قسماً بالذي رفع السماء بلا عمد! معظم السوريين لا يستحقون الحرية؛ ولا الحياة الكريمة
إن الحرية هبة، ومنحة ربانية، وهبها الله تعالى لكل المخلوقات؛ وهي صفة مميزة للإنسان، على أنه أكرم المخلوقات طراً، كما ذكر سبحانه (وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا) {1}. وكما قرر عمر بن الخطاب في قولته المشهورة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!).
الحرية غالية جداً جداً، لا تقدر بأي ثمن من متاع الدنيا، بل هي أغلى من الدنيا كلها. ولا يعرف قيمتها الحقيقية، إلا من سُجن، أو أعتقل في أي مكان في العالم - حتى ولو كان السجن في منتهى الرفاهية في مكان ما - فطالما أن حرية الإنسان قد قُيدت، وأصبح ممنوعاً عليه، أن يعمل أي عمل يريده بحرية تامة، فهو في حالة بؤس، وشقاء نفسي مرير، وشعور بالمذلة، والمهانة، وإحساس بالتيه؛ والضياع؛ وشعور بالاكتئاب؛ والحزن؛ والألم الداخلي!
ورفاهية السجن! مهما كانت درجتها - إن جاز لنا أن نسميها رفاهية -! فهي قياسٌ ومقارنةٌ بسجون أخرى، لا يتم فيها سحق الإنسان، وتعذيبه، وتحطيمه، ومن ثم هلاكه! فقد تعتبر رفاهية نسبياً!
المفروض ممن تحرر من السجن
المفروض منطقياً؛ وعقلياً؛ وإنسانياً؛ وعلمياً؛ أن الشخص الذي ذاق مرارة السجن؛ وعذاباته؛ وآلامه؛ وأتراحه؛ وأحزانه؛ وتعرض للمذلة؛ والمهانة؛ وسحق الكرامة؛ وللتعذيب الجسدي والنفسي، بكافة الأشكال والصور، في سجون الأسد! ثم من الله تعالى عليه بالنجاة من هذا الجحيم، الذي لا يُطاق! أن يعتبر؛ ويقدر حجم الكارثة الأليمة؛ والمأساة الإنسانية التي كان يعانيها! والمفروض فيه! حينما يتحرر منها، أن يحمد الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، على نجاته من شر مستطير، ومن هلاك كاد أن يميته!
ومن ثَمَ! فعليه حينئذ، أن ينطلق في الحياة، ليتعامل مع الناس بكل حنان؛ ولطف؛ وأدب؛ واحترام لإنسانيتهم – أياً كانوا – فيرفض رفضاً قاطعاً، أن يؤذيهم، ولو بشطر كلمة! بله، أن يستعبدهم؛ ويستكبر عليهم؛ ويتحكم فيهم؛ ويستبد بهم؛ ويطبق نفس الأسلوب الطاغوتي! الذي كان زبانية الأسد، يطبقونه معه!
هذه قوانين المنطق؛ والعقل؛ والأخلاق؛ والقِيَم؛ والفطرة البشرية السوية! بله، قوانين الدين – إن كان من المتدينين – تقول هكذا! أنه يجب على من يتحرر من سجون الطاغية الأسد، أن يشعر وكأنه وُلد من جديد؛ ويتعامل مع الناس جميعاً – وإن اختلفوا معه في عقيدته؛ ودينه؛ وفكره؛ وآرائه – بكل طيبة؛ ورأفة؛ ورحمة؛ وحنان؛ وحب؛ ومودة.
إن الإنسان ليطغى إذا تحرر
ولكن! واأسفاه؛ والوعتاه؛ واحسرتاه؛ وامصيبتاه! كما ذكر الله تعالى: إن الإنسان ليطغى، حينما تكثر أمواله (كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَيَطۡغَىٰٓ ﴿٦﴾ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ) {2}.
وعلى نفس النسق! فإنه يطغى؛ ويستبد؛ ويتنمر على عامة الناس؛ حينما يتحرر من عبودية السجن! وذلك بسبب عقد النقص! المتشربة في قلوبهم؛ وما يسري في حناياهم، من حب الاستعباد؛ والاستبداد بالآخرين، التي ورثوها؛ وتعلموها من نظام الأسد! والتي زرعها في عقولهم، منذ نعومة أظفارهم؛ وتفتح عيونهم على الحياة، طوال خمسين عاماً من الخنوع؛ والرضوخ؛ والاستعباد؛ والاستبداد في آن معاً! فهي تدفعهم دفعاً إلى فعل ذلك العمل المشين بأهلهم! بدلاً من الانتقام ممن ظلمهم!
فالموظف الصغير، يرضخ للموظف الكبير! وهذا الموطف الصغير، إذا صار موظفاً كبيراً! يستعبد؛ ويذل؛ ويهين من دونه!
إنها حلقة متصلة؛ ومستمرة؛ ومغلقة من الخنوع؛ والاستخذاء؛ والاستعباد؛ والاستبداد؛ والجبروت؛ والطغيان؛ تدور دون توقف، كما تدور الأرض حول الشمس! كل ذلك لكي يُنفِّس عن نفسه، ما ذاقه من محن؛ وبلاء شديد! فيُفرع كل سخطه؛ وغضبه على إخوانه البرآء، المساكين، الذين كانوا يتعاطفون معه أثناء سجنه؛ ويبذلون كل جهدهم لتحريره، فكان جزاؤهم على يديه، جزاء سنمار!
وهذه ليست حوادث فردية، أو طارئة، أو عارضة! يمكن التغاضي عنها؛ وعدم المبالاة، والاكتراث بها، ولكنها نهج شائع، يسير عليه معظم السوريين – إلا من رحم الله –!
ليس الهدف تشويه سمعة السوريين
وما أريد بهذا الخطاب، أن أظلمهم، أو أشوه سمعتهم – فهم بنو قومي ابتداءً وانتهاءً؛ وما يمسهم يمسني – ولكني أريد الإصلاح ما استطعت؛ وأريد أن يصحوا؛ ويفيقوا من سباتهم؛ وغفلتهم!
وقد كتبت قبل أكثر من ثمان سنوات، مقالاً بعنوان (هل غيَر السوريون من طباعهم وأخلاقهم حتى يستحقوا النصر؟) {3}.
وقد تبين، بعد مضي عشر سنوات عجاف على الثورة، ما هو أدهى؛ وأمر! أنهم، ليسوا فقط لم يغيروا من طباعهم وأخلاقهم، بل ظهر بعد هذا المقال، ما هو أنكى؛ وأمر؛ وما يشيب لهوله الولدان!
فخرج من تحت الرماد، أفاعي؛ وسحالي؛ وضفادع؛ وعقارب! وسُلِمَتْ مناطق بأكملها، مع أسلحتها الثقيلة، إلى النظام الطاغوتي، الذي ثاروا عليه!
تواطؤ بعض الفصائل مع نظام الأسد
وقد تبين أيضاَ، أن قسماً كبيراً منهم، كانوا متواطئين معه، وينسقون بينهم، ليخدعوا الناس المغلوبين على أمرهم، ويضلونهم عن سواء السبيل! (ولا ننسى تواطؤ بعض قادة الفصائل في هذه المناطق وخيانتهم لأهلهم وثورتهم وانخراطهم في مشاريع تخدم مصالحهم الشخصية ومصالح مشغليهم وتصب في إعادة إنتاج الأسد وعصابته).{4}.
وها هي الذكرى الرابعة لتسليم حلب كاملة، بقضها؛ وقضيضها؛ وصواريخها؛ ومدافعها! تطل علينا هذه الأيام الكئيبة الحزينة! وقد تشرد أكثر من مائة ألف إنسان بريء، مع أطفالهم؛ ونسائهم، في البرد؛ والصقيع؛ والثلج! فأحدث تسليمها، شرخاً كبيراً؛ وجرحاً عميقاً، في جسم الثورة، لم يندمل؛ ولم يلتئم حتى الآن! {5}.
علماً! بأنه حينما انطلق السوريون في ثورتهم العفوية، قبل عشر سنوات، كان معظمهم صادقاً؛ ومخلصاً؛ ومندفعاً بحماس منقطع النظير، للتخلص من هذا الجبروت - الذي جثم على صدورهم؛ وخنق أنفاسهم لأكثر من أربعين سنة - وللتحرر من سطوة عائلة الأسد، وطائفته التي كانت تسيطر على كل شيء في البلد، بالرغم من عددها القليل، الذي لا يزيد عن 10% من السكان.
حينما بدأ السوريون، ثورتهم المجيدة، ظنوا أنها أيامٌ معدوداتٌ، وينقلع النظام مع أركانه، كما انقلع غيره في تونس، ومصر! وما خطر في بالهم، أنها ستمتد عشرة أشهر، بله، عشر سنوات!
وما إن بدأت الأيام تتطاول، وعمر الثورة يمتد، حتى بدأت تظهر أخلاق السوريين على حقيقتها، وأخذ يظهر ما كان خافياً؛ وكامناً تحت الرماد!
وأخذ الطيبون الصالحون، والمتقون الأخيار، يتساقطون شهداء، صرعى في ساحات الوغى، ويتسلم زمام الأمر، المتاجرون بالدماء الطاهرة الزكية، والمتسلقون على حبال الثورة، ليجنوا منها متاع الدنيا الرخيص، الدنيء الحقير!
وبذلك تَسَوَدَ على هياكل الثورة – سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو خيرية أو عسكرية – جهالُ السوريين؛ وأشرارُهم؛ وأراذلُهم؛ وسفاؤهُم!
فانطبق عليهم الحديث الصحيح، الذي يرويه أبو هريرة (تأتي على النَّاسِ سَنواتٌ [خدَّاعاتٌ] يُصدَّقُ فيها الكاذبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصَّادقُ، ويؤتَمنُ فيها الخائنُ ويخوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ الرُّوَيْبضة قيلَ: يا رسولَ اللَّهِ وما الرُّوَيْبضةُ؟ قالَ: الرَّجلُ التَّافِهُ يتَكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ).{6}.
ولكن هل المشكلة في سورية فقط، تتجلى بسيطرة شرذمة قليلة من الأشرار؛ والسفهاء؛ والفجار؛ وتجار الدماء، وسارقي أموال الثورة، على مقاليد الأمور؛ والتحكم في مصير ملايين المهجرين؛ والنازحين؛ والمشردين! والتي قد أفضنا في الحديث عنها في مقال مستقل منذ شهرين بعنوان (هل الشمال السوري المحرر.. محرر؟!){7}.
أم أن هناك شيئاً آخر، أكبر من ذلك؛ وأفظع؟! الحقيقة المرة، أن الوضع أسوأ؛ وأشر من ذلك بكثير وكثير! ويشي بأن هذا الشعب البئيس، التعيس، المظلوم! لا يعاني الظلم؛ والاضطهاد؛ والاستبداد! فقط من قبل جهات خارجية معادية! وإنما الظلم الأشد؛ والأقسى! من نفس الشعب!
إنه يظلم نفسه بنفسه؛ ويعتدي بعضه على بعضه؛ ويستعبد؛ ويستبد؛ ويطغى؛ ويقهر؛ ويذل؛ ويهين بعضه البعض الآخر! حتى أنه يتقاتل ويتصارع مع بعضه البعض في بلد النزوح، جهاراً نهاراً! أمام الذين يكرهونهم من أهل ذلك البلد، والذين لا يكفون عن المطالبة بإخراجهم منه؛ ويعتبرونهم عالة عليهم!{8}.
ولو أجريت إحصائية، لوجد أن عدد الذين يقتلون من السوريين على أيدي السوريين، أكثر ممن يُقتلون على أيدي غيرهم! وما قصة قتل الناشطة (عروبة بركات وبنتها) على يد قريبها قبل ثلاث سنوات، عنكم ببعيدة!{9}.
معظم السوريين يمارسون نفس أسلوب بشار في الاستبداد
ولا يتورع أي واحد منه – إلا قليلاً منه – أن يمارس نفس الأسلوب الدكتاتوري، الاستبدادي، الذي يمارسه بشار وزبانيته فيه! بل قد يكون أشد وحشية؛ وأخس؛ وأنذل؛ وألأم؛ وأشرس! وعند سجون الفصائل المسلحة وغيرها في الشمال.. الخبر اليقين.
إنها هستيريا الحرية! إذا حصل عليها، غوغاؤهم؛ ودهماؤهم؛ وأوشابهم؛ وليس لديهم أي رادع من إيمان؛ ولا تقىً؛ ولا خوفٌ من المنتقم الجبار؛ ولا مبالاة بعذابه الشديد؛ ولا تقدير لعظمة الخالق. فسيفعلون ما يزينه لهم الشيطان، وما تحدثه به أنفسهم، وهواهم (مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ){10}.
وهذا نموذج واحد، من مئات أو آلاف النماذج، التي تظهر مدى الاستبداد والطغيان الذي يمارسه أناس، زعموا أنهم خرجوا ضد نظام الأسد.{11}.
ممارسة الاستبداد على وسائل التواصل الاجتماعي
والشيء الأغرب؛ والأعجب؛ والأدهش في عقلية معظم السوريين! ما يمارسونه على وسائل التواصل الاجتماعي، من خفة عقل؛ وانحدار في التفكير؛ واسفاف في الأخلاق؛ وتنمر على الآخرين؛ واستعبادهم؛ والاستبداد بهم! وكأنهم يريدون أن يشفوا غيظهم؛ ويستمتعوا؛ ويتلذذوا بالسيطرة على الناس؛ والتحكم بهم! ويَروُون ظمأهم؛ ويطفئون غليلهم، المتعطش إلى استعباد الناس، وإذلالهم، وإهانتهم!
فترى الواحد منهم – حتى يُظهر فرعنته؛ وسطوته؛ وخيلاءه؛ وتنمره – يُنشئ صفحة على صفحة الكتاب (الفيس بوك) يطلق عليها مجموعة كذا.. ويوظف نفسه، كلب حراسة لهذه الصفحة الافتراضية، فلا يسمح لأحد أن ينشر شيئاَ، إلا بعد موافقة حضرته!
هذا هو الخبل! والعته؛ والجنون؛ والانحدار الخلقي؛ والعطش الشديد؛ والنهم الجشع؛ والرغبة الجامحة، لاستعباد الآخرين؛ والهيمنة عليهم – ولو بهذه الصفحة الافتراضية، المهددة بالزوال في أي لحظة - يتمثل في أحلك؛ وأسود صوره القاتمة، المرعبة، المهينة للنفس البشرية!
وإذا ما انتقد أحد ما! صاحب المجموعة، عبس وبسر، ثم أدبر واستكبر، وأرغى؛ وأزبد؛ وألغى عضويته في المجموعة! وحكم عليه بالإعدام؛ ومنعه من النشر! إنه حكم مطلق لا يقبل الطعن؛ ولا الاستئناف؛ ولا الاعتراض! يضفيه على نفسه ذلك المتبختر، المفتخر بامتلاكه صفحة هلامية، وهمية!
ونفس الشيء إذا ما انتقد أحد ما! شخصاً ما، على صفحته، أو منشوره، ولم يعجبه ذلك الانتقاد! ألغى صداقته، وألغى انتقاده! وربما سبه؛ وشتمه؛ ولعنه قبل إلغائهما!
فإذا كان هؤلاء المهابيل! لا يملكون إلا صفحة إلكترونية افتراضية، يمكن أن تختفي في أي لحظة! ومع ذلك يفعلون هذه الأفعال القبيحة، الشنيعة، من الاستبداد، والاستعباد!
فكيف إذا سيطروا على إدارة حكومية، بعد زوال الأسد؟! إذن سيتحكمون بالعباد أسوأ؛ وأشنع؛ وأشر من أزلام الأسد بكثير! ويذيقونهم الويل والثبور!
فهل مثل هؤلاء! يستحقون النصر؟ أو يستحقون الحرية؟ أو يستحقون العيش بعزة وكرامة؟ وهل هم جديرون بأن يديروا أمور الدولة بالعدل؛ والإنصاف؛ والقسط بعد زوال حكم الأسد؟!
اللهم فاشهد! إنهم أتفه؛ وألأمُ؛ وأخسُ؛ وأقلُ شأناً من أن يسلطهم رب العالمين، على عباده! بعد هذه التضحيات الجسام؛ وبعد أعداد القتلى الذين تجاوزوا المليون، وآلاف الجرحى، والمعاقين، والمعتقلين، والمشردين، والنازحين!
المصادر:
- الإسراء 70
- العلق 6-7
- هل غيَر السوريون من طباعهم وأخلاقهم حتى يستحقوا النصر؟ http://www.scagc.org/article.php?art=741
- الجنوب السوري ومعركة المصالح https://www.syria.tv/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD
- مسار تسليم حلب https://www.zamanalwsl.net/news/article/120629/
- الدرر السنية
- هل الشمال السوري المحرر.. محرر؟!
- جرحى سوريين بشجار بين عائلتين في أحد شوارع أسطنبول في تركيا https://xeber24.org/archives/198142
- عنب بلدي https://enabbaladi.net/archives/174242
- الحج 74
- (حكاية ما انحكت).. سجن العقاب https://syriauntold.com/2020/04/21/%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%B3%D8%AC%D9%88%D9%86-%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AF/
وسوم: العدد 909