نجاح حوار القاهرة مقدمة لنجاح الانتخابات الفلسطينية
اصدار الرئيس ابو مازن المراسيم الرئاسية لاجراء الانتخابات والتي كانت بمثابة صافرة البداية لينطلق قطارالديموقراطية الفلسطينية التي غيبت علي مدار 15 عام حتي الان نتنيجة الانقسام الاسود وتبعاته ولم تتاح الفرصة للمواطن الفلسطيني لاستعادة حقوقة المدنية في الترشح والانتخاب بعد انتهاء المدة الدستورية للمجلس التشريعي المنتخب عام 2006 وبالتالي لم تعط الفرصة للمواطن لكي يغير ويحدث تمثيله السياسي علي الاقل بما يتلائم مع متطلباته الحياتية وحقوقة المدنية وطموحاته السياسية . منذ ليلة الجمعة الخامس عشر من يناير الحالي بدا الجميع يتجهز لهذه العملية التي من شانها ان تشكل قاعدة مهمة للمصالحة الوطنية علي اساس الشراكة الكاملة وخلال ذلك بدات الفصائل تجهز نفسها للمرحلة القادمة سواء التي ستشارك في الانتخابات او التي ستتحفظ علي المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي والرئاسة وهذا حق اساس لجميع الفصائل الفسطينية , بالرغم من ان عجلة القطار بدات في المسير نحو الخطوة الاولي وهي تحديث السجل الانتخابي الا ان البعض مازال يشكك في امكانية وصول الانتخابات باشكالها الثلاثة الي المحطة النهائية التي نستطيع معها ان نخلق شراكة حقيقية علي الارض ونشكل مجلس وطني قادر علي خوض معركة التحرر من خلال بنا استراتيجية وطنية يتلزم بها الجميع ويعمل من خلالها الجميع .
هذا الاسبوع عقدت في رام الله اجتماعات الاطر القيادية لحركة فتح ,اللجنة المركزية والمجلس الثوري واعتمدت بالطبع خلال هذه الاجتماعات خطوات مهمة بهدف ازالة كافة العوائق المحتملة امام قطار الديمقراطية الفلسطينية واهمها كيفية تهيئة الشارع الفلسطيني ليتخذ مواقف ايجابية باتجاة الانتخابات والمشاركة فيها بحرية ودون ان يشتري او يستغل فقره لحالة سياسية تشكل عبأ جديدا علي الشعب . وهنا لا اريد ان اتحددث عن القرارات التي من شانها ان ترفع نسبة المشاركة في الانتخابات وتحقيق حركة فتح نصر كبير لانه لم يعد احد يعرف كيف لفتح ان تفعل ذلك قبل الاتخابات وليس بعدها ويعرف ان الوعودات ان طال امدها تحدث حالة انطفاء وطني لدي الجماهير الفلسطينية . تحدث الرئيس في اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح عن حوار القاهرة القادم وقال ان "فتح ذاهبة الي هناك بقلوب وعقول مفتوحة للحوار مع كافة الاخوة الشركاء في العمل الوطني والنضال من اجل التحرر واقامة الدولة الفلسطينية ,كما نحن شركاء في بناء الانسان وتعزيز وجوده علي الارض الفلسطينية من خلال عوامل الصمود المختلفة" وقال الرئيس ان "فتح ستلتزم بما يلتزم بها كافة الاخوة وان فتح مصممة علي انجاز الانتخابات باشكالها الثلاثة " ولعل هذه التصريحات تشكل قاعدة مهمة تصطف فيها الحركة للعمل من اجل انجاح الانتخابات .
حوار القاهرة مهم جدا في مرحلة مهمة جدا في تاريخ الشعب الفلسطيني لانها لا تقل اهمية عن اهمية حقه في تقرير مصيرة الوطني وسوف يترتب علي نجاح حوار القاهرة العديد من الترتيبات , اولها ان ما سيتفق عليه الفلسطينين سيشكل مقدمة لنجاح الانتخابات واجرائها بحيادية وشفافية وحيادية والقبول بنتائجها مهما كانت هذه النتائج لانها قرار الشعب الفلسطيني . ولا يتوجب ان ينحرف حوار القاهرة عن المسار المهم والذي ينتظرة الشارع الفلسطيني لطرح مؤشرات حقيقية يلمسها المواطن تعبر عن جدية الجميع نحو انهاء الانقسام مرورا بالانتخابات كما ويطرح المتحاورين الضمانات المطلوبة التي يتطلع اليها المواطن لتستمر الانتخابات حتي المرحلة الثالثة وهي انتخابات المجلس الوطني بالاضافة الي ضمانات مدعومة باطراف اقليمية ودولية لان يقبل الجميع بنتائج هذه الانتخابات ويخلي الساحة السياسية لاجل شراكة وطنية تؤسس لمرحلة يحقق فيها المواطن الفلسطيني قناعاته بانه استطاع ان يحدث تغيراً سياسيا ايجابيا لحكم رشيد يضمن له مستقبله ومستقبل ابنائه الذين تاهوا وتشتتوا بفعل الانقسام في عواصم العالم .
لابد من ان يتفق الجميع في القاهرة علي انهم بحاجة الي اعادة بناء الثقية مع االمواطن التي فقدها بسبب الانقسام ولابد وان يتفق الجميع علي ان المواطن الفلسطيني هو الذي سيقرر مصير هذه الفصائل ومكانتها في النظام السياسي الفلسطيني,لذلك لا يتوجب ابتداع الخطط التي من شانها ان تعطي نتائج انتخابات ترسمها الفصائل لنفسها من خلال تحالفات في قوائم اساسها مواجهة غضب الواطن الفلسطيني والتحايل علي صوته الانتخابي وبالتالي تحقق نجاح بقرار منه دون ان يدري . وهنا لابد من القول ان اي اتفاق علي قوائم وطنية ما لابد وان تاخذ بالحسبان االابعاد الخطيرة لاختيار قيادات سياسية اخطات في حق الواطن الفلسطيني خلال الفترة السابقة وكانت تتجاهل تماما رغبات وطموحات هذا المواطن وتجاهلت المساواة بينه وبين ابناء الحزب الحاكم في كل شيئ .
ان نجاح حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينينة مؤشر مهم جدا للمواطن الفلسطيني بان الجميع جاد بالمضي قدما نحو تذليل الصعوبات امام مسير قطار الديموقراطية الفلسطينية التي هي السبيل الوحيد للتغير ولعلي احذر من محاولات الاستخفاف بهذا المواطن الذي عاني ما عاني طوال 15 عام وواحذر من محاولة استنساخ مرحلة مشابهة للمرحلة السوداء التي عاشها طوال فترة الانقسام وعليهم ان يبتعدوا عن الاتفاقات والشراكات لاجل الحزب السياسي وحصته في الحكم ويبنوا شراكات وتحالفات من اجل المواطن وحقوقة ومستقبله الوطني والسياسي ومستقبل ابنائة ومسيرة تحررة من الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
وسوم: العدد 914