إسرائيل تُروّج للسياحة باسم "الأرض المقدسة"
إسرائيل تُروّج للسياحة باسم "الأرض المقدسة"
محمد محسن وتد ـــــ القدس
عوض الرجوب ـــــ الخليل
الثلاثاء 22/1/1435 هـ - الموافق 26/11/2013 م
الاحتلال الإسرائيلي يجذب السياح المسيحيين بالترويج للمقدسات المسيحية الفلسطينية
محمد محسن وتد ـــــ القدس
عوض الرجوب ـــــ الخليل
اعترفت وزارة السياحة الإسرائيلية رسمياً بأنها تعتمد حملة عالمية للتسويق والترويج للسياحة الإسرائيلية تحت عنوان "الأرض المقدسة"! وفي المقابل بدأت السلطة الفلسطينية حملة مضادة رداً على ما سمته اعتداءً إسرائيلياً صارخاً على الحقوق السياحية الفلسطينية.
وكان المكتب السياحي الإسرائيلي في مدينة ميلانو الإيطالية قد أطلق ـــــ بالتعاون مع شركات سياحة إسرائيلية وإيطالية ـــــ حملة ترويج للمواقع السياحية والدينية الفلسطينية على أنها "مواقع ومدن سياحية إسرائيلية"، مع تهميش سيادة السلطة الفلسطينية على المواقع السياحية بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
الوفود السياحية تمتنع عن التسوق لدى الفلسطينيين بالبلدة القديمة.
وأكدت وزارة السياحة الإسرائيلية ـــــ رداً على استفسار من الجزيرة نت ـــــ أن الحملة لا تقتصر على المدن الإيطالية، وهو ما استنكرته السلطة الفلسطينية بشدة. وفنَّد ناشطون وتجار مقدسيون للجزيرة نت ما تُروجه (إسرائيل) عن فوائد اقتصادية لدعايتها السياحية، مؤكدين استمرار ملاحقتهم مقابل منح تسهيلات للتجار اليهود في القدس، وهي من بين المواقع التي تُروّج لها (إسرائيل).
سياحة وسياسة
وأكدت الناطقة بلسان وزارة السياحة الإسرائيلية (عنات شيحور أهرنسون) رداً على استفسار للجزيرة نت بشأن الموضوع، أن "إسرائيل تُسوّق (الأرض المقدسة)، وفي إطار ذلك يتم إدراج وشمل جميع المواقع المقدسة للمسيحيين، مع التركيز وتسليط الضوء على أن السياحة فرع اقتصادي." وأضافت أن "نجاح مساعي وجهود التسويق هذه تُثمر أرباحاً اقتصادية للسلطة الفلسطينية أيضاً؛ الأمر الذي يُساهم في دعم التعاون الاقتصادي بين الجانبين."
فلسطينياً، وصف وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية حمدان طه ترويج (إسرائيل) لمواقع سياحية فلسطينية ضمن الرزمة السياحة الإسرائيلية بأنه "اعتداء على الحقوق الثقافية والسياحية الفلسطينية، ومخالف للقانون الدولي والإتفاقيات الدولية."
كنيسة ماري المجدلية على جبل الزيتون محاطة بالبؤر الاستيطانية
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن تسويق القدس ومدينة بيت لحم ـــــ تحت أي مسمى كان ـــــ كمواقع سياحية إسرائيلية "رُعونة سياسية إسرائيلية، واستهداف مباشر للحقوق السياحية الفلسطينية نابع من السياسة الاستيطانية الصهيونية."
وقال طه إن السلطة الفلسطينية تتحرك على مختلف المستويات الثنائية والإقليمية والدولية لمعالجة المغالطات الإسرائيلية. وأشار إلى بيانات صدرت في الأيام القليلة الماضية عن الخارجية الفلسطينية وعن ممثل فلسطين في الأمم المتحدة إلى المؤسسات والمنظمات الدولية، تستنكر الخطوة الإسرائيلية "باعتبارها موقفاً مناهضاً للحقوق السياحية والسياسية الفلسطينية."
واقع صعب
وخلافاً للمزاعم الإسرائيلية بأن تنشيط السياحة يُفيد الفلسطينيين اقتصادياً، يتحدث ناشطون وتجار في القدس عن سرقة إسرائيلية متواصلة للسياح وضغط كبير على التجار لترحيلهم. ويقول مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري إن قطاع السياحة والتجارة بالقدس المحتلة يعيش "مرحلة حاسمة تُنذر بانهياره." وأوضح أنه منذ مطلع العام الحالي أغلق نحو 250 متجراً أبوابها في البلدة القديمة من القدس "بسـبب منع السـياح الأجانب والزوار المسـيحيين من التسـوق لدى الفلسـطينيين، وعرض البدائل عليهم بإنشـاء أسـواق ومسـارات للسـياحـة والتسـوق لدى التجار اليهود الذين يتغلغلون بمنطقـة ما يُسـمى بالحي اليهودي وسـاحـة البُراق وباب الخليل."
وأضاف الحموري في حديث للجزيرة نت أن الحملـة الإسـرائيليـة "تُغذي الخزينـة الماليـة الإسـرائيليـة، وبمثابـة غسـل دماغ للسـائح الأجنبي، وتأتي على أرض الواقع لمحاربـة الوجود السـياسـي والسـياحي والتجاري والتاريخي للشـعب الفلسـطيني."
وأشـار إلى أن "إسـرائيل تعتمد في التسـويق السـياحي لفلسـطين ومدنها على روايـة التراث اليهودي التوراتي من خلال الإسـتعانـة بالمرشـدين الإسـرائيليين فقط."
تضييق وتسهيل
بدورهم يؤكد التجار الفلسـطينيون أن أفواج السـياحـة الأجنبيـة باتت وسـيلـة لتعميق معاناة التاجر الفلسـطيني باسـتنزافـه ضريبياً، وإثقال كاهلـه بالديون لدفعـه إلى إغلاق محلـه وهجرة السـوق لإفسـاح المجال أمام المد الاسـتيطاني والسـياحـة اليهوديـة الآخذة في الإزدهار، كما يقول عمران فخري صاحب محل لبيع التُحف والهدايا.
وحذر عمران في حديثه للجزيرة نت بأن الأشهر القادمة تُنذر بتصفية للقطاع السياحي والتجاري للفلسطينيين بالقدس، واستبداله بالقطاع السياحي والتجاري اليهودي الذي يحظى بدعم وتسهيلات ضريبية وقروض طويلة الأمد.
ومقابل التسهيلات لليهود، يؤكد عمران معاناة التجار الفلسطينيين من التضييق والملاحقات بالمخالفات الباهظة، وإغراقهم بالضرائب المتراكمة بعشرات آلاف الدولارات.
المصدر: الجزيرة