رد مجاهد ديرانية على رضوان زيادة

لماذا على المعارضة السورية حضور مؤتمر جنيف؟

هذا الكلام منطقي تماماً وهو أفضل خيار للثورة في هذه المرحلة لو كانت المعارضة تتمتع بثلاث صفات:

(1) الإخلاص والنزاهة. أنا لا أطعن بأعضاء الائتلاف جملةً كما يصنع كثيرون لأنني أعلم أن فيهم شرفاء صادقين مخلصين وطنيين، فليس هؤلاء مَن أخاف، إنما أخشى الآخرين الذين لا يملكون الحد الأدنى من تلك الصفات، وهم أيضاً موجودون في الائتلاف في كل مستوياته وأجهزته، ولا آمن أن يبيعوا سوريا والسوريين مقابل مكاسب شخصية كالمال والمنصب والنفوذ.

(2) الخبرة والتجربة. للأسف فإن المعارضة تفتقر إلى الخبرة الكافية في التفاوض السياسي ولا تملك تجربة ذات شأن في أروقة المحافل الدولية، وهي -فضلاً عن ذلك- لا تملك قوة حقيقية على الأرض تمنحها القدرة على فرض نفسها على الطرف الآخر والحصول على مكتسبات حقيقية. بالمقابل يملك الطرف الآخر -النظام ورعاة المؤتمر- خبرة هائلة مرعبة في المفاوضات والحلول السياسية. عندما نقارن خبرة الطرفين نستنتج أن المواجهة على الطاولة خاسرة حتماً.

(3) الوحدة. لا يمكن أن تنجح في مفاوضات دولية إلا كتلةٌ واحدة تَصْدر عن رأي واحد وتطلب طلبات محددة. الواقع غير هذا، فالمعارضة شِيَع وجماعات، وقد علّمتنا دروس التاريخ (ويا لها من دروس مكلفة!) أن العدو يستغل تفرق خصمه فيقنع هذا الفريق بأمر ويعقد مع الآخر صفقة ويضغط على الثالث للتنازل عن حق أساسي ويضرب الرابع بالخامس ويشتري السادس ويعزل السابع عن الجماعة، وهكذا تضيع الأهداف التي ذهبت المعارضة من أجلها إلى جنيف، أما العدو فإنه يأتي إلى المؤتمر كتلة واحدة برأي واحد وموقف واحد فيحصل على أعلى المكتسبات.

لنفكر بطريقة واقعية: الأطراف الأخرى -رُعاة المؤتمر من جهة والنظام السوري من جهة أخرى- لن يقدّموا شيئاً بلا مقابل. المقابل قد يكون عسكرياً (مثلاً: وقف العمليات على الأرض أو سحب قوات الكتائب المقاتلة من بعض الأراضي التي تسيطر عليها). هل تملك المعارضة أدنى نفوذ أو تأثير في الكتائب المقاتلة؟ هل تستطيع الالتزام بتنفيذ أي قرار عسكري يصدر عن المؤتمر؟ قطعاً لا. ما الذي تستطيع تقديمه لأطراف المؤتمر إذن؟

ليس في يد المعارضة إلا الأوراق السياسية، والتفاوض مع النظام أو مع المجتمع الدولي يقوم على أساس تبادل التنازلات (خذ وهات) فماذا ستقدم المعارضة للنظام وللمجتمع الدولي مقابل مطالبتها بوقف القصف وفك الحصار وتأمين المدنيين وإطلاق المعتقلين؟ إذا استطاع أخونا الفاضل رضوان زيادة تقديم جواب مقنع عن هذا السؤال فسوف يتغير رأي آلاف الناس في مشاركة المعارضة بالمؤتمر. نحن بالانتظار.