شيء عن الإئتلاف
بين الشاطر والمشطور والكامخ بينهما..
عقاب يحيى
في اللقاءات التي تصرّ سورية الغد، وسورية الشعب على استضافتي دوما ـ كعضو إئتلاف ـ وبذهنهم ـ ربما أن العضو ـ أي عضو ـ يجب أن يعرف كل شيء، وأن يلم بالخبايا والخفايا وما يجري فوق وتحت الطاولات، وقرارات الهيئات المختصة وغير المختصة.. وخهلفيات البيانات، والتناقضات.. المدروس منها والمرتجل، والخلافات والتباينات..وكثير من قضايا لا شكّ وأنها تشغل المعنيين والرأي العام السوري..
وألح دوماً أن الإئتلاف ليس حزبا ليكون بلون واحد، وأنه مجموعة قوى واتجاهات ، وجهات متباينة، وأن الطبيعي وجود خلافات واجتهادات قد تكون واسعة، ومتناقضة، وقد يجري التعبير عنها بطرق مختلفة، بما فيها شدّ الشعر، وتبادل قذائف الاتهامات والنعوت ـ كل وطبيعته، ولغته، وشخصيته، ووعيه ـ وأن المهم التوافق والالتزام بما يتخذ من قرارات جماعية ..
ـ بالوقت نفسه غالباً ما تحضر شخصيات سورية.. تعتبر نفسها أستاذة في المعارضة والنقد.. وباسماء ثقيلة للمناصب التي تشغلها، أو المراكز التي تقول أنها ترأسها.. فتروح بكيل شتى الاتهامات الثقيلة.. بما فيها الخيانة، وإعلان الحكم القاطع باسم الشعب السوري، والثورة، والشهداء، والجرحى والمعتقلين ، والأرامل والثوار، والجيش الحر والكتائب المعروفة والمجهولة.. أن الإئتلاف لا يمثل أحداً بتاتاً، وأنه مرفوض ، منبوذ، صنيعة الدول، وأنه غارق بالنهب والثراء والرفاه.. والسياحة في الفنادق الضخمة.. وكلام كثير اعتدنا سماعه..
ـ عديد من هؤلاء.. كان يتمنى أن يصبح عضواً في الإئتلاف..وعندما كانت التوسعة تدرس، وفتحت لجنة العضوية ملف الطلبات المقدمة من أحزاب وتشكيلات وتيارات ومكونات وتحالفات... وشخصيات وطنية معروفة ومجهولة، قديمة وجديدة، ومستجدة.. وغيرها..كان الرقم مذهلاً في الحالين..
وبما يطرح السؤال المنطقي : ترى لو دخل هؤلاء، أو بعضهم الإئتلاف.. هل كان تقويمهم له سيبقى كما هو حالهم الآن ؟... أم سينتقلون إلى مدافعين، وبعضهم قد يصبح بمرتبة بوق للإئتلاف ؟...
ـ الم يك كثير ممن دخلوه في التوسعة ينهالون تهماً له من كل العيارات وهم الآن يتحدثون عن التطورات والانتصارات.. وقد نسوا أصل اتهاماتهم.. وأنه ولد صنيعة، وبإرادة إقليمية دولية.. ولصالح" الحبيب" جنيف وأبناء عمومته ؟؟..
ـ نعم الإئتلاف يعاني الكثير..وفيه ضعف، وخلل، وفيه نقص..وسلب، ولدينا ملاحظات بالجملة والمفرق عليه وعلى أدائه...لكن :
ـ هل يتحمل الإئتلاف حقيقة توزع العمل المسلح وتطوراته، وتشعبه.. وهو الناشيء بعد تلك التطورات.. وبعد أن عرف العمل المسلح تلك التحزلات في جميع الأصعدة؟؟..
ـ وبصراحة : هل هو المسؤول عن عدم النجاح في توحيد العمل المسلح.. الذي يحتاج الدرس والتعمق لمعرفة السباب والخلفيات والقوى والظروف المانعة؟..
ـ هل هو المسؤول عن قيام هيئة الأركان.. وتداعيات حضورها وتمثيلها؟؟..
ـ هل خان الإئتلاف الأمانة : الثورة وأهدافها؟؟... كيف؟.. وبماذا؟؟ مع الأخذ بالاعتبار محدودية قدراته، ومساره، وما يعانيه ؟..
أ/ أننا أمام ظاهرة سورية مفتوحة الشهية، ويجب وعيها، وتفهمها كي لا نذهب بعيداً في التوصيف، والبؤس، واليأس.. حين انجر مكنون ومخزون السوري دفعة واحدة بعد عقود، وربما قرون القمع، والاستبداد والأحادية والتهميش.. فأنبت ذلكالمظاهر التي نراها، والتي تغطي وجه الحالة السورية..وتخصيبها اقتراناً بيتم الثورة، وطول مدتها، والتحديات الخارقة التي تواجهها، ومستوى ومنسوب الدعم والمواقف الصادقة معها.. وكثير من مفاعلات تحتاج المراجعة فعلاً؟؟..
ـ نعم يجب أن ننمي سلاح النقد فينا كي نصوّب المسار ونتطور ونكشف السلبيات بحثاً عن التغيير، وأن نقوم بوقفة مراجعة شجاعة، وجدّية، ومسؤولة لواقع الثورة في مختلف المجالات، وأن نضع المسؤولية بين ايدي المعنيين فيها من قوى معارضة وحراك ثوري، ومسلح، وهيئات مجتمع مدني.. ونلتزم بخارطة طريق يجري التوافق عليها.. وحينها.. يمكن للإئتلاف أن يحوز على نسبة عالية من تمثيل الثورة، والتحدث باسمها، والعمل بوحي أهدافها، ومصالحها..