ماذا خسرت الثورة بسبب العلماء والمعارضة؟
عبد الله المنصور الشافعي
بسم الله ... قد لا يتخيل البعض حجم الخسارة الهائلة والفساد الذي تسببت بها معارضة السوء منذ أن جاءت على توان وتأخر وكأنها كانت تشك في استمرار الثورة فشكلت الوطني حبوا تقدم فيه قدما وتؤخر أخرى ثم ومن هذا المبدأ والمسلك ماكان لها من خيار يناسب طريقتها الدنية تلك غير رفع شعار الحل السلمي والحوار والذي بمقتضاه تم وضع قاعدة رفض كافة أنواع التدخل العسكري من حظر جوي إلى قصف جوي, وقد تسبب هذا الخيار -على عكس ما يوهمون الناس به في تحميل الغرب المسؤولية الأولى عن تعذر التدخل الجوي (وهذا أتحداهم فيه أنهم هم المسؤولون)- تسبب في كل ما تعاني منه الثورة من محن وعناء بل وربما تطاير شرره أبعد من ذلك.
أما فيما يتعلق بوِزر العلماء عامة والشام خاصة حيث لم يكونوا للثورة وَزر من دغل وخلل عمل المجلس فمن بعده وذلك بأن يكونوا للثوار أنصارا فإنهم خير من ائتمن ووُكِل ، لهذا فإني دعوتهم ومنذ آب/2011 إلى تشكيل مجلس شرعي يهيمن على الوطني ويستحث ويراقب خطاه ويدعو إلى مظاهرات في الغرب ... الخ مما لا حاجة لتكراره ، ثم إني دعوت منذ أشهر إلى مجلس للأمة يضع أسس التعامل والعلاقات بين فرق المسلمين فإنا في أشد الحاجة والله إلى التقريب بيننا بعد أن نسخ الله تعالى بثورة الشام خرافة التقريب بين السنة والشيعة ومن كان حاله في أهله الفرقه والتباعد فلا يدعو إلى التصالح والتقارب مع من دونهم قبل أن يصلح أمره مع خاصته ولكن من دأب حال المسلمين أنهم يأتون الأمور إما على تأخر واضطرار أو على عكس وانحسار . ودعوت من خلال هذه الدعوة إلى تشكيل وفد من العلماء عقلاء مرضيين (من مشيخة كل الفرق في الشام) وكان الهدف منه والذي لم يتفطن إليه سوى أحد أذكياء الدولة (داعش) وقادتها حيث اعتبره أخطر مشروع عليهم, بينما اعتبرني كثير من السذج أني من أولياء الدولة !, فقد كان القصد من كل خطتي الحيلولة دون وقوع الخلاف الذي كانت بوادره ظاهرة لكل مراقب متأمل يعلم ببواطن عقلية وطريقة تفكير كثير من قادة الدولة (داعش) وذلك عن طريق التزام بعهود ومواثيق تسمح للثورة من المضي في طريقها متحدة وفي حال ما إذا أبى علينا قادة الدولة هؤلاء فعندئذ يكون لدينا كشبه اجماع من العلماء بما فيهم شيوخ الدولة مما يؤدي بطبيعة الحال إلى سحب البساط من تحتها نحو جبهة النصرة والتي تفهمت الوضع في الشام وعملت بما تسميه سياسة شرعية كما يظهر جليا في تغير خطابها وخطاب رجالها كالصيدلاني اياد قنيبي والذي كان خطابه موافقا لخطاب الدولة ومؤيدا لها فانقلب عليها فكان القصد من هذا الوفد كسب كشبه الاجماع ضد قادة الدولة وكنت لا أعول كثيرا على اتفاق لأني أعلم أن قادة الدولة صعبي المراس وعندهم مشروعهم وهم مقتنعون به ولكني كنت أهدف إلى أمرين الأول عزل القادة في حالة إبائهم ما استطعنا وثانيا تحقيق ضغط نفسي عليهم يحد من تطرفهم وشذوذهم ويحسن معاملتهم قدر المستطاع وأيضا يتم الاتفاق على حل الخلافات العالقة ولكن قدر الله وما شاء فعل فلم يفهم علي ربما غير القلة النادرة ورجل الدولة المذكور .
إن الدعوى إلى محكمة مستقلة ليست وحدها كافية وهي فكرة مرفوضة أصلا من الدولة وهذا أمر بديهي عندهم فالدول لا تتحاكم إلى أفرادها بل تحاكم أفرادها من أجل هذا فإن هدف تشكيل وفد شرعي كان ضروري ولم يزل ثم إن المحكمة الشرعية المستقلة لا تزيد عن حل الخلافات الماضية والهدف من الوفد هو حل خلافات الماضي والعمل على توحيد العمل في الحاضر والمنع من الفتن والقتال في المستقبل
لقد ارتكب العلماء من الخفة والطيش وأظهروا من قلة الوعي السياسي والبعد عن المعاني والمقاصد الشرعية ما جعل منهم في مصاف قادة المجلس الوطني من حيث أفسد المجلس أثمن الفرص للخروج الحاسم والسريع من الأزمة وأوقع الأمة في دائرة عموم الفتنة مع النظام والعالم فكذلك فعل العلماء بتهجمهم الغير مسؤول على الدولة والبعيد عن كل حكمة وعقل ونقل فأثاروا الفتنة بين صفوف أهل السنة ومهدوا حقا لظهور ما يمكن تسميته بالصحوات والمتمثل في جبهة ثوار سوريا كل هذا وهم في معتزلون للساحة من وراء وراء !
في كل مرة يقودنا قليلي الخبرة والحكمة إلى طريق مسدود ؟ إن الدولة لن تتراجع ولن ترضى بما تراه ذلا وهوانا ومن سمع كلمة العدناني علم صدق بياني فما الحل ؟ وما رأي السادة العلماء في معالجة الفتنة ؟ والتي لا ريب كانوا أحد أسباب تطاير شررها وعمومها ... إن كل تأخير في معالجة الأزمة سيزيد من تعاظم الفتنة وتوالي التراجع والفواجع .
لا حل رغم كل ما فات وشاع إلا ما أدعو إليه من تشكيل وفد من علماء الشام الشباب دون من تورط بالتحريض والسباب ومن علماء السلفية المحايدة ومن علماء السلفية الجهادية (القاعدة) للوصول إلى حل عاجل يلزم جميع الفصائل ومن خرقه كان هو الباغي . وأيضا الكشف العاجل عن فاعل هذه الجرائم والآمر بها كتلك التي يزعمون أنها ارتكبت في مشفى الأطفال والمقر الرئيسي وأيضا من قتل الموسى ومن قتل ال 30 ورماهم في البير قرب قرية رئيس جبهة ثوار سوريا جمال معروف ... والله أعلم ولا حول ولا قوة إلا بالله.