السيد أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع صفق حين ألقيت شعرا لكنه صرّح لي بعد ذلك أنه ندم
السيد أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع صفق حين ألقيت شعرا لكنه صرّح لي بعد ذلك أنه ندم على التصفيق وبدوري أصرح له في هذا المقال أني ندمت لأنني قبَّلت رأسه إعجابا به
نظمت مؤسسة النبراس للثقافة والتنمية بمدينة وجدة يومه السبت الثاني عشر من شهر أبريل 2025 مهرجانا ثقافيا تضامنيا بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني العالمي ، وقد استدعي إليه السيد أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع كي يلقي كلمة بالمناسبة على غرار كلماته في عدد من المناسبات عبر التراب الوطني ، كما استدعيتُ بدوري إلى هذه المناسبة لإلقاء قصائد شعرية إلى جانب الشاعرين الدكتور الأستاذ السيد حسن الأمراني ، والدكتور الأستاذ السيد محمد علي الرباوي .
وبعد إلقائي قصائد ثلاث، اتجهت صوب السيد ويحملان، فقبلت رأسه احتراما وإكبارا له ، وتثمينا لنضاله من أجل القضية الفلسطينية ، لكنه فاجئني بأنه صفق لي أول الأمر لكنه ندم على ذلك ، وفوجئت بتعبيره عن ندمه الذي يعزى إلى كوني أدنت الكيان الصفوي الفارسي في إحدى قصائدي الثلاث ، كما انتقدت دور حزب اللات اللبناني في الحرب ، والذي انهار أمام جيش الكيان الصهيوني، وكان زعيمه يهدده بالويل والثبور وعواقب الأمور ، وكما كان يهدد بما سماهّ ما بعد بعد ّ، ولا بعد في واقع الحال . وفيما يلي الأبيات التي جعلت السيد ويحمان يندم لأنه صفق لي :
ففي سياق الحديث عن الشهيد أبو العبد إسماعيل هنية رحمة الله عليه قلت :
ذاك الذي في بلاد الفرس مصرعه ثَمّ ارتقى كان من آواه خوَّانا
بئس الجـــــــــوارُ جوارٌ لا أمان به والخاذلون فتًى ظلما وعدوانا
ومعلوم أن الجميع في الوطن العربي ،لم يستسيغوا أن يغتال الشهيد أبو العبد في قطر، وكان الجميع يظن أنه في حصن منيع حسب الدعاية الإيرانية ، وأن مخابراتها عصية على الاختراق . وإذا سلمنا بهذه الدعاية فإن إيران بذلك تقيم على نفسها حجة دامغة بأنها قد قصرت في حماية القيادي الفلسطيني ، وذلك في أشد الفترات دقة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية وهي في عز حرب ضروس مع الكيان الصهيوني . ولقد كان من الواجب على قادة إيران أن يضعوا الشهيد موضع حراسة مشددة كما يضعون مرشدهم، لكنهم لم يفعلوا ،فكان صيدا سهلا للصهاينة ، وطعنة قاتلة في ظهر المقاومة الفلسطينية ، وبذلك باء قادة الكيان الصفوي بعار وشنار ،لأنهم استجاروا الشهيد لكنهم لم يحموه بما يحمون أنفسهم كما يفعل الكرام ، ونقضوا عهدهم معه ، ولو اغتيل في دولة قطر حيث كان يعيش في أمان لأقام الإيرانيون الدنيا ولم يقعدوها .
وأنا أعلم أن السيد ويحمان، وقد سمعته في عدة مناسبات يبدي تعاطفه الكبير مع الكيان الفارسي ، ويبرر ذلك بأنه أهم داعم للمقاومة الفلسطينية . والرد عليه عبارة عن سؤال هو : ما هو ثمن دعم الفرس للقضية الفلسطينية الذين تلطخت أيديهم وأيدي جبهتهم المتقدمة في لبنان بدماء أبرياء من أهل سنة في كل من العراق وسوريا ؟
ولا شك أن السيد ويحمان لا يتابع الفضائيات الإيرانية التي تلعن وتشتم صباح مساء الصديق والفاروق رضي الله عنهما ، وتقذف الصديقة الطاهرة بشهادة الوحي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها . وكفى بهذا الفعل الشنيع أن يدان النظام الإيراني بأشد عبارات الإدانة على لسان كل مسلم سني غيور على شرف أم المؤمنين ، وعلى شرف وقداسة أبيها الصديق ، و شرف وقداسة الفاروق رضي الله عن الجميع ، مع أنه كان من المفروض أن يحترم النظام الإيراني مشاعر المسلمين السنة إلا أنه لم يفعل ، وهو يقر ما يفعله سفهاؤه ورعاعه.
ولا شك أن السيد ويحمان يغض الطرف عن موقف النظام الإيراني من قضية وحدتنا الترابية من خلال وقوف هذا النظام مع الانفصاليين ، ومع النظام الجزائري الذي يعتبر السبب الرئيسي في توريط المغرب في التطبيع . والنظام الإيراني حقدا على وطننا يسوي قضية الفلسطينيين العادلة بإفك الإنفصاليين ، ويضعهم في كفة واحدة .
أما ما جاء في قصيدة أخرى بخصوص الهالك زعيم حزب اللات اللبناني، والذي أنكره السيد ويحملان فهو كما يلي :
رَبُّ العمامة في لبنان يخطبنا لكنه كسل في الزحف عيّـان
أما الخطوط فقد ديست معالمها ما بعدَ بعد تُرى وهم وخذلان ؟
والمقصود من البيتين أن زعيم حزب اللات لم بخض الحرب دعما للمقاومة الفلسطينية كما يجب، بل دخلها وهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، وهوعلى تفاهم مكشوف مع العدو الصهيوني بخصوص أماكن القصف ، ولو أنه دخل الحرب كما يجب لكان العدو الصهيوني في خبر كان إلا أنه ظل يتوعد ويهدد ، ويتحدث عما سماه " ما بعد بعد " حتى سقط القناع وتبخر حزب اللات بين عشية وضحاها في سيناريو مثير للدهشة والغرابة ، وكان تقدير غالبية الرأي العام العربي أن عدد مقاتلي حزب اللات يفوق عدد مقاتلي المقاومة الفلسطينية أضعافا مضاعفة ، وأنهم أكثر منهم تسليحا وتدريبا وجسارة ... بينما كشف الواقع الفرق الشاسع بين ما أثبتته المقاومة الفلسطينية فعليا بالتصوير الحي الذي تناقلته وسائل الإعلام ، وسائل التواصل الاجتماعي ، وما ادعاه حزب اللات، بل لا مجال للمقارنة مع وجود الفارق كما يقال .
وإذا كان السيد ويحمان يدحض الأساطير الصهيونية التي يراد بها تبرير اغتصاب أرض فلسطين ، والطمع في اغتصاب غيرها من البلاد العربية والإسلامية ، ويفضح أساطير الحركة الأمازيغية المتصهينة في بلادنا ، وهو محق في ذلك ، ومن أجل ذلك قبلت رأسه تعبيرا عن إعجابي بموقفه الشجاع في إدانة التطبيع ، فإنه قد غفل غفلة لا يحسن به أن يقع فيها وهو يغض الطرف عن الأساطير المؤسسة للكيان الفارسي سواء تعلق الأمر باليهودي المؤسس لعقيدته ابن سبإ المنظر الأول للتشيع الصفوي الفارسي ، أو تعلق الأمر بأسطورة غدير خم التي يرى الفرس أنه لا يأتيها باطل من بين يديها ولا من خلفها .. إلى غير ذلك من الأساطير المثيرة للسخرية . وكان عليه ألا يغض الطرف عن ذلك، لأن الصهاينة والفرس سيّان في اعتماد الأساطير الواهية من أجل تحقيق أهدافهم المكشوفة وعلى رأسها الهيمنة والتوسع .
ولا شك أن السيد ويحمان يغض الطرف أيضا عن انخراط الدولة الصفوية مؤخرا وسابقا في محادثات مباشرة مع الإدارة الأمريكية كما فضح ذلك الرئيس الأمريكي الحالي خلافا لنفي الإيرانيين الذين يسوقون إعلاميا شعارات يكذبها ما يحدث في الخفاء أو في الكواليس وههنا تصج عبارة " ما خفي أعظم " .
وفضلا عن هذا لا زال الثأر للشهيد أبي العبد الذي وعد به الإيرانيون لم يتحقق لحد الآن عدا تلك المسرحية الهزلية التي يخبر فيها الإيرانيون الكيان الصهيوني بموعد الرد ، وبذلك لا زال الرد في حكم العهد المنقوض .
وأخبرا أقول ما كنت لأحرر هذا المقال لولا أن السيد ويحمان صدمني بقوله قد ندم لأنه صفق لي ، وقد خاب ظني فيه كأنني في ثلاث قصائد ألقيتها ما جئت بما يستحق التصفيق . ولأنني لا يجرمني شنآن مع من يخالفني الرأي والاعتقاد والموقف على ألا أعدل، أقول إن السيد ويحمان مناضل كبير، ولا أشك قيد أنملة في صدقه، وأوكل سره إلى خالقه الأعلم به ، لكنني أصر على التعبير عن ندمي لأنني قبّلت رأسه كما ندم هو على التصفيق لي ، ولو علمت أنه سيصدمني بقوله ما حضرت أصلا هذا النشاط الذي أثمن من نظموه عاليا ، وأنا شاكر لهم دعوتهم الكريمة ، وأحتسب الأجر عند الله عز وجل بحضوري ومساهمتي في يوم الأرض ، وفي دعم القضية الفلسطينية العادلة ، وقد تم توقيفي كما يعلم الجميع من الخطابة المنبرية بسبب هذا الدعم .
وسوم: العدد 1123