نحن لنا حق الهي في الحكم
احمد الجمال الحموي
ليس هذا موقف المسلمين بل هذه عقيدة الروافض (الشيعة) وسيظل المتحدثون في القضية السورية يتخبطون ما لم يعرفوا من عقائد النصيريين والروافض هذه العقيدة وما يشبهها مما له صلة بالاحداث الكارثية التي تعصف بسورية بلد الحضارة والامجاد منذ حوالي ثلاث سنين.
قد لا يدرك بعض الناس وأولهم المتدثرون بعباءة العلمانية واليسار, الذين يدوسون بمواقفهم من ثورتنا المجيده مبادءهم التي تاجروا بها عقودا معلنين أنهم مع الشعوب المظلومة واذا بهم يطؤون _جهارا نهارا_ المبادئ باقدامهم ويصفقون للطغاة الظالمين أعداء الأمة , الذين اعادوا سيرة هولاكو لكن بخسة ودناءة لأنهم يدعون انتسابا لهذه الأمة, أما هولاكو فقد كان عدوا غازيا.وعلى كل حال يجب أن يكون معلوما أن زحف هولاكو نحو بلادنا كان بتدبير من الباطنيين (نصير الدين الطوسي ومحمد بن العلقمي) وما ذاك الا لأن دين الروافض والنصيريين وان كان بينهما اختلاف متخمان بعداوة امتنا والحض على ابادتها ان أمكن.
ربما ردد بعض العلمانيين ومن لف لفهم بخبث أو بلاهة الكذبة الكبرى التي تقول ان بشار الأسد هو المقاوم الوحيد والممانع العنيد في المنطقة.ولكن ليت شعري هل يمكن بعد الذي يحدث منذ قرابة ثلاث سنين تصديق هذا الدجل؟.
ان مجرد تصديق هذا الكذب دليل _ان احسنا الظن _ على قلة العقل. واما اذا لم نحسن الظن فهو يدل على الزندقة والانحياز, او الخيانة او الامرين معا.
ولنفرض أن المندوب السامي للباطنيين (بشار الاسد) حرر فلسطين من البحر الى النهر فهل يمنحه هذا حق تدمير سورية وذبح شعبها والتمسك بحكمها رغم انف اهلها الحقيقيين الذين أعلنت ثورتهم الشاملة المباركة موقفهم من الاحتلال الرافضي الصفوي وعميله بشار (من غير استفتاء مزور) وقالت بلسان الحال ان الاسد عدو سوريا,ولا يصح ان يبقى على رأس السلطة يستذل الاحرار ويخرب الديار فلماذا يتشبث الاسد بحكم سورية ؟؟ انها اوامر الملالي ومصالح الاعداء.
نحن نعلم ان للروافض واذنابهم النصيريين اهدافا سياسية خطيرة في منطقتنا وهذه الاهداف تنبع من عقائد استبدادية مدمرة. ولا شك ان عقائد من ذلك النوع اذا اجتمعت مع الاهداف السياسية عظم الخطر وتفاقم الشر.
ان الروافض والنصيريين يزعمون ان لهم حقا الهيا في الحكم وليس لغيرهم حق فيه. حتى لو ان دولة يبلغ عدد سكانها مئة مليون وكانوا لا يتجاوزون في تلك الدولة خمسة ملايين فان الحكم يجب ان يكون لهم لا يشاركهم فيه احد الا ما يسمحون به للخداع والتضليل.
وبما ان الحكم يجب ان يكون لهم دون غيرهم فانهم يرون انه ليس في الدنيا في الماضي او الحاضر حاكم يستحق الطاعة الا ان يكون من ائمتهم.وكل حاكم غير أئمتهم مغتصب للحكم مارق من الدين وفي جهنم من الخالدين.
واذن لا بد هنا من توضيح فكرة الامامة التي يقوم دين الروافض عليها. وهي تعني عندهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عين بأمر من الله تعالى عليا ليكون اماما للمسلمين بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. ثم ان كل امام يعين الذي بعده بأمر من الله عز وجل وليس برأيه واجتهاده. فالامامة عندهم اصطفاء الهي كالنبوة الا أن الامام لا يوحى اليه وقد اضفى الروافض على أئمتهم من الصفات مالا ينبغي الا لله عز وجل, او للرسل عليهم الصلاة والسلام . وسأورد أهم تلك الصفات ملتزما عباراتهم نفسها:
كل امام معصوم ومنزه عن الخطا والسهو والغفلة والنسيان.
كل امام يعلم الغيب _ما كان وما سيكون الى قيام الساعة_
كل امام عنده علم الكتب السابقة بلغاتها ومعانيها.
كل امام يعلم متى يموت ولا يموت الا باختياره.
من حق الامام ان يحلل ما شاء وأن يحرم ما شاء وتحليله وتحريمه كتحليل رسول الله وتحريمه.
الامام يملك الدنيا والاخرة ففي الاخرة لن يدخل الجنة الا شيعته. أما الدنيا التي يملكها فقد وهبها لأتباعه . لذا فانهم عندما ينهبون البيوت في ىسورية وغيرها لا يشعرون بأدنى حرج لأنهم يتصرفون فيما وهبه الامام لهم. وكذلك فان تدمير البيوت على ساكنيها عمل مشروع برأيهم لأن البيوت عطية الامام لهم ثم لأن كل من ليس رافضيا من المسلمين كافر وقتله بلا سبب قربة عظيمة, فكيف اذا كان هناك سبب مهم وهو ان الكفار ( اي المسلمين) يريدون سلب الحكم الذي هو حق الهي لهم.
لكل امام ولاية كونية يستطيع بموجبها ان يتصرف في ذرات الكون ونواميسه (وعلى الرغم من هذا ) فقد عاش كثير من أأمتهم مطاردا متواريا عن الانظار خوفا من اعدائه.
لكل امام مرتبة سامية ومقام محمود لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
اذا خلت الأرض من امام ساخت وفي رواية تزلزلت واضطربت (وكأن الامام يمسك السماوات والارض ان تزولا)
لا تخلو الأرض من امام حي ولا بد لها من امام ( من أئمتهم حصرا)يقوم بمصالح الناس ويحقق العدل الذي لا يمكن ان يحققه الا أئمتهم, أما الحكام الاخرون فهم ظلمة ولا تجوز طاعتهم بل تجب محاربتهم.
ولأنه لا بد للأرض من امام حي لئلا تتزلزل وتسيخ , وليؤدي دوره في تحقيق العدل (هكذا) فقد زعم الروافض أن الامام الثاني عشر _ الذي لم يخلق أصلا ولم يره أحد _ حي يرزق وهو موجود في سرداب في سامراء يقوم بدوره العجيب. ولن تستطيع أيها القارئ العاقل أن تتخيل مجرد تخيل كيف يستطيع هذا الامام الموهوم أن يحقق العدل ويقوم بمصالح الناس دون أن يبرز للناس ودون أن يراه أحد.
ولكن أين الامام الذي منحه الروافض تلك الصفات. انه غير ظاهر حتي لو فرضنا أنه موجود حقا فما الحل للخروج من مأزق ربط الدنيا وثباتها وتحقيق العدل بهذا الامام الغائب كما يدعون.
لقد ابتدع الخميني حلا زعم أن له أصلا في دين الروافض وهذا الحل هو ( ولاية الفقيه ) ويقصد بها أن الفقيه الذي بلغ مرتبة معينة _حسب تسلسل مراتب علمائهم الذي يذكر بمراتب رجال الكنيسة _ هذا الفقيه يقوم مقام الامام ويحظى بمزاياه ويكون له من السلطة والولاية جميع ما للامام الغائب المزعوم, الا النزر اليسير.
وهكذا أضاف الخميني الى بدع الروافض وضلالاتهم الكثيرة بدعة جديدة باعطائه الفقيه حق التحكم برقاب الناس والامساك بتلابيبهم بعدما حصر الروافض الحكم قرونا بعلي وذريته رضي الله عنهم ثم ضيقوا الامر فقصروه على فئة من ذرية الحسين رضي الله عنه , وكأن الاسلام دين أسرة حاكمة تقرفص على رقاب الناس فلما انقطع نسل هذه الأسرة أو على الاقل انقطع نسل الثاني عشر الذي لم يخلق أصلا احتال الخميني بمكر على هذا وجاء بنظرية ولاية الفقيه التي رفضها شريحة من علماء الشيعة أنفسهم وهكذا عاد الأمر جذعا , وكأن الخميني يقول لا مهرب للناس منا ويجب أن يبقى الحكم الذي هو حق الهي لنا في ايدينا. ولا تظنوا أيها الناس أنكم تخلصتم من حكمنا وحكوماتنا في غيبة الموهوم , فهاهو الفقيه جاهز لاستعبادكم وقد منحناه من المزايا والصلاحيات ما حظي به الأئمه . وهكذا أقام الخميني دولة الأذى التي لا تتوقف عن مد أذرعها الأخطبوطية في كثير من بلداننا العربية لاشعال الفتن والانتقام ممن حطموا عرش كسرى وأدالوا دولته وأخمدوا نيران المجوس وللانتقام من أحفاد اولئك الأبطال.
ويعلم المطلعون كيف تامر الروافض مع الصليبيين لاقامة دولة الخميني الصفوية بعد أن تخلى الغرب عن الشاه بسرعة وبطريقة أدهشت العالم كله. ثم بعد خذلان الشاه والتخلي عنه أسقطت أمريكا حكم طالبان ودمرت أفغانستان لتأمن ايران تلك الجهة ثم تابع الغرب خدماته لايران فدمر العراق وأعدموا بالتعاون مع الروافض القائد العربي الوحيد الذي تجرأ على قصف اسرائيل وكان شوكة في حلق الخونة وبعد هذا قدمت امريكا عراقنا لقمة سائغة للمجوس وأذنابهم في العراق لتغدو هذه المنظومة الطائفية شغلا شاغلا لأمتنا وعدوا لا يتوقف لحظة عن انهاكها وما ارى أن خيانة الروافض للأمة وتامرهم عليها بحاجة الى دليل,اذ كيف يصح في الاذهان شيئ اذا احتاج النهار الى دليل.
وانطلاقا من نظرية ولاية الفقيه وما اغدقه عليه الخميني ومنحه اياه صار لفيف من علماء الشيعة يعتقد في قرارة نفسه وان لم يصرح بهذا انه بلغ المرتبة التي تؤهله أن يحلل ما شاء وان يحرم ما شاء, فكثرت فتاوى الضلال فمنهم من افتى بالمتعة الجماعية ومنهم من أفتى بجهاد الفرج ثم رموا به المسلمين. وقد كان مرشدهم الأعلى رائدا في الافتاء بذبح الشعب السوري وتدمير بلدنا بحجج اوهن من بيت العنكبوت ليبقى الحكم الذي هو حق الهي لهم في أيديهم بواسطة أجيرهم بشار.
وأخيرا فان بشار ليس من الأئمة وهيهات ولا هو من أهل ولاية الفقيه لكنه أداة تافهة بيد ملالي ايران وفقهائها ويظن لحماقته انه حاكم حقيقي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
نائب رئيس جمعية علماء حماه سابقا
عضو مؤسس في رابطة ادباء الشام
عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين
عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين