تحديات تجنيد العشائر السُنيَّة في العراق
تحديات تجنيد العشائر السُنيَّة في العراق
رائد الحامد
باحث عراقي في الشؤون الاستراتيجية
لهذه الأسباب، وعلى الرغم من الضرر الذي نجم عن سيطرة الدولة الإسلامية على عدد كبير من المناطق القبلية السنّية، تواجه الحكومتان العراقية والأميركية معاً تحدّيات كبيرة لتجنيد أبناء العشائر السنّية في قوات الحرس الوطني.
حتى إذا وافقت الولايات المتحدة على تسليح العشائر السُنيَّة، إما عن طريق الحكومة المركزية وإما بالتنسيق مع دول عربية تربطها علاقات متينة بقيادات العشائر السُنيَّة، تبقى مسائل أخرى عالقة مثل غياب التمثيل الموحد للعشائر السنية الذي كان من شأنه تسهيل عملية التعامل معهم. تعي الولايات المتحدة عمق الشرخ في المجتمع السُنّي المنقسم بين مؤيد للدولة الإسلامية، ومحايد، ومقاتل لها، وستظل مترددة في اتخاذ خطوات سريعة باتجاه تسليح العشائر السُنيَّة.
لكن العملية الهشة تواجه أيضاً معارضة من قوى سياسية شيعية متنفذة ترى أن "هذا المشروع جاء بالضد من الحشد الشعبي". كما يواجه إقرار المشروع خلافاً حاداً بين القوى السياسية السُنيَّة والشيعية يتعلق بقرار وقيادة تلك القوات، وذلك بين اتجاهَين، أحدهما شيعي يرى أن تكون القيادة بيد رئيس الوزراء حيدر العبادي والآخر سُنّي يريد أن تكون القيادة خاضعة لسلطة مجالس المحافظات. لكن إذا رجحت الكفة العسكرية لصالح الدولة الإسلامية، فإنّ ازدياد الحاجة إلى زج ما أمكن من قدرات المناطق السُنيَّة في مواجهتها قد يقتضي تقديم تنازلات في هذا الإطار ربما تشمل، من جملة أمور أخرى، منع قوات الحشد الشعبي من المشاركة في عمليات استعادة المدن، أو من دخول المناطق السُنيَّة.