جمعة الانذار الأخير لداعش

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

لسنا في سورية كشعب وثوار من دعاة الحرب ، ولسنا مع سفك الدماء ، ودليل ذلك ثورتنا كانت سلمية لقرابة السنة تقريباً ، وما حملنا السلاح إلا بعد أن فُرض علينا للدفاع عن النفس ، وتدريجياً واضطرارياً تحولنا الى تحرير الأرض من دنس كل أسدي قاتل ، او طائفي مللي أثيم ، لم نستدعي أحداً للقتال معنا ، في نفس الوقت الذي جاء فيه الغزاة ليقاتلوا شعبنا ويقتلوه ، ومع قلّة الإمكانيات واجهنا العدا في معركة غير متكافئة التسليح ، ووسط تآمر دولي وإقليمي مشين ضد ثورتنا المباركة ، ولولا إيماننا بالنصر بإذن الله لاستعادة كرامتنا وحريتنا ماصمدنا كل هذا الصمود الأسطوري العظيم ، فلم يكفينا السفاح المجرم بشار الأسد وعصاباته ، ولم يكفينا الدعم المللي الطائفي الفارسي الإيراني اللامحدود لهذه العصابات تسليحاً وتمويلاً وعتادا وجنوداً وخبراء ، وما ترُسله هذه الدولة المجرمة من أحقر أجنادها المتمثلة بالحرس الثوري الايراني وتوابعها من العراق المالكي المأفون ، وحزب الله الشيطاني ، وشذّاذ آفاق جمعهم الخامنئي اللعين من كل حدب وصوب ، بل زاد الطين بلّة مرتزقة الروس ، عدا عن خبرائهم وكل أسلحتهم التي يُقتل بها شعبنا المصابر من صناعة هذه الدولة الصليبية العدوانية المجرمة ، حتّى ابتلينا بما يُسمّى داعش ، اختصاراً لما يُطلق عليه بالدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق ، وما كنّا نُريد أن نصل الى هذا التعبير لولا أنهم وجهوا بنادقهم الى صدور أحرارنا ، ومناطقنا المُحررة ، بما صار يرمي بالشكوك الكبيرة حول ارتباط هذا التنظيم العضوي مع النظام الأسدي المجرم ، وإن كنت أستبعد مثل هكذا ارتباط تنافري ، ولكن العقلية التي تديره تؤدي في النهاية الى خدمة النظام ، إذ بالإمكان إدارة هكذا عقليات متصلبة بطرق ايحائية ، كمن يدلك تضليلاً على قاتل أبيك الذي تبحث عنه للانتقام منه وهو يعرف حمقك وتقتله ، فيكون المحرض من استطاع دفعك لهذه الجريمة ووجهك

والأمر لايختلف كثيراً مع داعش التي هددت اليوم بأنها ستنسحب مما أسمته نقاط الرباط " الجبهات " خلال 24 ساعة إن لم تُنفذ شروطها بما أسمته وقف القتال ضدها ، وعدم التعرض لمقاتليها ، وإطلاق سراح معتقليها ممن تمّ أسرهم مؤخراً وهي تراهن على انهيار الخطوط وبالتالي اقتحام حلب من قبل عصابات نظام الاجرام الأسدي ، ومثل هذا التصريح يأتي ليؤكد من يتهمون داعش بعدم الحرص على الثورة ، وأنها لم تقاتل كإيمان بالثورة ، بل تفضلاً منها ومعروفاً تُسديه ، وهو مايُفسره البعض على أنه تنظيم انتهازي لم يخض أي معركة كبرى مع النظام كما يقولون ، وإنما كانت معظم غزواته ضد جيش المعارضة ليهدد مثل هكذا تهديد ، ولأدعو الثوار أن تُعطى داعش الفرصة لنهاية الأسبوع والعمل على حقن الدماء دون تجيش أو تهويل أو نفخ بالكير الذي سيضر بثورتنا وأهلنا في سورية ، على أن يتخلل هذه المبادرة بوادر حسن نيّة ، وأن يكون اسم جمعتنا القادمة " جمعة الإنذار الأخير لداعش " لممارسة المزيد من الضغط للوصول الى حلول ، في نفس الوقت الذي أؤكد فيه على كلا الطرفين للتقدم بخطوات فيها إثبات لحسن النّية وبعث الثقة بين الطرفين لنزع فتيل الفتنة ، وأولهااطلاق جميع أسرى الثوار ، وتسليم قتلة الشهيد الدكتور حسين السليمان الى الهيئة الشرعية وكل من يثبت تورطه بجرائم من كل الأطراف ، والتسليم للهيئة بكل أحكامها ، على أن تستصدر داعش بيان ترفض فيه أي اقتتال مع الثوار ، وتتعهد بالتعاون مع كل فصائل الثوار المقاتلة ، لفتح صفحة جديدة ، في نفس الوقت وقف التجييش من الطرف الآخر ضدها ، لأنه باقتتالنا لن يستفيد منه إلا العدو الأسدي والطائفيين معه ، وإن ارادت الانسحاب داعش من النقاط أو الثغور كما قالت كيداً لترك فراغ فهي تُثبت على نفسها تواطؤها ، ومما لاشك فيه إنسحابها سيكون خير لها من أن تقاتل جموع الثوّار بشرط أن تكون حريصة على عدم وجود فجوة ،لأناشد الله الجميع الى المسارعة بنزع فتيل أي فتنة ، فحلب التي هم فيها تُقصف ليل نهار ، وسورية تُدمر ، وأهلها يُقّتلون ، ومن غير المقبول أن نتربص للعدو ومن هو محسوب علينا ، لاتمنى أن يتم الاصغاء لصوت العقل بلا مكابرة إن كانوا جميعاً يؤمنون بالله واليوم الأخر ، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.