل مهتم بالشأن العام عليه الاهتمام في إغناء هذه التعددية، لا في تحجيمها وإقصائها... وما السعي بعكس ذلك إلا دلالة كبيرة على حاجة الكثير من السوريين الماسة لتعلم ألف باء فن السياسة.