مصرُ يا راجمة الأنبياء وقاتلة الدعاة
لم يعد أزهرُك شريفا، ولم تعد كنانتك تحوي سوى السهام المسمومة الموجهة لصدور الأبرياء، ولم يعد نيلك يحمل القصص الرومانسية، فقد احمرّ بدماء شباب وشيوخ لا ذنب لهم إلا أنهم قالوا ربنا الله... لا يغادرك فرعون إلا ليحلّ محله فرعون أفجر منه، مُفتيك لم تعد له مهمة سوى التوقيع بالموافقة على إعدام الأبرياء الذين أدانتهم محاكم تعادي شرع الله وتسبح بحمد الطاغوت...حاربتِ كل أبيّ ونزيه وشريف يا مصر، وخلا جوّك للتافهين وأنذال الفنانين والإعلاميين الذين أفسدوا كل جميل فيك، وأسكتوا صوت كل حرّ في ظل تحكّم الدبابة في مشهدك...علماؤك يلعنون القرضاوي، دعاتك يسبون حسن البنا، أدباؤك يزدرون الرافعي، سياسيوك – وهم على أشقى رجل واحد – يتشفون في الرئيس مرسي...ماذا بقي لك من الحياء وماذا بقي لك من الحياة؟ كنّا نحبك لكن كيف نحبّ أرضا أصبحت تسبح بحمد الصهاينة وتقتل المؤمنين؟ ألم يعد فيك عرق ينبض؟ أنت التي قهرت الطاواغيت استسلمت للطاغية الدموي حامل لواء الغدر؟ منذ 12 عاما كتبتُ مقالا عنوانه "جزائري وأحب مصر"، أما اليوم فإني أتشرف بالشطر الأول من العنوان فقط.
وسوم: العدد 926