معركة القلمون.. كــرّ وفــرّ ببن "الحُر" و"النظامي"

معركة القلمون.. كــرّ وفــرّ ببن "الحُر" و"النظامي"

أحمد يعقوب-ريف دمشق

أصبح طريق دمشق-حمص الدولي ميدانا جديدا للمعارك بين الجيش الحر والجيش النظامي

مدعوما بمليشيات لبنانية وعراقية، وفق ما أكد ناشطون في منطقة القلمون الجبلية

بريف دمشق، وتكمن أهمية هذا الطريق بأنه شريان الحياة بالنسبة للنظام كونه نقطة

الوصل الوحيدة بين مدينة دمشق وريفها من جهة، والمنطقة الوسطى والشمالية من جهة

أخرى.

وتدور المعارك على أطراف المدن المتاخمة للطريق الدولي -دير عطية، النبك،

يبرود، جبال صيدنايا- في ظل استمرار قطعه من قبل قوات المعارضة المسلحة لليوم

السابع على التوالي.

وكانت قوات النظام قد استطاعت الأسبوع الماضي اقتحام مدينة قارة المتاخمة

للحدود مع لبنان من جهة عرسال، الأمر الذي دفع الجيش الحر لنقل المعركة للطريق

الدولي وقطعه، مما فرض حصارا على القوات النظامية.

ويرى قائد إحدى الفرق العسكرية، أبو حسين القلموني، أن السبب الرئيسي الذي دفع

نظام الأسد لبدء معركة القلمون في هذا التوقيت، هو فرض السيطرة التامة على

الطريق الدولي وحمايته، ولكي يرفع أسهمه أمام المجتمع الدولي في مؤتمر جنيف 2.

حزب الله

ويقول أبو حسين، للجزيرة نت، إن أغلب الكتائب بالقلمون تشارك بالمعارك، إضافة

إلى فصائل من جبهة النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام، وذلك بهدف قطع

طريق إمداد النظام ومنعه من تعزيز قواته على الطريق الدولي عبر ضرب الأرتال على

الطريق، إضافة إلى السيطرة على كافة النقاط الموجودة على طريق دمشق-حمص.

وحول مشاركة مليشيات من خارج سوريا في المعركة لصالح النظام، يشرح أبو حسين، أن

أغلب العناصر على الأرض من حزب الله، حيث تم اختراق تردداتهم على الأجهزة

اللاسلكية في قارة وغيرها من المدن، وجميعهم "يتحدثون بلهجة لبنانية جنوبية"

كما تفيد المعلومات -وفق أبو حسين- أن الحزب يقود الأعمال القتالية على الأرض.

من جهته، يصف مدير المركز الإعلامي في القلمون، عامر القلموني، الحالة

الإنسانية في المدن المتاخمة للطريق الدولي "بالسيئة للغاية" بسبب قصف النظام

المستمر لهذه المدن.

ويضيف القلموني، في حديث للجزيرة، أن النظام يشن حربه على المدنيين ويركز عليهم

سواء في القصف أو الحصار وذلك بسبب فشله بالتقدم في مدن القلمون، ناهيك عن

الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدها جيش النظام والمليشيات الداعمة له إضافة

لتدمير الجيش الحر العديد من الدبابات والآليات والمدرعات التابعة له.

حرب استنزاف

وإذا استمر الوضع على هذا الحال فسيخسر النظام معظم قواته البرية، ولهذا فإنه

يقصف المدنيين ليل نهار ليجبر الجيش الحر على إيقاف المعركة، وفق القلموني.

أما عن هدف الثوار من هذه المعركة، فيقول إن المعركة فرضت نفسها على ثوار

القلمون، وبالتالي أصبح الهدف الأول صد الحملة العسكرية على مدن وبلدات القلمون

أولا ومن ثم إحراج نظام الأسد سياسيا وعسكريا، وهو ما حدث فعلا.

واعتبر ما وصفه "بنصر القلمون" الذي جاء بعد سلسلة طويلة من الهزائم التي حلت

بالجيش الحر، بأنه جاء كالصفعة لنظام الأسد وأعاد الجيش الحر إلى واجهة

الأحداث، وهو ما يظهر بشكل واضح في غوطة دمشق الشرقية وغيرها من الجبهات التي

كانت متقهقرة.

وعن المدة المتوقعة لاستمرار معركة القلمون، ينقل القلموني عن قادة بالجيش الحر

أنهم سيتبعون حرب استنزاف طويلة الأمد، وأنهم بجاهزية قتالية عالية تتيح لهم

ذلك الأمر.

ولهذا، فمن المتوقع أن تطول المعركة وأن تأخذ مناحي أخرى مع اقتراب الشتاء

وهطول الثلج بالمنطقة التي تعتبر من أبرد مناطق سوريا، وبالتالي ستكون نهاية

معركة القلمون بداية سقوط نظام الأسد وحلفائه في سوريا، يخلص القلموني.