افتتاح أشغال الدورة 40 لمجلس وزراء خارجية التعاون الإسلامي
افتتاح أشغال الدورة 40
لمجلس وزراء خارجية التعاون الإسلامي
إحسان أوغلى في آخر كلمة له بهذه المناسبة: منظمتكم تطورت ونضجت وأضحت منظمة محترمة
في آخر كلمة له بوصفه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، استعرض أكمل الدين إحسان أوغلى خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية، التي انعقدت يوم 9 ديسمبر في كوناكري عاصمة جمهورية غينيا، أهم الإنجازات والمبادرات التي تحققت أثناء فترة ولايته على رأس الأمانة العامة للمنظمة.
وفي هذا الصدد، تحدث إحسان أوغلى عن اعتماد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة رقم 16/18 الخاص بمكافحة التعصب الديني، واعتماد رؤية منظمة التعاون الإسلامي للمياه، وإنشاء اللجنة المستقلة الدائمة لحقوق الإنسان، وإنشاء منظمة تنمية المرأة، وإحداث إدارة متخصصة في الأنشطة الإنسانية. كما تحدث عن مشروع النظام الأساسي للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي الذي يتوقع اعتماده في هذه الدورة، فضلا عن الطلب الذي تقدم به كل من منتدى السلطات المعنية بتنظيم البث بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي للحصول على صفة هيئة متفرعة عن منظمة التعاون الإسلامي. علاوة على ذلك، استعرض الأمين العام التقدم المحرز في معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعزيز التعاون الاقتصادي والنهوض بالعلوم والتكنولوجيا وتطوير التعليم والصحة في الدول الأعضاء .
وقال إحسان أوغلى في هذا الصدد : "أستطيع أن أقول بكل ثقة إن منظمتكم قد تطورت ونضجت حتى أضحت منظمة محترمة، واستطاعت إلى اليوم أن تكسب تحديات لا تعد ولا تحصى. وخلال التسع سنوات الأخيرة، شقت منظمة التعاون الإسلامي طريقها إلى القرن الحادي والعشرين وهي في وضع أفضل بكثير. وهي تضطلع الآن بدور أكثر أهمية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لترسيخ التضامن الإسلامي".
وبعد أن شكر جمهورية غينيا قيادةً وشعباً على استضافة الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في كوناكري وشكر جيبوتي بصفتها رئيسة الدورة السابقة لمجلس وزراء الخارجية، أبرز إحسان أوغلى التقدم المحرز في تنفيذ برنامج العمل العشري الذي تم اعتماده في مكة المكرمة في عام 2005، كما عبر عن شكره وامتنانه العميقين للدول الأعضاء على الدعم والاهتمام اللذين أبدتهما لتحقيق هذه الأهداف. وقال في هذا الصدد: "لقد لمسنا لدى الدول الأعضاء، وبشكل واضح، وجود إرادة سياسية أكبر للانخراط بشكل عميق وملموس في أنشطة منظمة التعاون الإسلامي وبرامجها التي شهدت نمواً وتوسعاً ملحوظين خلال هذه الفترة. وأضاف قائلا : "نحن هنا للتأسيس على الإنجازات الهامة لمجلس وزراء الخارجية السابق". وحث الدول الأعضاء على مواصلة دعمها لأنشطة وبرامج منظمة التعاون الإسلامي.
وفيما يخص أهم الإنجازات على الصعيد الدولي، تحدث الأمين العام عن عملية إصلاح المنظمة والمشاركة السياسية على الصعيد العالمي التي تقودها قوى المجتمع الدولي بهدف ربط أو تطوير العلاقات مع منظمة التعاون الإسلامي كدليل على رغبتها في الانخراط والتعاون مع المنظمة في عدد من المجالات. كما أن عقد مجلس الأمن الدولي يوم 28 أكتوبر 2013 لجلسة خاصة رفيعة المستوى وغير مسبوقة بشأن التعاون بين منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة دليل واضح على المنزلة الرفيعة التي أضحت تتمتع بها منظمة التعاون الإسلامي.
أما بالنسبة لقضية فلسطين، التي هي سبب وجود منظمة التعاون الإسلامي أصلاً، فقد أبرز إحسان أوغلى أن هذه القضية شهدت تطورات مهمة في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن الإجماع الدولي على الاعتراف بدولة فلسطين عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012 يُعدّ إنجازاً كبيراً يتعين استغلاله على الوجه الأمثل من أجل تأمين المزيد من الدعم للشعب الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة .
كما تطرق إحسان أوغلى للوضع الخطير الذي تمر به مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وللإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، ودعا الدول الأعضاء، في هذا الصدد، إلى المشاركة الفعالة في أعمال الجلسة الاستثنائية التي ستعقد خلال الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية بغية وضع برنامج عمل والاتفاق على تدابير عملية من شأنها أن تضع حدا لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس. كما كرر دعوته لجميع الدول الأعضاء والمؤسسات والصناديق لأخذ زمام المبادرة بشكل عاجل وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية في القدس، معتبرا ذلك الوسيلة المثلى لتوحيد الجهود وتركيز التدخلات بما يتناسب مع خطورة التحديات التي تواجهها مدينة القدس.
وتحدث إحسان أوغلى كذلك عن زيارته الأخيرة إلى فلسطين في أغسطس 2013 وعما لاحظه شخصيا من مخاطر التهويد الوشيكة التي تتهدد القدس، فضلا عن الظروف العصيبة التي يعاني منها الشعب الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، تحدث السيد أوغلى عن آخر زيارة هامة أجراها في نوفمبر 2013 إلى ميانمار على رأس وفد وزاري للاتصال يمثل مجموعة منظمة التعاون الإسلامي. وقال إنه حرص خلال جميع لقاءاته مع المسؤولين ومنظمات المجتمع المدني وأبناء المجتمع في ولاية راخين المسلمة على إبراز رغبة منظمة التعاون الإسلامي في فتح قنوات الاتصال والحوار مع ميانمار واستعدادها للمساهمة في جهود المساعدات الإنسانية وجهود إعادة التأهيل لجميع الأفراد والطوائف المتضررة دون أي تمييز. كما شدد على ضرورة توضيح الرؤية الخاطئة وسوء الفهم من كلا الجانبين بهدف بناء الثقة. وفي ختام هذه الزيارة، صدر بيان مشترك مع حكومة ميانمار حدد إطاراً للتعاون المشترك بين الجانبين. وقال إحسان أوغلى في هذا الصدد: "بفضل الدبلوماسية البناءة والضغط المدروس والمشاركة الدولية، تم تحقيق اختراق تاريخي في العلاقات بين منظمة التعاون الإسلامي وميانمار". وعقب الزيارة، كتب أوغلى رسالة إلى الرئيس شكره فيها على حسن الضيافة، واقترح ثلاثة مشاريع، هي إنشاء كلية للتدريب التقني علاوة على مرفق طبي في ولاية راخين من قبل البنك الإسلامي للتنمية، وقيام إرسيكا بتنظيم ندوة دولية حول العلاقات بين البوذية والإسلام من منظور تاريخي. وحث الدول الأعضاء على تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والمساهمة في المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في ميانمار، مع الحفاظ على الضغط السياسي على الحكومة لتلبية حقوق أقلية الروهينجا المسلمة.