مجرم الحرب بشار الأسد، يقلد أحد رموز حكم أبيه وسام الاستحقاق
أعلن إعلام نظام مجرم الحرب بشار الأسد عن منحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، لمجرم الحرب العماد "علي أصلان"، الذي يعرف عنه ارتكاب الجرائم ليس بحق السوريين فحسب بل يضاف إلى ممارساته ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما لعب دوراً كبيراً في المساهمة بعملية توريث "بشار الأسد" الحكم بعد ليّه عنق الدستور.
وبحسب وسائل إعلام النظام فإن تقليد المجرم "أصلان" وسام الاستحقاق من قبل المجرم "بشار"، جاء -كما يقول-تقديراً لدوره "كقائد عسكري وبطولاته كمقاتل مقدام وضابط بارع في ساحات المواجهة وعطائه المتواصل لوطنه على مدى سبعة عقود من الزمن"، وفق تعبيرها.
ويعد "أصلان" أحد أبرز وجوه الإجرام في قوات جيش النظام وشغل عدة مناصب عسكرية منها قائد القوات السورية العاملة في لبنان، ورئيس هيئة الأركان العامة في سورية، ثم "مستشار في رئاسة الجمهورية"، من سنة 2003 وحتى اليوم.
وولد العماد المجرم في اللاذقية عام 1932، وانتسب للكلية الحربية سنة 1952، ويتغنى إعلام النظام به زاعما أنه من قادة الحروب وينسب إليه "معركة توحيد بيروت"، وكتب ونظريات عسكرية قال إنها "أثبتت جدواها" خلال المعارك التي خاضها جيش النظام.
وكان العماد المجرم أحد الشخصيات الرئيسية التي أمنت انتقال السلطة لبشار الأسد بعد نفوق والده حافظ الأسد عام 2000.
وتجدر الإشارة إلى أن مجرم الحرب بشار الأسد أصدر بوقت سابق قراراً يقضي بمنح مجرم الحرب "محمد دعبول"، أحد أبرز وجوه الإجرام "وسام الاستحقاق السوري"، الذي أمضى سنوات طويلة في خدمة رأس النظام الهالك "حافظ الأسد"، وبقي مديراً لمكتب الرئاسة لدى النظام في عهد المجرم "بشار"، الذي منحه الوسام مؤخرا وسط أنباء عن إحالته للتقاعد وقتذاك.
وعند الحديث عن مجرم الحرب علي أصلان لابد من المرور على تاريخ المجرم الفاطس حافظ الأسد وأعوانه في سورية، فقد اعتاد حافظ الأسد، ممارسة لعبة إنماء مراكز القوى في سورية، وإيصالها إلى الحد الذي يراه هو من القوة والهيمنة على قطاعات من مؤسسات الحكم، ثم معاجلتها بإقصائها المفاجئ أو التدريجي، وهو ما طبقّه على كثيرين من رجالاته منذ أواسط الستينيات وحتى فيما بعد مع شقيقه رفعت الذي وصل الأمر به إلى محاولة الانقلاب على حافظ الأسد نفسه، وانتشرت صورٌ مطبوعة في المناطق التي سكنتها قوات سرايا الدفاع التي أسسها رفعت الأسد، وقد كتب عليها (السيد الرئيس رفعت الأسد) أو (القائد رفعت الأسد) وفي صفقة معروفة، ساهمت فيها دول إقليمية، تم إخراج رفعت الأسد من سورية إلى المنفى الأوروبي! محمّلاً بما تمكّن من حمله من أموال الخزينة العامة للدولة السورية، ومكاسبه من تجارة الآثار التي تم تهريبها على مدى سنوات من سورية، بلا رقيب أو حسيب، إضافة إلى عدة مئات من ملايين الدولارات قام العقيد القذافي بدفعها له، بناء على طلب من حافظ الأسد، كما أورد عبد السلام جلود في شهادته على قناة الجزيرة، وقد تم الاتفاق على أن يكون المبلغ على شكل قرض على الدولة السورية، قام الشعب السوري بدفعه من ضرائبه، مقابل خروج رفعت الأسد وترك حافظ الأسد ليستمر في الحكم.
مجرمو الحرب الذين اعتمد عليهم حافظ الأسد في حكم سورية
مجرمو الحرب الذين اعتمد عليهم حافظ الأسد للإمساك بخناق الحكم في سورية هم: "اللواء علي دوبا، واللواء علي حيدر، واللواء علي أصلان، واللواء شفيق فياض، واللواء محمد الخولي، واللواء محمد ناصيف" وآخرون مروا على المشهد الأمني والعسكري في سورية من أصحاب الرتب الرفيعة تم التخلّص منهم بالتدريج، بعد أن وصلوا إلى حلقة حافظ الأسد الضيقة وسكنوها مؤقتاً، ثم نبذهم منها وسارع إلى إقصائهم، وكانوا يتقبلون هذا بفهم فريد لطبيعة هذا الحكم الفردي المطلق، في الوقت الذي كانت تنمو فيه أسرة مجرم الحرب حافظ الأسد الصغيرة وتكبر، وصار ابنه باسل الأسد مؤهلاً لخلافة والده، بعد أن انخرط في الجيش وصار مكتبه مرجعاً مهماً في الدولة، بينما بدأ بشنّ حربه على أبناء عمومته من آل الأسد في معاقلهم في اللاذقية، حيث ما كان يعرف وقتها بـ(الشبيحة) قبل أن تنتشر هذه الكلمة بسنوات، وهؤلاء كانوا زعماء مافيات التهريب والمخدرات وتجار الحديد والإسمنت والمواد الممنوعة ( بمفارقة عجيبة) في سورية، فيزداد فقر البلاد والمواطنين وتزداد ثروة المقربين من الأسد الذي لم يكن يمانع إطلاقاً بأن يتجاوز القريبون منه القوانين ولكن ليس قوانينه هو، فقد حرص على إبقاء صورته فوق كل شبهة، وكذلك فعل من خلال تقديم ابنه باسل كمحارب للفساد وظاهرة الشبيحة، ولكن باسل الأسد قتل في (حادث قضاء وقدر لم تعرف أسراره حتى اللحظة) على مدخل مطار دمشق، وفقد مجرم الحرب حافظ الأسد خليفته، فيروي أقاربه أنه طلب أن ينفرد بجثة باسل الأسد في المستشفى وقضى ساعات طويلة وحده في الغرفة، ثم خرج بعدها بقراره تأهيل مجرم الحرب بشار الأسد دون أن يضيّع الوقت لخلافته.
الموت يلاحق دائرة الأسد
ومنذ العام 1994 عام موت ابنه باسل، بدأ حافظ الأسد بالتهاوي، فقد تدهورت صحته بسبب سرطان البروستات الذي سكن جسده، وتعزّزت قوة المحيطين به، ولم يعد قادراً على السيطرة على أركان الحكم، فبالتزامن مع صعود مجرم الحرب بشار الأسد كبطل يحارب الفساد أيضاً، وأوكلت مهمّة الترويج له لمجرم الحرب بهجت سليمان، والذي كان مديرا للأمن الداخلي في المخابرات السورية، وضابط أمن سرايا الدفاع ومدير مكتب مجرم الحرب رفعت الأسد سابقاً، الذي قام بتقديم مجرم الحرب بشار الأسد كواحد من المثقفين السوريين، مقرّباً منه عدداً من الفنانين والكتاب، دافعاً بصورته إلى الأمام، وقائداً لسيل من التنظيرات التي واكبت صناعة اسمه، كنظرية (ضرورة الفساد) التي أسس لها الدكتور عماد فوزي الشعيبي والتي كان حرص وقتها على التأكيد من خلالها أنه لا بدّ من الفساد كظاهرة عامة وشاملة، كي تتكامل الظروف المواتية لظهور صاحب الكاريزما الذي بإمكانه أن يحارب هذا الفساد الذي ظهر في البر والبحر السوريين!
وازداد نفوذ مجرم الحرب بهجت سليمان كمتعهّد لمشروع مجرم الحرب بشار الأسد، وأصبح يعيّن الوزراء والمسؤولين، حامياً ظهره بابن الرئيس، فيما اصطدمت مراكز القوى ببعضها البعض، في تنافر بين المصالح، ما بين سلالة عبدالحليم خدام التي ذهبت إلى التجارة وتأسيس الشركات وجلب الماركات العالمية إلى سورية، فيما اتجه والدهم إلى التخلي بالتدريج عن ملف لبنان وأمنه والذي تكّفل به طويلا، ليسلّمه لبشار، ويتفرّغ لمناقشة المعارضين السوريين وبعض الأجنحة التي كانت لا تزال تحلم بالإصلاح في حزب البعث، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان أبناء العماد مصطفى طلاس الذين أسسوا امبراطوريتهم التجارية بالتوازي مع بقية السلالات المتنفّذة من ورثة القوة التي بدأت تتناثر من حول الأسد.
وبدأ الدرس الأخطر، الذي تلقاه بشار الأسد من والده تلك الفترة، والذي مثّله انعدام ثقته بكل مساعديه باستثناء العائلة الصغيرة التي استأمنها مجرم الحرب حافظ الأسد على اسمه حين تقدّم طالباً مصاهرتها، آل مخلوف، عائلة زوجته أنيسة مخلوف، والذين كانوا حتى وقت قريب أقل الناس استمتاعاً بالسلطة بمعناه الفاحش في سورية، واكتفى محمد مخلوف بإدارة البنك العقاري الذي ضمن له تنمية سرطانية لثروته، بفضل عمولات القروض العملاقة التي كان يمنحها من المال العام والتي استمرّ في تقاضيها حتى بعد أن ترك منصبه، إضافة إلى العديد من الصفقات السوداء، ومع إضعاف الشخصيات التقليدية التي كانت أعمدة حكم حافظ الأسد بدأ إنتاج رموزٍ جديدة للمرحلة التي بدأت بموت حافظ الأسد في العام 2000.
المصدر
*شبكة الثورة السورية-6/10/2013
*مجرمو حرب بانتظار العدالة-24/6/2020
*شبكة شام-25/6/2021
*الشرق الأوسط-25/6/2021
وسوم: العدد 935