جماعة الدعوة والتبليغ تعقد اجتماعها المعتاد بمدينة زيري بن عطية
ضُربت خيمة بجوار مقر جماعة الدعوة والتبليغ الكائن في محيط الحي الصناعي بمدينة وجدة لاحتضان اجتماعها المعتاد الذي انطلق مباشرة بعد عيد الفطر المبارك وذلك على مدار أيام ، وقد وفد إليها أعضاؤها من كل ربوع المملكة وخارجها، فضلا عن أعضائها المقيمين بالمدينة، وبمدن وقرى الشرق المجاورة . وقد كان من ضمن الحاضرين المطرب الشهير عبد الهادي بلخياط الذي انضم إلى هذه الجماعة منذ سنوات ، وقد وجد فيها ضالته، وهي الجماعة التي تركز في دعوتها وتبليغها على تربية دينية قوامها الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة ومعاملة .
ولقد كان محور لقاء هذه السنة هو تدارس مشاكل الأمة الإسلامية المستفحلة والتي تعزى إلى ضعف رصيدها الإيماني ، وقد باتت في أمس الحاجة إلى تقوية هذا الرصيد بالعودة إلى تعاليم دينها اقتداء بما صلح به أمر سلفها الصالح .
ومعلوم أن هذه الجماعة العالمية توجد لها مقار في شتى أنحاء المعمور ، ولها شيوخها وأنصارها الذين يبذلون قصارى جهودهم من أجل أن تستمر في إمداد عموم المسلمين بالتربية الإسلامية القويمة وفق النهج النبوي،و وسيلتها في ذلك التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين وعن التابعين وتابعيهم من السلف الصالح رحمة الله عليهم ، وذلك بالكلمة الطيبة ، والوجوه الباسمة، وخفض الجناح لكل من يسنهدف بهذه الدعوة .
والجميل في دعوة وتبليغ هذه الجماعة أنها منفتحة على كل شرائح المجتمع غنيهم وفقيرهم ، خاصتهم وعامتهم دون انتقاء ، وهي حسنة الظن بالجميع ، ومحبة الخير للجميع ، لا تحتقر جاهلا بدينه ، ولا تستعلي عليه ، ولا توبخه ، ولا تفسقه ، ولا تسخر منهم ... وأعضاؤها المتمرسون بأسلوب الخروج في سبيل الله لمدد قد تقصر أو تطول وهم يخضعون فيها لنكران الذات ، وتلقي الاقتداء الإجرائي بسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل أحاله على أيدي شيوخها تعبدا وسلوكا، يقومون بدورهم بالتبليغ عنهم، وهم يستهدفون على وجه الخصوص كل من كان مثلهم بعدا عن تشرب هذه السنن، ويصاحبونهم باللين والرفق ،وخفض الجناح ،ويراعون أحوالهم وظروفهم مهما كانت، ويخاطبونهم بالكلمة الطيبة ، ويحببون لهم التوبة النصوح ، والرغبة في الخروج من وضعيات الغفلة عن دينهم إلى وضعيات العودة إلى نبعه الصافي .
وكم من ضائع في هذه الحياة ساق له الله تعالى من أعضاء هذه الجماعة المباركة من يقدح شرارة الإيمان في قلبه من جديد ، فتتحول حياته من حياة معاناة واضطراب سببها ضعف الرصيد الإيماني إلى حياة هادئة مطمئنة برصيد إيماني يزداد نموا يوما بعد يوم ،وقد ارتاح قلبه إلى احتضان سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم و تعشقها ، وتشربها في حياته اليومية، وقد تحول بذلك إلى إنسان طلق المحيا ، دمث الخلق ، لين الجانب ، محب الخير للناس جميعا بإيثار بعد أثرة فارقتها إلى غير رجعة ، وبتواضع بعد استعلاء ، وباقتداء بعد أنانية ،وغرور ،كبرياء ...
والجميل أيضا في هذه الجماعة الطيبة أن أعضائها نماذج في التواضع الجم في سرهم وعلنهم ،لا يركبهم ما قد يركب بعض المشتغلين بالدعوة إلى الله عز وجل أو المحسوبين على ذلك ادعاء من غرور يجعلهم ينظرون إلى غيرهم باستعلاء ،وكبرياء ، واحتقار ، ويخاطبونهم من بروج عاجية يتوهمونها ، و أسلوبهم في ذلك التوبيخ ، والكلمة الجارحة الساخرة ، وتيئيسهم مما يظنونه شأوا لا قبل لغيرهم بإدراكه معهم ، وهم يخوضون في قضايا بعيدة عن أحوال عموم المسلمين وهمومهم ، و يستعرضون باعهم في العلم والمعرفة ، ويسردون ما عز من المصادر والمراجع ، ويعيرون من لا يعرفوها بالجهل والقصور ، و في نفس الوقت يطردون من قد ينشدها بدعوى أنهم وحدهم من يستأثرون بخوض غمارها وفك ألغازها ... إلى غير ذلك من السلوكات الدالة على تمكن الغرور من أنفسهم .
ومع وجود أمثال هؤلاء مما تعج بأحاديثهم وسائل التواصل الاجتماعي وهم يتهافتون عليها، تمضي جماعة الدعوة والتبليغ بخطى ثابتة تعلم عموم الناس ما له صلة مباشرة بحياتهم وهمومهم مما يتعلق بالعبادات والمعاملات الناهلة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم بتواضع ولين جانب ، ونكران ذات ... ومع ذلك فهي تتعرض لنقد بعض المنتقدين ممن يخيل إليهم أن مجال الدعوة إلى الله عز وجل والتبليغ عن رسوله صلى الله عليه وسلم حكر عليهم لا يجوز لغيرهم أن يقربه وإلا كان هدف نقدهم المشوب بالسخرية والاستهزاء .
وفي الأخير نتمنى لهذه الجماعة الفضلاء أعضاؤها كل النجاح والتوفيق في دعوتهم وتبليغهم بالكلمة الطيبة ، والوجوه الباسمة ، ونسأل الله عز وجل لهم القبول وحسن المآل ، ووافر الأجر والثواب .
وسوم: العدد 1030