حِران البعير العربي وخباله

كاظم فنجان الحمامي

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

باءٌ عينٌ ياءٌ راءٌ, أربعة حروف عربية, تظهر بأكثر من عشرين لفظاً متداخلاً في التركيب والنطق والمعنى, لكنها تتوحد تماماً عندما تنتظم خلف جدران سقيفة المتآمرين, فتتشابك بمفاهيم متقاربة من حيث التشفير اللغوي السياسي.

ولتوضيح هذا التداخل اخترنا منها هذه الاشتقاقات المتقاربة: (بعير), (عربي), (ربيع), (عبري), باعتبارها من عناصر المتوالية المأساوية, التي حمل فيها (البعير العربي) خناجر (الربيع العبري), فتمزق نسيجنا, وساءت أحوالنا من المغرب إلى المشرق, ووقف البعير فوق (تل) أبيب ليسجل للصهاينة انتصاراتهم علينا وبأيدينا, فالربيع ربيعنا وحدنا من دون كل الشعوب والأمم, والبعير بعيرنا ومن قطعاننا المعتوهة, والعرب عربنا ومن مضارب قبائلنا المتأمركة المتصهينة المتفرسة المتتركة, بينما تراقص العبريون فرحاً على إيقاعات معاركنا الطائفية المتفجرة من باب العزيزية إلى باب الزبير, ومن باب المندب إلى باب زويلة, وصدق عمنا نجيب محفوظ عندما قال: أتحدى إسرائيل أن تفعل بنا مثلما فعلنا نحن بأنفسنا.

لقد تلاعب بنا الزعماء العرب شاطي باطي, وتمادوا منذ زمن بعيد بمؤامراتهم الخسيسة المتواطئة مع أعدانا, فجلبوا لنا الخراب والدمار, وجلبوا لأنفسهم الخزي والعار.

زعماء فقدوا مروءتهم, تنصلوا عن عروبتهم, تخلوا عن إنسانيتهم, تجردوا من ضمائرهم, تفننوا في تدبير الدسائس والفتن ضد بعضهم البعض, ترسخت في نفوسهم رغبات التآمر, انعدمت في قلوبهم الرحمة, انشغلوا بالغدر والخيانة, أضرموا نيران البراكين الطائفية, أججوا النزاعات العرقية المنبعثة من مزابل التاريخ, فأسسوا مليشيات الحقد والكراهية من المجرمين والمرتزقة, وفتحوا لهم ترساناتهم الحربية, وأغدقوا عليهم الأموال الطائلة, ثم أمروا فقهاء السوء ليوفروا لهم الفتاوى المضللة المنسجمة مع تطلعات الأعداء, فمنحوهم شارات الجهاد ضدنا وعلينا.

لسنا مبالغين إذا قلنا: أنهم أنفقوا كل ما ادخروه من ثروات وموارد بترولية من أجل تغطية تكاليف العمليات الإرهابية الموجهة ضدنا, فالمبالغ الهائلة التي أنفقوها, وماانفكوا ينفقونها, لتدميرنا وتشريدنا وتقسيمنا وتجزئتنا, تتجاوز في أرقامها الفلكية ميزانيات الكثير من الدول الأوربية, وتزيد على أضعاف ما تحتاجه الأمة العربية كلها من أموال لتنفيذ مشاريع البناء والتعمير لقرون قادمة.

ولسنا مغالين إذا قلنا: أنهم حققوا لأمريكا ما لم تكن تحلم به من مكاسب ومخططات استعلائية, ومنحوا إسرائيل ما لم يخطر على بال شيطانها (هرتزل), وأنهم أسرجوا بعيرهم الأجرب في هذا الليل العربي الطويل, ووضعوا على ظهره حاويات ممتلئة بسموم العقارب المعبئة بحاقنات الأقارب, ثم أرسلوه في كل الاتجاهات, فجن جنونه في خنادق المؤامرات الأخوية, التي نفذها الأخوة الأعداء بمشاريعهم البعيرية العربية الربيعية العبرية.

والله يستر من الجايات