لعبة تبادل الأدوار بين الشرق والغرب في السيطره على الدول العربيه
لعبة تبادل الأدوار بين الشرق والغرب
في السيطرة على الدول العربية
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
الثرثره الممتده فصولها في مصر منذ حوالي اربعة اشهر تدور حول " هل ما حصل في مصر هو إنقلاب أم حركه شعبيه"؟.
ان إطالة النقاش حول موضوع واضح كان عليه ان يحسم بدون هذا اللغط الطويل والعريض..انها فعلاً ثرثره شارك في تغذيتها دول كبرى وهي نوع من ملهاة جديده تضاف الى الغذاء اليومي والذي يصنعه لنا الآخرون ويرمونه في وجوهنا كمادة جديدة للإختلاف.
الإنقلاب الذي حصل في مصر .. كان سينجح ايضا حتى ولو كان غير الإخوان في الحكم اذا اتوا بطريقة ديموقراطية حره, فالمطلوب هو ان لا يحكم الشعب العربي نفسه بنفسه ويتنفس نسيم الحريه..لأن ذلك يعني صعوبة سيطره الدول الكبرى على قرارات هذه الدول , فأي نظام عربي يأتي للسلطه بطريقة ديموقراطيه يهمه بالدرجه الأولى إرضاء من إنتخبه وهو شعبه وليس إرضاء الأخرين.
من هذا المنطلق حصل إنقلاب مصر..ومن هذا المنطلق تجري لعبة الإلتفافات على ثورة الشعب السوري.
نعود إلى مصر في خمسينات القرن الماضي عندما كانت اولى محاولات الرئيس جمال عبد الناصر بناء السد العالي بالإقتراض من البنك الدولي وهو بنك أمريكي بكل معنى الكلمه ويخضع للسياسه الامريكيه..كتبت عن ذلك مقاله منذ سنوات قليله ذات طابع فني قلت فيها بلغة الأرقام : لو ان امريكا بنت لعبد الناصر السد لكانت إمتلكت قرار مصر السياسي بإمتلاكها قطع الغيار لهذا المشروع الرائد والثروه الزراعيه وتوريد البذور المحسنه واستعادتها لثروه زراعية رخيصه إضافة الى المساهمه في تصنيع سياحه متقدمه في مصر...والسؤال الكبير جداً: لماذا إذن رفضت أمريكا ذلك؟ولماذا قادوا عبد الناصر للإتجاه شرقا؟
هذان السؤالان يكمن جوابهما في عنوان المقال.
لقد أثبتت التجارب انه مهما ظهر من إختلافات طافية على السطح في سياسات الدول الكبرى..الا ان الحقائق تكمن في عكسها.
فمنذ خمسينات القرن الماضي وبروز السوفييت على الساحه الدوليه كقوه عظمى وبلادنا العربيه تخضع لسياسة الآجار والإستئجار ..فقد تم دفع كل من مصر وسوريا والعراق الى حضن السوفييت سواءاً كانوا مكرهين او راغبين..
اعود إلى مصر لانها اكبر دوله عربيه ويهم كل عربي امرها وهي كذلك تصلح لأن تكون مثالا لسوريا أيضاً لقناعة الدول الكبرى من ان نجاح التجربه الديموقراطيه لهاتين الدولتين يعني آلياً صحوة الامه العربيه بأكملها من كبوتها , وهذا هو الخط الأحمر الحقيقي والذي يرسمه الشرق والغرب لنا.
أعود لمصر لأقول ان الأمريكان عادوا إلى إستئجار مصر رسميا منذ بداية حكم الرئيس الراحل انور السادات حتى نهاية حكم الرئيس المعزول حسني مبارك..ثم انتهت مرحلة الآجار والإستئجار في كانون الثاني / يناير ٢٠١١ لتبدأ مرحلة من الحريه الحقيقيه في مصر لعام واحد فقط زرع خلالها انصار النظام العتيق ومخابرات الدول الكبرى ووزير الدفاع المصري السيد عبد الفتاح السيسي ويؤسفني القول بالإشتراك مع بعض الدول العربيه كل انواع المنغصات لإشاحة الوجوه عن هذه المرحله الديموقراطيه الوليده...فكانت المؤامره.
إذن عاد العسكر من جديد وعادت الدول الكبرى الى سياسة الآجار والإستئجار..ويبدو ان عقد إستئجار الدوله العربيه الكبرى مصر من قبل روسيا يتم تحضيره بشهود امريكا والدول الاوروبيه ..
اعزائي القراء
لا تقولوا لي .. "ولكن السيد السيسي رجل مخابرات امريكي بإمتياز وخضع لدوره خاصه في الولايات المتحده الأمريكيه ضمن بعثه عسكريه في بدايات القرن الحالي...ولاتقولوا لي انه الوحيد الذي نجا من حادثة سقوط الطائره المصريه رقم ٩٩٠ المدبر قرب ساحل نيويورك استشهد فيه رفاقه العسكريين"....اقول لكم:إنها لعبة تبادل الأدوار بين الدول الكبرى للسيطره على الدول العربيه..
بقي لدي إشارة إستفهام كبيره: هل ستنجح المؤامره؟ لن أقول رأيي..بل سأقول ماتقوله بعض الصحافه الغربيه...إنهم يشكون بذلك..
مع تحياتي